يصّدح بلبل الخيال وتغنى الأمواج أطرب موال وترتمي أفكاري
في احضان السؤال فأغذي ملهمات التصوير والحن كلمات
التعبير واسوق الغيم وانهل من تغريد العصافير فأقف على أغصان
مهجة حياتي وأستظل بشمسها وقت السموم وأدفي ببردها وأتقي
حرها بالغيوم فربما تمطر حناناً وتزهر أماناً
فهي لبنه عاشت في كنف الحب واستقامت على وهج التضحيه
اطعمتني غذاء الوفاء وجعلت المحبه لي كساء ونحلت من جسمها
فوهبته لي دواء رفضت غنادير السعاده كي توفر لي الراحه وطردت
اساطير المغريات كي تقلدني وسام العذوبه ووشاحه قسمت لها من
بريق العذاب شعله واسكبت من مقلة عينها دمعه فجرفت في طريق
الألم عني وكتمت بداخلها الهّم والتأني ورسمت على سحابة السهر
تقاسيم بوّحها ونحتت على صخور التحمل بقايا نوحها
إنها اصبوحة خواطري وافروحة نعومة اضافري ومشاعري وارجوحة
مناهل افكاري ودفاتري وهي ينبوع حنييني الذي لا ينضب وشموع
حياتي التي لا تتعب فقد اطلقت العنان لخيل حريتها الجامح ورسمت
بريشة الفنان مستقبلي الواضح شعارها في الحياه التسامح وهدفها
سعادة الغير وتزين الملامح
أبت الاّ ان تسير مع قوافل رضا الآخرين ونبت في يقينها كفاح
وصراع امواج عثرات المحبين لم تعرف يوماً يآس التربية منذُ
المهد ولم تبخل على بباس التغذيه ولحظات الجهد كم بقيت ليالي
تحت حصار الخوف من ضياعي وكم استوطن في صدرها جيش
المآساه لكنها اتخذت من الصبر سلاحاً ومن الصمود سداً منيعاً
صداحاً وعاندت مشاق النوم كي توفر لطرفي استقرار حتى
بعد أن تخطيت عقبات الصغر وبدات انحت في سلم الكبر كانت
تحمي جسدي بخوفها وترمي همومي في جوفها وتلبسني من جفاف
رداءها ونعومة صوفها
فاني اعشق همسات ترابها التي تطأ باقدامها عليه وأقبل ظلها
الذي تحاور جسدها به واجسّد حنانها رمزاً أعلقه في ذاكرتي
واندب كل لحظه لم انظر الى وجهها الذي يبرق املاً في الحياه
ويدك جميع العقبات التي تواجه مستقبلي بدعائها الذي ما فتئت
اطلبه ولا زلت احياء على صوتها وهمهمة نسائمها التي تمر
على اشجاري لتحيها
عبدالعزيز