حينما الضجر يقتلك
امسح عن وجهك الألم
واغمس يديك في الحبر طليقتين
ثم عد الى أشواقك أيها الحنون الناكر للعشق
المثقل بالهوى
ثوبك المطرز بخرز الكلمات لا يليق لغيرك فلا تخلعه
أعلمُ يامشعل الحبيب أنك لا تجيد الصمت، لا تتقن الرقص، لا تقدر على القفز
فادنو من ظلك، واستنشق عطرك القديم منه
لمن تترك مليكتك وهذه المسافات من البياض...؟
أي شفاهٍ ستردد موتك في هذا الانتحار المعلن عبر الانترنت...؟
أي رثاءٍ يليق لهذا الحزن الذي نشرته في الضوء يا مشعل ...؟
ما زالت آثار البكاء في عينيك حيثما رحلت، فدعها تتحرر من الحزن
ما زالت عصافير الحريق في حقيبتك، فأطلقها لأقواس القزح
تحمل زجاجات عطر فاخرة في جيوبك، فرشرشه على الورق ولا تبخل
أني أراك شارداً بين الأقفال، ومفاتيحك شبقة لممارسة الشعر
أني أراك حائراً لانتقاء أبجدياتك، لتغازل الزجاج والثلوج
شموسك بين شفاه الفجر، وأرصفتك مخامل تنتظر الندى
تؤشر البوصلة إلى جهاتك المفقودة، والمدى الأرجواني كئيباً ينتظر أقلامك
مصادفات حبرك دونت نبض فؤادك إيمانا، فلا تكفر
اخفق بجناحيك هذا المساء
وارحل حيث السراب لتكتب بقية حزنك
استرح هناك في البُعد قرب أناشيدك
ليسكن صداك الرحيق
واستفق من طعنتك ولا تلم الخناجر
مواعيدك تنزف على الرماد صوراً خضراء
أنت الغبار المستحيل في جغرافية البرد
فردد العذاب
فما يزال للزمن لون من الصمت وآخر للفتنة
وللمساحات شيء مباح للإغراء
بيني وبينك متاهات وقناديل وتراب
بيني وبينك وطن وصلصال ولغز دم
بيننا وبين التراب رنين نهرول إليه بالنواقيس
فك طلاسم فناجين قهوتك لآخر زفرة
دغدغ بعظامك هذا الملل
لتغفو الشهب على جرحك
ابك دموعك الأخيرة
انسج عشقك ضباباً..بين أحبابك في منتدى الود
واملأ السهر بإيقاعات أغنيتك قبل أن ترقد..
فهل ستفعل يامشعل قبل أن ترحل ..
مع تحيات أخوكم مشعل البراق