التغذية العلاجية لمرضى السكر.. صمام الأمان

[روووز]

لا نستطيع الجزم بأن النظام الغذائي وحده كفيل بضمان جودة حياة مريض السكر، وإنما ممارسة النشاط الرياضي هو عامل مساعد أيضاً، هذا إضافة إلى عنصر آخر مهم هو التعاون والتنسيق من جانب القائمين على رعايته الطبية والمنزلية ومن جانب المريض أيضاً مع الوضع في الاعتبار سنه ونوعه وحالته الصحية. لقد ثبت أن الغذاء غير الصحي وتناول الأغذية الصناعية وغير الطبيعية هي المسببة لكثير من أمراض العصر، والسكري هو أحدها على المستويات العمرية كافة.
لتوضيح أهمية التغذية الصحية في تخفيف، علاج والوقاية من مرض السكري نتحاور مع استشاري أمراض السكري فيصل المحروس في ثالث لقاء له معنا، راجين أن نحقق الهدف من مساعدة مرضى السكري والأصحاء على حد سواء.

ما الهدف من اتباع «علاج الغذاء الطبي» التغذية العلاجية لمريض السكر؟
- المحافظة على معدلات الجلوكوز في الدم.
- تحسين معدلات الدهون في الدم.
- خفض ضغط الدم.
- منع أو علاج تداعيات مرض السكر ومنها أمراض القلب، العين، الأعصاب، الكلى.
- الارتفاع بمستوى الصحة العام من خلال اختيارات صحية للغذاء وممارسة نشاط رياضي.
- مقابلة المتطلبات الغذائية لكل مريض.

كيف يتم تقييم النظام الغذائي لمريض السكر؟
- يتم تقييم النظام الغذائي لمريض السكر وفقاً لـ:
- التاريخ النفسي والتعليمي ونمط الحياة بما فيها التعليمات الخاصة بنظام غذائي سابق.
- النظام الغذائي الحالي لمرض السكر.
- نتائج التحاليل الدورية.
- الوزن الحالي، الطول، مؤشر الوزن المثالي (bmi)، قياس الخصر/الحوض.
- المعدل الحالي لما يتناوله مريض السكر من الأطعمة.
- الحالة الشعورية تجاه ما يتناوله المريض من أطعمة.
- مشكلات خاصة مثل الوزن، اضطرابات الطعام، نقص معدلات السكر.

ما المعلومات التي لابد أن يحتوي النظام الغذائي لمريض السكر عليها؟
- المعلومات التي يجب أن يحتوي النظام الغذائي لمريض السكر عليها هي:
.1 الهرم الغذائي.
.2 قائمة البدائل الغذائية وتحديد كمياتها (قائمة القياس).
.3 قياس الكربوهيدرات.

ما المقصود بالهرم الغذائي؟
- الهرم الغذائي هو أداة مهمة تساعد المريض على اختيار الكميات الملائمة من الأطعمة من كل مجموعة غذائية من مجموعاته الخمس:
- تحتل الدهون، الزيوت والسكريات قمة الهرم والتي تتضمن أيضاً على رقائق البطاطس، الحلوى، الآيس كريم، والأطعمة المحمرة (المقلية). وينصح بتناول الأطعمة من هذه القائمة بكميات صغيرة لاحتوائها على الكثير من الدهون أو السكريات وتفتقد إلى المواد الغذائية التي توجد في الخضراوات والحبوب، كما أن بها نسباً عالية من الكربوهيدرات. وينبغي أن يحتوي النظام الغذائي لمريض السكر بل للشخص العادي على أقل نسبة ممكنة من الدهون المشبعة والتي توجد في اللحوم والمنتجات الحيوانية مثل البرجر والجبن والزبد - تتجمد الدهون المشبعة في درجة حرارة الغرفة - وعند تناول السكريات المتمثلة في الحلوى لابد أن تكون جزءاً من النظام الغذائي الصحي على ألا يكون هناك إفراط في تناولها.
- ثم تأتي مجموعة الألبان بعد مجموعة الدهون، وهي تتضمن كل أنواع الألبان والزبادي وأية منتجات للألبان أخرى ماعدا الجبن، ويفضل كميات قليلة منها واستعمال النوع الخالي أو قليل الدسم. ويعتقد أن منتجات الألبان مصدر مهم من مصادر الكالسيوم والتي تقوّي العظام والأسنان. أما عن عدد المقادير الموصى بتناولها من الألبان والزبادي أو أية منتجات من الألبان من 2 - 3 مقادير يومياً. توجد بعض أنواع الزبادي المحلاة طبيعياً إلى جانب تلك التي تُحلى بالسكر أو بإضافة مواد التحلية الصناعية حيث تكون نسبة السعرات الحرارية أقل فيها من السكر العادي.
- مجموعة البروتينات تحتوي على اللحوم، الطيور الداجنة، الأسماك، البيض، التوفي، زبد الفول السوداني وبعض أنواع المكسرات.
- ويضع القائمون على التغذية الجبن ضمن هذه المجموعة لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات. وعدد المقادير الموصى بتناولها يومياً من البروتينات من 2 - 3 مقادير، ينصح بتناول الكثير الأسماك والطيور الداجنة كمصد للبروتينات أكثر من غيرها مع نزع الجلد من الدجاج والرومي والدهون من اللحم البقري والغزال. من الأفضل تناول اللحوم مشوية أو مسلوقة بدلاً من تحميرها أو إضافة أية دهون لها.
- تتكون الفاكهة من الكربوهيدرات والكثير من الفيتامينات والمعادن، وعدد المقادير الموصى بتناولها يومياً 2 - 4 مقادير. تناول ثمرة الفاكهة أفضل من عصيرها لأنها تحتوي على كثير من الألياف مثل البرتقال والجريب فروت واليوسفي. أما الفاكهة أو عصائرها المحلاة صناعياً بإضافة بعض المواد لها ينبغي تجنبها. بينما الخضراوات تحتوي على كثير من الفيتامينات والمعادن ونسب أقل من الكربوهيدرات بالمقارنة بالفاكهة، وعن عدد مقاديرها اليومية من 3 - 5 مقادير، والخضراوات ذات الورق الأخضر والأصفر الداكن مثل السبانخ والبروكلي والخس والجزر والفلفل من أحسن الخيارات وينبغي أن تكون طازجة أو مجمدة من دون إضافات من الملح والدهون.
- مجموعة النشويات، وتحتوي على الخبز والحبوب والمعكرونة والخضراوات التي تحتوى على نشويات مثل البطاطس والبسلة والذرة أما الفاصوليا، فهي غنية في أليافها. يوصى بتناول 6 إلى 8 مقادير من النشويات يومياً.

هل يسمح لمريض السكري بتناول الكحوليات؟
- يجب أن يتجنب مريض السكري الكحوليات، ولكن إنْ صادف أن تناول أحدهم الكحوليات فإن تأثير الكحوليات على جلوكوز الدم يعتمد على الكمية المتناولة منه وعلى نوع الأكل وكميته. وينبغي تجنب الكحوليات للمرأة الحامل ومريض الكلى والأعصاب والبنكرياس ومن يعاني من إدمان الكحوليات.

ما طريقة القياس الغذائي لمرضى السكر «طريقة البدائل الغذائية»؟
- طريقة القياس الغذائي لمرضى السكر يمكن أن نسميه مجازاً طريقة المقايضة أو المبادلة بكم محدد من الأطعمة في المجموعات الغذائية المعروفة لنا:
- النشويات، الفاكهة، الألبان.
- الكربوهيدرات أخرى (مثل: الكيك، الفطائر، البودنج).
- الخضراوات، اللحوم.
- اللحم الخالي من الدسم أو بدائل اللحوم.
- الدهون. وكل مقايضة داخل المجموعة الواحدة تحتوي على الكم نفسه من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والسعرات الحرارية.
مثال: الأطعمة التالية في مجموعة النشويات تحتوي على نحو 15 غراماً من الكربوهيدرات، 3 غرامات من البروتينات، قليل من الدهون، 80 سعراً حرارياً:
- 1/4 كوب من الفاصوليا المخبوزة.
- 1 ثمرة بطاطس صغيرة مخبوزة (85.05 غرام).
- كعكتان (قطر 10 سم).
ويحدد المريض باستخدامه طريقة القياس أو المبادلة عدد النقاط التي يحتاجها من كل مجموعة غذائية، ففي وجبة الغذاء يكون عدد النقاط (2) نشويات، (2) لحوم، (1) دهون، (2) خضراوات، (1) فاكهة، حيث يرجع المريض إلى قائمة المبادلة ليختار الأطعمة ويحدد وجباته الغذائية. وهذه القائمة مرنة لأنها تتيح أنواع من الأطعمة كثيرة لكن الأطعمة العرقية لا تدخل ضمنها.

كيف يتم حساب كميات المواد الكربوهيدراتية؟
- الكربوهيدرات من أسرع المواد تأثيراً على سكر الدم وترفع من معدلاته أكثر من اللحوم والدهون، لكنها من أفضل الخيارات الصحية الغذائية. وعن المواد الغذائية التي تحتوي على كربوهيدرات: النشويات، الخضراوات (بعضاً منها)، الفاكهة، منتجات الألبان، أما الدهون فتحتوي على القليل منها. وعن حساب الكربوهيدرات فهو شيء مهم لـ «التغذية العلاجية» لمرضى السكر، وذلك للمحافظة على معدلات الجلوكوز بالدم، ولمساعدة المريض لتفهم مدى تأثير خياراته الغذائية على معدلات الجلوكوز بالدم عليك بسؤاله بالمداومة على تسجيل ما تأكله وقياس الجلوكوز قبل كل وجبة وبعد 90 دقيقة من تناول الطعام. على أن تحسب عدد غرامات الكربوهيدرات بعد كل وجبة يتم تناولها.
وبمجرد أن يفهم المريض خطط وجباته الغذائية ومتوسط قيمة الكربوهيدرات من كل مجموعة غذائية، فقائمة قياس الأطعمة يمكن أن تفيده بالمعلومات الإضافية عن معدلات أو كميات (غرامات) المواد الكربوهيدراتية والدهون للمقدار الواحد للأطعمة المختلفة. وينبغي أن يكون عدد الغرامات للمواد الكربوهيدراتية وتوقيت تناولها بشكل منتظم يساهم في تنظيم معدلات الجلوكوز، والأدوات التي تقاس بها كميات الأطعمة (ملعقة صغيرة، ملعقة كبيرة، كوب) مهمة للغاية.
ومن المهم أيضاً تناول الأطعمة في الميعاد نفسه يومياً، وأن يتم حساب عدد غرامات الكربوهيدرات لكل وجبة أفضل من حسابها في نهاية اليوم ككل.

مجلة عالم الصحة والغذاء