خلف اسوار المدرسة الواسعة ..وفي فناءها الفسيح .. جلست فتاتان جميلتان في عمر
الزهور..ساد بينهما الصمت ..لكن احداهما شقت هذا الصمت بآهاتهاثم اتبعت هذه الآهات التي
تدل على حزنها المكتوم في صدرهابقولها : صديقتي رزان تعرفين مدى حبي لك لذلك اريد ان
استأمنك على حديث . قالت لها رزان :لاتخافي يا حنين فلن اخبر احدا.
_ لن اخبر بما في قلبي الا لك ..ولن افصح عن حياتي التعيسة والفاشلة الا لك..لأن من حولي
لا يعيروني اي اهتمام فأنا كالبهيمة أ وأسوأ ..لا أستطيع حتى أن أجلس في غرفتي لوحدي..
وأنت تعلمين أني وحيدة وليس لدي أخوات..فعندما أجلس في غرفتي يدخل هذا يشتم وهذا يخرج
يهدد وهذا يمر يأنب..أو يدخل الجميع في غرفتي ويتكلمون واذا اردت ان البس او اذاكر طردت
من الغرفة ..وبالامس جلست في غرفتي أقفلت الاضاءة ..واغلقت الباب..وانسدحت على
سريري ابكي..وطبعا لا أحد يهمه هل اجلس في ظلام ام في نور .. وهل اجلس لوحدي ام معي
احد..هل أضحك أم أبكي ..كنت أخاف الوحدة والان احب ان اجلس لوحدي ..كنت ارتعب من
الظلام والان أرتاح في الظلمة ..كنت اهوى الضحك والان اهوى البكاء.. تلك دقائق قليلة
جلستها في ظلمة ووحدة واذ بالجميع يدخل علي وطبعا بدون استئذان فانا لست آدمية مثلهم ..
طردت من الغرفة..لاني ابكي.. فهم لا يحبون من يبكي امامهم..ذهبت الى الصالون جلست
وحدي ابحث عن هدوء حتما لن اجد ..فهذا يطلب مني كاس ماء وهذا يطلب مني مساعدته ..
لكن هذه المرة لم ابحث عن الهدوء لارتاح من عناء العمل وانت تعلمين ان لدينا خادمتين..
بل جلست لاحاسب نفسي جلست لاستنتج اخطائي جلست كي اعرف لماذا الجميع لا يحبني ..
ولكني لم اعرف حتى الان ..هذا سر بيني وبينك ..فانت الوحيدة التي ارتاح لك وانت الوحيدة
التي تريحني من همومي وانت الحيدة التي استطيع ان اخبره عن اسراري..