وطني يمرّ...
ولا أرى
في وجهه المكسور
وجهي
وطني يمرّ...
فهل أمرّ ؟!!
وطني بلا عينين،
تذروه الهزائمُ
يشتريه الوهم
في سوق النخاسة...
أين يا وطني المفر؟!!
أشكوك يا وطني
إليك...
يمرّ من نفق الجراح
صهيلك المحموم
قهرُ
هذا خريف الأغنيات...
فلملمي
-يا غربة ُ- الأشعارَ
هزّي
نخلة النجماتِ
يسّاقط صبرُ
كوني بي
زمناً مطيراً...
أنت في صحرايَ شعرُ
أشرعي وجه القراءة...
واتركي وطني يمرّ
واجْهريني
-كالمؤذنِ-:
إنّ طُهر الصمت عُهرُ
وطني: صلاة حرةٌ
والوقت كفرُ
ودمي شراع معلن...
والشعر بحر
وفمي بلا شفتين:
نهرُ...!!!
ويدايَ شوقي للوصولِ...
ووقعُ أغنيتي الحزينةِ...
يستريح على ضفافكِ
فاقرئيني يا جنازة،
واهطلي فوقي نشيداً...
كالندى
يبكيه فجرُ
وطني يمرّ ...
و ها أنا أغلقتُ وجهي
كي أراه ...
فهل يراني!؟
هذا خريف الأغنياتِ
فأشرعي
-يا نار-
زهر الزمهرير
هذي ولادتنا الأخيرة ...
هلّلي ...
فالجرح يبدأ صامتاً ...
ويثور
في الفصل الأخير
تأتين أيتها القصيدة...
ناعساً ينْسَلُّ صوتي،
من مساء الروح
يعبرني... يغني:
ما كان وجهك
غير نافذتي،
ما كانت الأحلام
تبزغ من جروحي
والقناديل تشاغب، …
لولا نداك الزمزميّ
يبلّ روحي…
وطني يمرّ ...
ولا أرى
في وجهه المكسور
وجهي
وطني يمرّ ...
فهل أمرّ ؟؟؟
هذا خريف الأغنيات ...
فأشرعي… يا ريح
زهر الزمهرير