السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .. عندما لا تحبين سلوك صديق طفلك أعلم أن كل طفل بحاجة لصديق، وعندما نسمع كأمهاتطفلنا يذكر اسما معيناً مراراً وتكرارا، نحس بالراحة، فقد يكون هذا الصديق هو الذييسانده ويدعمه خلال مرحلة الطفولة. ولكن، يحدث أحيانا عندما نلتقي هذا الصديق....!!!! لمأحبه، كلمة قوية، لكنها لا تعبر عن مشاعري فعلا، ربما أقول أكرهه، بكل بساطة ووضوح. فماذا تفعلين إذا كنت لا تحبين صديق طفلك؟ لم يستطع طفلي إيهاب ابن العشر سنواتإقناعي بصديقه ليث، كان ليث طفلاً ثرثاراً ، يتحرك بطريقة عشوائية، ولا ينتبهلتصرفاته وتأثيرها على الآخرين، فرق كبير بينهما، ولا أستطيع أن أرى سببا لتعلقهبليث، فإيهاب طفل في غاية التهذيب، يراعي مشاعر الآخرين. وأخشى على طفلي من تأثيره السلبي، لا أريد أن يمس طفليالرائع أي سوء، ولشد ما كان يستفزني لا مبالاة والدته، فقد كان ليث يقضي ساعاتطويلة في بيتنا، فلا تهتم الأم بمتابعته، أو تكلف نفسها عناء السؤال عنه، فماذاأفعل؟ فكرت كثيرا، ووجدت أن السؤال المطروح يجب أن يكون : ماذا يجب أن لا أفعل ؟ لايجب أن أمنع طفلي من اللعب مع صديقه، فمحاولة إبعاده ستعطي نتائج عكسية، وسيتعلق بهبقوة قد لا تخطر ببالي، تجعل من فكرة ابتعاده عنه مهمة مستحيلة، وقد يبدأ طفليبالكذب والتحايل علي، ليتمكن من الالتقاء بصديقه دون علمي، ولأنه لم يعتد الكذبعلي، فقد يسبب هذا السلوك لطفلي التوتر، والضغط النفسي، لأستفيق في منتصف الليل علىصوت صراخه ومعاناته من الكوابيس. لم أحاول ولو لمرة أن أخبر إيهاب أنني لا أحب ليث، فمثل هذه المعلومةكفيلة لدفعه أكثر باتجاه هذه الصداقة، والتمسك بها أكثر، وهذا آخر ما أرغبفيه. وبدلا من منعه منمصادقة ليث، أو التفوه بأشياء سيئة عنه، بدأت بتحديد قواعد وحدود، فمثلا، كنتاتركهما يلعبان معا، لكني كنت أصر أن يكون ذلك في بيتي، وتحت ناظريّ، وحتى عندماكان يذهب للعب في بيت ليث، كنت أوصله بنفسي، وأحدد ساعات اللعب المسموح بها، وعددالمرات التي يمكنه أن يذهب إلى بيت ليث، أو أن يأتي ليث إلىبيتنا وكان من الضروريتشجيع نشوء صداقات أخرى، ولكن بحذر شديد، فإيهاب طفل ذكي، ويستطيع أن يدرك ما أفعلهبكل بساطة، وكان من المجدي تشجيعه على أي نشاطات يشترك فيها مع أطفال آخرين أرغببأن يتواصل معهم. أما عندما كان يمتنع عن المشاركة في مثل هذه النشاطات، فكنت أتعمداصطحابه إلى لقاءات عائلية ليتفاعل مع أطفال آخرين. أما عندما يقوم طفلي وصديقه باللعب، فمن الضروري مراقبةطريقة لعبهم وكلامهم وممارساتهم، وتوخي الحذر في كيفية القيام بذلك، فالتصنت عليهماخارج باب غرفة الطفل سيجعل مني عدواً لدوداً لكليهما. وبدلا من ذلك، عملت على توجيهنشاطهما فمثلا أقول: سأصنع الكعكة التي تحبانها، هل يمكنكما مساعدتي؟ أو أناصطحبهما إلى أماكن لعب الأطفال كالحديقة، أو لتناول الغداء في مكان قريب.
ببعض التخطيط، يمكن الحد من الوقت الذي يقضيه الطفلمنفرداً مع صديقه، وبالتالي الحد من التأثير السلبي الذي قد يتركه عليه، ومن المفيدأيضا مناقشة الطفل في أوقات عدم وجود صديقه حول تصرفات لاحظت قيام صديقه بها، دونالإشارة إلى أن صديقه فعل كذا أو كذا.
وبمرور الوقت، ستضعف أواصر هذه الصداقة، وسيجد طفلكصداقات أفضل.