السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ابني كــــــم احبك واخاف عليك
ولدي خارج البيت ... ماذا يفعل ومع من ؟!
الأبناء في صغرهم في قبضة الأبوين , يحيطونهم من كل جانب خوفا عليهم ,
ويوما فيوما يبدأ الأبناء في الخروج من القوقعة التي كانوا يعيشون فيها
منبهرين بالعالم الجديد خيره وشره ... وهنا تبدأ الأخطار وقد تتكدس الشوارع بالشباب ,
منهم من يتجمع بالنواصي , ومنهم من يتجمع بالمقاهي ,
غير الذين يتجمعون بالنوادي والصالات وغيرها..
ولا يطمئن قلب الأبوين ولا يهدأ لهم بال إلا عندما يعود الإبن للبيت ...
ويظل التفكير شارد .. ماذا فعل خارج البيت ؟ ومع من كانت سهرته الليله ؟ .
فإذا أكثرا عليه الأسئلة - من باب الإطمئنان عليه -
وجدوا في نظرات إبنهم الضيق والتأفف وبعض التمتمة الغير مفهومة التي تدل على الضجر
وههنا باختصار نقدم لك بعض الملاحظات التربوية التي يرجى أن تغرس لدي الأبناء
وينتبه إليها الوالدان ,
فإذا نسجت تلك الخطوات داخل الإبن منذ الصغر نسيجا متآلفا
قد تساعد الأبوين لحد كبير للإطمئنان عليه.
1- يجب أن نربيه على الإيمان
أي لابد أن نجعل قلبه دائما متصلا بالله تعالى ودائما ما نذكره بتلك النعم التي تغمره من كل جانب
فضلا من الخالق عليه ومنة منه , ولابد أن نوطد حب الإبن بربه الذي يستوجب له الطاعة ...
فإن المحب لمن يحب مطيع ,
و نعرفه أن الإيمان ليست كلمة لسان ولكن تصديق القلب وعمل الجوارح ,
وقد وضح لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال :
( ألا وأن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب )
2- يجب أن نربيه على حب ذكر الله تعالي , فنعوده الأذكار اليومية ,
التي تبقي القلب حياً سعيداً ,ونعلمه تعظيم كتابه الكريم ,
و نعلمه أن كثرة الذنوب و المعاصي و المخالفات التي نهى عنها الله تعالي
هي التي تقف حاجزاً بين العبد و خالقه , ونعلمه فور الخطأ إتباع التوبة .
3- يجب أن نربيه على عدم حب الدنيا فلا يتأثر الإبن بزخارفها ,
فإن زينتها زينة مصطنعة , ولابد له من مفارقتها ,
كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
عندما قال له جبريل عليه السلام
( عش ما شئت فإنك ميت , وأحبب من شئت فإنك مفارقه ,
واعمل ما شئت فإنك مجزى به .....)
4- يجب أن نربيه أيضا على مراقبة الله تعالى في السر والعلن فيتأسس الإبن
ويعلم أن الله تعالى مطلع عليه في كل وقت , فهو الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام ,
فقبل أن يبطش برجليه ويده وبصره وسمعه يشعر برؤية الله تعالى له وبمراقبته سبحانه ,
فيعود بدفعه من نفسه السليمة التي أسست على ذلك .
5- ولنعلمه كيف ينتقي الصديق الصالح , ونعرفه أن الصديق هو رفيقه الذي يحبه
وقد يستأمنه على الكثير من أسراره أكثر ما يستأمن أبويه ,
فإن كان الصديق سيئا فسوف يكون على شاكلته ,وإن كان خيّرا فقد يحشر معه ,
بل وقد يكون سبيلا له إلى الجنة
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
( المرء مع من أحب )
رواه البخاري .
وقد يكون الصديق معينا له على المسارعة في الخيرات
يذكره دائما بالله تعالى فيطمئن الأبوان في رفقته .
6- يجب أن ننبهه من خطر وضرر الواقع الخارجي ,
ونقدم له نماذج سلبية في ذلك و التي قد زج بها التيار العكسي حتى غرقت في دوامته .
7- على الأبوين مصاحبة الابن والتقرب منه وقضاء معه بعض الوقت الأسري المرح
حتى يخرج الأبوان من هذا اللقاء بكل ما يريدانه من معرفه عن إبنهم عن طريق الدردشة .
8- كما يجب على الأبوين متابعة الإبن بألا يفقدانه الثقة في نفسه ,
وتكون المتابعة داخل البيت حيث تتركز على مدى انتظامه في مذاكرته
وسلوكياته الموجهة تجاه إخوانه وأخواته , أما خارج البيت عن طريق السؤال عنه
بالمدرسة أو عن طريق معلميه ,
ومتابعة مدى انتظامه في صلاة الجماعة في المسجد .
9- على الأبوين إستغلال المناسبات لدعوة أصدقاء الابن المقربين له
والجلوس معهم لتقييمهم ومعرفة أخلاقهم فهم يلازمون إبنهما كثيرا خارج البيت ,
والمرء على دين خليله .
10- الأبوان هم القدوة فيجب إن أرادوا إصلاح الإبن أو تربيته في الصغر على طاعة الله ....
عليهما أولا ان يلتزما بنفسهما فالإبن يقلد الأب و البنت تقلد الأم .
11- على الوالدين تركيز الدعاء بعد الأخذ بكل الأسباب السابقة
بأن يحفظ الله تعالى إبنهما من كل سوء ومن أصدقاء السوء
و أن يجعل إبنهما قرة أعينهما,
فالله تعالى قريب مجيب ,
يجيب دعوة الداع إذا دعاه