۩ أطفالنا بهجة حياتنا ومستقبل أمتنا الحلقات

قلب الزهـــور · 27-09-2012, 03:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أطفالنا بهجة حياتنا و مستقبل أمتنا
الحلقة الاولى

عندما يستعيد الإسلام مكانته في بيوتنا فيصبح البيت كالواحة في الصحراء ،
يرى الناظر إليها روعة الإسلام وعظمته ، وينعم أهلها بحياة هنية في ظلال طاعة الرحمن ،
فيتعاشر الزوجان بما يرضي الله ويربيان أولادهما حسب شرع الله
متخذين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة في كل حركة وسكنة في الحياة ،
تستعيد الأمة عزتها ومكانتها بين الأمم .
تنشئة طفل مسلم في الغرب مهمة صعبة ولكنها ليست بالمستحيلة ،
وهي تتطلب الكثير من الوعي وحسن التصرف والإلمام بتعاليم الإسلام .
لابد لنا أن ندرك أن تربية أطفالنا على حب الله ورسوله لاتتحقق ببضع نصائح
نأخذها من هنا وهناك ، بل بأن نعيش حياتنا بالإسلام وللإسلام ،
ليصبح الإسلام منهج حياة لأولادنا كما هو منهج حياة لنا .
وأن نسعى في كل يوم إلى أن نكون أقرب إلى الله عز وجل
وذلك بالعمل الجاد على تصحيح أخطائنا وتقويم تصرفاتنا لتكون
أقرب إلى المنهاج الذي سنَّه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
كان المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم
{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }
فَمَلَكَ قلوب أصحابه رضي الله عنهم بالرأفة والرحمة ، ومَلَكَ عقولهم رضي الله عنهم بالإقناع ،
وكانت النتيجة جيلاً فريداً نشر الإسلام في ربوع الأرض .
ترى هل نتوقع أن نربي جيلاً متميزاً بوسائل مضادة للتي استخدمها نبينا عليه الصلاة والسلام ؟

فهرس الحلقات ونبذة عنها

تجربتي في التربية …
- أطفالنا (1) مقدمة أتحدث فيها عن القصة وراء هذه السلسلة من الدروس .
- أطفالنا (2) تمهيد : دوافعنا لتنشئة أولادنا على الإيمان .
- أطفالنا (3) تأملات … مشاعر الأطفال .

… التدرج سنة الله في الكون .
- أطفالنا (4) تأملات … حب الناس لنا من عوامل سعادتنا .
… ارتفاع سقف توقعاتنا من أطفالنا .
- أطفالنا (5) تأملات : عنف الأهل يحرم الأولاد من الإحساس بحلاوة الطاعة.
- أطفالنا (6) وقفة مع النفس : مناقشة خطة العمل .
- أطفالنا (7) وقفة مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
قصص تحكي معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام للأطفال .
- أطفالنا (8) هيَّا بِنا : خطوات عملية في التربية …

أولاً : تهيئة الأجواء وتشمل
تجديد المودة – توفير الأمان النفسي – إعادة بناء ثقة الطفل بنفسه –
وجود جو من الإحترام المتبادل في المنزل – تعليم الطفل أن يعتذر عندما يخطئ .
- أطفالنا (9) هيَّا بنا : تابع الخطوات العملية في التربية …

ثانياً : التربية بتوفيرالقدوة وتشمل
المربي (القدوة ) ومن يقتدون به ، جميعاً محاسبون أمام الله عز وجل .
المربي (القدوة ) الصالح يطبق ما يدعو إليه .
المربي ( القدوة ) هو الصدر الحنون للمقتدي في حالات ضعفه .
نحن مسؤولون أمام الله عن كيفية تبليغنا لشرع الله .
- أطفالنا (10) هيَّا بنا : تابع الخطوات العملية في التربية …

ثالثاً : الاستمتاع بالحياة مع أطفالنا
اقتراحات للتعامل مع الأطفال الصغار ومع الأولاد الأكبرسناً .
- أطفالنا (11) هيَّا بنا : تابع الخطوات العملية في التربية …

رابعاً : التمييز بين الشرع والتراث .
- أطفالنا (12) هيَّا بنا : تابع خطوات عملية في التربية …

خامساً : المحافظة على نقاء قلوب أطفالنا .

ثالثاً : القصص Stories
القصة الأولى : مهنة المستقبل .
القصة الثانية : ساعة من وقتك .
القصة الثالثة : كيف تتم صناعة الغباء .
القصة الرابعة : العطاء والتعاون .
القصة الخامسة : أغنياء وفقراء .

قلب الزهـــور · 27-09-2012, 03:23 AM

أطفالنا بهجة حياتنا و مستقبل أمتنا
الحلقة التانيه

أطفالنا
by Dr. Nada Al-Kilani

حباني الله وزوجي بالبنين والبنات ( أسأل الله أن يبارك فيهم )
وزين بهم حياتنا فله الحمد وله الشكرعلى نعمه وفضله وآلائه التي لا تعد ولاتحصى .
وقد عشنا سنوات في العالم الإسلامي تلتها سنوات لازالت مستمرة في الغرب ،
وأعاننا سبحانه وتعالى على تربية أولادنا على حبه عز وجل وحب
رسوله صلى الله عليه وسلم والإلتزام بشرعه ،

فنشأوا * يعبدون ربهم ويتبعون سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام
ويحملون همّ هذا الدين وأهله.
في إحدى حلقاتي تحدثت عن أهمية تنشئة الأطفال على حب الله ورسوله
وشرعه فتساءلت إحدى الأخوات عن كيفية تنفيذ ذلك،
وكانت تلك البداية لسلسلة من الحلقات تحدثت فيها عن تجربتي الشخصية
في تربية أطفالي وغرس الإيمان في قلوبهم ، وذلك في عام 2006.

لاقت تلك الحلقات قبولاً ، ولمست من تعليقات الأخوات وحرصهن على الحضور
استفادتهن منها ففكرت أن أدونها في كتاب ، إلا أن مشاغلي حالت دون ذلك .

ومنذ ذلك الحين والفكرة تراودني ،
وقد يسر الله لي الأمر الآن في عام 2011 فبدأت بتدوينها على الشبكة العنكبوتية .
وأنا إذ أفعل ذلك ، أدعو ربي وأتضرع إليه أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
وأن يبارك فيه ويغفر لي مافيه من تقصير.

* لؤلؤة لغوية : ( نشأوا ) الهمزة في آخر الكلمة تدعى الهمزة المتطرفة
وتكتب على الألف اذا كان الحرف الذي يسبقها مفتوحاً ،
وتترك على حالها وتضاف لها واو الجماعة ،
أما الألف فهي ألف التفريق التي تكتب ولا تلفظ
في نهاية الأفعال المتصلة بواو الجماعة تفريقاً لها عن الأسماء

قلب الزهـــور · 27-09-2012, 03:26 AM

أطفالنا بهجة حياتنا و مستقبل أمتنا
الحلقة التالت
أطفالنا (2) تمهيد

by Dr. Nada Al-Kilani
in Our Kids Tags: Introduction

دوافعنا لتنشئة أولادنا على الإيمان :
1 – حبنا الشديد لأولادنا :
نحن نحب أولادنا حباً جماً ، فهم بهجة حياتنا وزينتها وهم فلذات أكبادنا ،
نسعى دوماً لنوفر لهم ما يرضيهم ولندفع الأذى عنهم .
ولأننا نؤمن با لله ورسوله ونؤمن بيوم الحسا ب وبا لجنة والنا ر،
فنحن نجتهد أن يسير أبناؤنا على درب الإيمان حتى يسعد وا في حياتهم الدنيا
بلذة الطاعة ويكون مآ لهم في الآخرة إلى جنة عرضها السموات والأرض ،
ونخشى عليهم الضلال حتى لا يذوقوا كآبة وضيق البعد عن الله في الدنيا
وحتى لاينتهي الأمر بهم إلى النا ر(أجارنا الله منها) يوم القيامة .

2 - مسؤوليتنا أمام الله عنهم :
لقد وهبنا الله أطفالنا وحملنا مسؤولية تربيتهم على الإيما ن .

* قال الله تعالى في كتابه الكريم
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }

سورة التحريم آية 6 .
* قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الإمام راع ومسؤول عن رعيته ،
والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ،
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ،
والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته )
متفق عليه .

وهذه المسؤولية الضخمة أمام الله عز وجل قد تجعل الكثير منا يندفع في حماس
وأحيانا في عنف وينسى بعض الأساسيات التي أمرنا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بها .
وماتربيتنا لأولادنا إلا دعوة إلى الله نمارسها داخل بيوتنا

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق
وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ما من أهل بيت يحرمون من الرفق إلا حرموا )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / رضي الله عنها و عن أبيها :
( يا عائشة إرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ) .

قلب الزهـــور · 27-09-2012, 03:29 AM

أطفالنا بهجة حياتنا و مستقبل أمتنا
الحلقة الرابع
أطفالنا (3) تأملات
by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids Tags: Facts

** إن من أروع المشاهد التي نراها في الحياة منظر الطفل الوليد .
وإذا تأملناه أدركنا بسهولة أنه بالرغم من صغر حجمه مقارنة بنا فلديه كل الأعضاء
التي نملكها إلا أنها صغيرة الحجم قليلة المقا ومة يسهل إحداث العطب بها وإتلافها ،
وهذه من البديهيات التي يعرفها الجميع .
وكما يمتلك الطفل أعضاء كأعضاء البا لغين ، يمتلك مشاعر كمشاعرهم إلا انها أشد رقة و أكثر حساسية .
هذه المشاعر الرقيقة الحساسة تحتاج إلى الكثيرمن اللطف في التعامل معها حتى تنمو نمواً سليماً .
من السهل علينا أن نرى التشويه الناتج عن العنف في التعامل مع الأعضاء فذلك مما تدركه أبصارنا .
ولايقل التشويه الناتج عن العنف في التعامل مع المشاعر سوءاً ،
إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في عدم تمكننا من رؤيته عياناً .

** سنة الله في الكون التدرج في حدوث الأشياء ،
فالله القوي القادر على خلق كل شئ بلحظة خلق السموات والأرض في ستة أيام ،
والنهار يأتي تدريجياً وكذلك الليل ، والنباتات تنمو وتكبر تدريجياً .

فالبناء إذاً عملية متدرجة ، والتأني فيها يوصلنا إلى أحسن النتائج ،
أما الإستعجال فيؤدي إلى ركاكة النتاج و بالتالي سرعة التصدع والإنهيا ر.

إن أطول طفولة بين الكائنات الحية هي طفولة الإنسان ، وذلك لأن المهام المناطة به في الأرض
تتطلب منه أن يتعلم الكثير من المهارات ، ويتم ذلك عبر سنين الطفولة الطويلة .
حتى إذا بلغ سن الرشد أصبح لديه الإمكانات التي تؤهله للخلافة في الأرض .

هل تفكرتم في تعلم الأطفال مهارة المشي كمثال على التدرج ؟
يحتاج الأمر لفترة تدريب طويلة تبدأ بالجلوس ثم الزحف ثم الوقوف و السير ممسكا بالأشياء القريبة
وبعد ذلك يبدأ بالخطوات الاولى التي كثيراً ما يتخللها سقوط وتكرار للمحاولة .

السؤال الآن : إذا استعملنا العنف بأي صورة من صوره كالصراخ أو الضرب
أو غير ذلك هل سيتحسن أداؤه ويتعلم المشي بوقت أقصر ؟ والجواب بالتأكيد لا ،
لأنه سيفقد ثقته بنفسه ويتشتت فكره بين التركيز على المشي والخوف من العنف
وبالتا لي سيحتاج إلى وقت أطول ليتقن المشي .

هذا الأمر ينطبق أيضاً على الكبا ر ،
لو أراد أي من البالغين تعلم مهارة ما كالطباعة على لوحة المفاتيح مثلاً ،
هل تعتقدون أن الصراخ من قبل المعلم سيؤدي إلى تحسين النتيجة أو الإسراع بها ؟ طبعاً لا .
والخلاصة : أن البناء القوي يحتاج إلى … أولاً : صبر ومثابرة وعدم استعجال
ثانياً : حِلم وحُسن خُلُق

قلب الزهـــور · 27-09-2012, 03:31 AM

أطفالنا بهجة حياتنا و مستقبل أمتنا
الحلقة الخامسه
أطفالنا (4) تأملات
by Dr. Nada Al-Kilani in Our Kids

** من عومل السعادة أن يعيش المرء بين أناس يحبهم و يحبونه ،
وهذه الحقيقة تنطبق على الجميع كباراً وصغاراً .
الأطفال بحكم رقة مشاعرهم يحتاجون إلى مصدر دائم للحب يعطيهم الإحساس بالأمان
ويكون عاملاً في استقرارهم النفسي ويساعدهم على اكتساب الثقة بالنفس .
عادة يكون هذا المصدر هو الوالدان .
يحتاج الطفل إلى تطمين مستمر بأن حب والديه له دائم لايتوقف وثابت لايتناقص
في كل الأحوال والظروف ومهما كانت نوعية تصرفاته .
إن سماع الطفل لكلمة أحبك بشكل متكرر له مفعول السحر في توازنه النفسي .

يخطئ الأبوان كثيراً حين يقولان لطفلهما ” إذا عملت كذا فلن أحبك “ ، أو ” لم أعد أحبك ” ،
وذلك لأن إحساس الطفل بأن حب أبويه مشروط بحسن تصرفه يصيبه بالقلق ويزيد من شغبه
ومشاكساته وهذا هو العكس تماماً لما كان يهدف إليه الأبوان من استخدام الجملة السابقة .

حين يخطئ أحد أولادنا في تصرفه بإمكاننا أن نقول
” أنا أحبك كثيراً ولكنني غاضبة منك لأنك فعلت كذا “ ،
وهذا الكلام يحقق الصدق الذي أمرنا الله بالإلتزام به ،
فنحن في الحقيقة نحب أبناءنا حتى ولو شاغبوا أو فشلوا أو عصونا ….
نحن نحبهم في كل أحوالهم ولانكرههم أبداً بل نغضب منهم فقط .
إذاً علينا أن نسعى جهدنا لنجتنب الكذب الذي تنطوي عليه جملة ” لم أعد أحبك ” .

** لا يستطيع الأبناء البدء في أداء طاعاتهم من حيث انتهى الأبوان .
فحين نتعامل مع طفل في السادسة مثلاً علينا أن نتذكر كيف كان أداؤنا
نحن للطاعات في ذلك العمر، وليس من الإنصاف أن نقارن بين
ما يفعله طفلنا وهو في سن السادسة وما نفعله نحن الآن .
إن ماوصلنا إليه من الطاعات في عمرنا الحالي لم يأت بين يوم وليلة ،
بل هو حصيلة سنوات طويلة من البناء . وإذا كان كل منا قد احتاج لكل تلك السنوات
للوصول إلى ما وصل إليه ، فلماذا نستنكر هذا الأمر على أولاد نا ؟