بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدري من أين أبدأ ... ولكنني أرك العنان للقلم لعلّه يجد الكلمات المناسبة وعلّه يكون أفصح من لساني ... كنت أتمنى أن تكوني لي نسير على نفس الخطا نرسم الدروب بالأفراح ... تتشابك أيادينا ويسري في دنيانا همس الغرام ... كم صبرت نفسي على الصمت وكتمان ما في قلبي من الأشواق ... وكم تجرعت كؤوس الالام عندما أراك ولا أستطيع مصارحتك ... تختنق الكلمات في جوفي ويضيع إحساسي في بحر من الضياع.
وعندما حانت الفرصة وجمعت قواي ولملمت أوراقي قلت أصارحها وأنهي عيد العذاب في صدري.
ولكن شاءت الأقدار ما لم تكن في الأفكار ... علمت أنك تعيشين في جنة من الحب الخالد ... دارت من حولي الأزمان ... وتتاهت في قلبي الأحزان ... جفت الأقلام وضاعت الكلمات ... الدموع أمواج تجري بلا شواطئ ... والقلب يحكي ولا احد يسمع ... فضّلت حينها أن تفارقني الأنفاس ... وأحمل على أكتاف الناس ... ويضيع عمري بلا شعور منك ولا إحساس.
إستسلمت لحكم القدر ... وفضلت أن أعيش في دنياك أخ غذّبه هواك ... فتناسيت الماضي ... وبحت عن حب جديد أردت أن تكوني أنت سبب مولده ... فأخترتك همزة الوصل ولكن خطواتك تاهت من قبل أن تخطو في هذا الدرب.
وتمضي الأيام ... وكل يوم في عمري كالأمس ... نفس الأحداث ونفس الناس ونفس الكلمات ... ولكن إختلفت الأزمان وتنوعت الأسباب.
وأتي اليوم الذي أشعل في قلبي النيران ... وفتح أبواب الأحلام ... عندما صارحتيني بحكايتك البائسة في دنيا الغرام ... علمت أن الأمواج قد رمتك على شواطئ غريبة بعيدة عن دروب الأمل ... علمت الآن أنك عدت وحيدة بلا خل ولا أنيس.
حينها أنكر رباط الأخوّة في قلبي ... وعادت الدماء تجري في جوفي من جديد ... وعادت الكلمات تتزاحم على أوراقي والأقلام تسجل الخواطر والأشعار ... لا أدري ما هو شعورك نحوي ... ولكن يهمني أن أعرف ... أن بقايا الأنفاس من روحي تنتظر ردك ... صدقيني لن أبوح بزعلي للملأ ... سأحتفظ به في قلبي أهدأ به نيران العذاب ... وأمسح به دمع الإنتظـــــــــــار.