تعليم الشجاعة للمراهقين فن هذه أصوله وخطواته :
نعم يمكننا ذلك فهي ليست صفة يولد بها الإنسان ، بل تنمو معه في سنين حياته الأولي يتعرف عليها من خلال والديه ويمارسها في صغره حتي يشيب عليها ،
ولقد بدأنا في العدد السابق تعليم الشجاعة لأولادنا في المرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية ، وعرفنا الشجاعة بأن تعمل وتقول الشيء الصحيح عندما يكون ذلك صعباً وفي هذا العدد نكمل طريقنا في تعليم أبنائنا المراهقين الشجاعة .
شجاعة المراهقين
يساعد هذا التمرين المراهقين علي اتخاذ القرارات الصحيحة ، فيوضح الآباء لأبنائهم بأن أفضل القرارات يمكن أن تكون تلك التي نأخذها قبل مواجهة الضغوط .
ساعد أبناءك علي إعداد قائمة في دفتر مذكرات يحتفظ به للقرارات المستقبلية مثال :
أنا لن أدخن .
أنا لن أغش .
أنا لن أكون فظا غليظ القلب .
.. الخ .
في كل قرار يأخذه ابنك في القائمة ساعده علي تخيل موقف مستقبلي يمكن أن يواجه فيه صعوبة في التمسك بقراره .
فكر معه ووضح له كم هو سهل علينا أن نقوم بما هو صحيح عندما نكون قد أخذنا قراراً مسبقاً نحو عمل شيء ما .
ولتوضيح هذه النقطة أسرد لهم قصة حول هذا الموضوع ، ولنضرب مثالاً علي ذلك ، بتمسك سيدنا إبراهيم عليه السلام بموقفه ورأيه عندما حطم أصنام أهله ، ووضح للابن كيف تمسك النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام برأيه بشجاعة ، وتحكي القصة في هذا الجزء في حياة سيدنا إبراهيم : عندما حطم أصنام وتماثيل أهله وعشيرته ، وجاءوا يسألونه : أأنت من فعل ذلك ؟ ، فأجاب سيدنا إبراهيم بشجاعة اسألوا كبيرهم ، ثم سألهم كيف تعبدون ما تنحتون من الخشب والحجارة ؟
وتجمع الناس من حوله واستعملوا قوتهم وسلطانهم ، وبدأوا يجمعون حطباً من جميع الأماكن ، ومكثوا مدة في جمعه ، وأشعلوا فيه النيران حتي أصبحت شديدة ، ثم وضعوا إبراهيم عليه السلام في المنجنيق ، ( وهي آلة ترمي بها الحجارة في الحرب في وسط النار ) ، وكان سيدنا إبراهيم يرد بشجاعة : حسبنا الله ونعم الوكيل ، الله إنك في السماء واحد ، وأنا في الأرض واحد أعبدك ، فأنقذه الله سبحانه وتعالي عندما أمر النار أن تكون برداً وسلاماً ،وقصة سيدنا إبراهيم وما حدث له مع قومه ومع النار تعد ليلاً كبيراً علي شجاعته ، فهو لم يهرب خوفاً من النار ، بل كان إيمانه بالله معيناً علي شجاعته وقوته .
شجعوا أولادكم علي تجربة أشياء جديدة .
ساعدوا أولادكم علي تنمية مواقف جريئة تجاه الأشياء المحيطة بهم .
شجعوهم علي تجربة هواية جديدة غير التي يمارسونها .
ساعدوهم علي التفريق بين الجرأة والوقاحة والتهور .
إعداد قائمة ( الأساليب اليومية لإظهار الشجاعة ) .
يساعد هذا التمرين الأولاد علي تدريب العقل للتعرف بالمواقف التي تتطلب الشجاعة .
وضحوا لهم أن الشجاعة ليست خلقاً أساسياً فقط في المعارك والأحداث والمواقف الكبيرة ، بل إنها خلق يلازمنا يومياً .
ادعوهم لإعداد قائمة مواقف شائعة تتطلب شجاعة ، ولنجعل لكل نوع عنواناً خاصاً به مثال :
- الجميع يلبس بأسلوب معين لا يعجبك .
- أنت تقرر أن تلبس ما يعجبك ، لا ما يعجب الآخرين .
العنوان ( هذه شجاعة ، أن تكون نفسك لا غيرك ) .
- اتفق أصدقاؤك علي الغش في الامتحان ، ولكنك رفضت الدخول معهم في اتفاقهم .
العنوان ( هذه شجاعة ، أن تفعل ما تريد حتي وإن كنت منفرداً ) .
- غضبت منك والدتك لأنك تواظب علي صلة أرحامك ، ولكنك تحاول إرضاءها بأمور أخري وتصر علي صلة أرحامك في الوقت نفسه .
( هذه شجاعة ، أن تفعل ما هو صحيح ) .
- تلاحظ وجود طالب جديد في الفصل يجلس وحيداً تذهب إليه بعد انتهاء الدرس وتسأله عن نفسه وتعرفه علي نفسك .
العنوان ( هذه شجاعة ، التغلب علي الخجل وحب المصادقة ) .
- هناك إعلان عن مسابقة لكتابة مقال عن موضوع ما في المدرسة ، لا يوجد أحد من زملائك يريد المشاركة فيها ، لكنك تجد نفسك متحمساً للفكرة ، أنك لم تجرب كتابة مقالات من قبل ، ولست متأكد أنك تستطيع ذلك ، لكنك تقرر المحاولة وتدخل المسابقة .
العنوان ( هذه شجاعة أن تجرب ) .
اضبطوا أولادكم وهم يقومون بعمل شجاع وامدحوهم وكافئوهم .
إن هذا الأسلوب يغذي ويخصب محاولات الأبناء علي التحلي بالشجاعة ، فقد اعتاد المربون علي ضبط أبنائهم وهم يعملون أموراً مخالفة وعقابهم عليها ، لذلك عندما تضبط ابنك وهو يعمل أمر محموداً ، وتشجعه علي ذلك فإنك تزرع هذه الخلق في نفس ابنك ، وتساعده علي بناء شخصيته .
شجعوا أولادكم علي قراءة ومشاهدة أفلام تجسد الشجاعة ، فعندما يتعلم ابنك القراءة والخيال ، فإنه يستخلص المعاني التربوية والأخلاقية بسهولة ، فلا تنسي أن تناقشه في الذي يقرأه ، واشتر له أفلاماً بطولية مثل عمر المختار أو فيلم القلب الشجاع .
العرض الشجري
