من على الرصيف الذي طالما التقينا فيه .....وقفت انتظرك ..بعد ان جئت متاخره قليلا عن موعدي وذلك لاني وقفت امام المرآه مئات المرات للأتاكد من شكلي هل سيعجبك ...لبست فستاني الازرق لاني اعرف انك تحب ان تراه علي وعندما هممت بالخروج .....غيرته ....لبست فستاني الاخضر ذو الورود الصغيره ....اتذكره ....انه الفستان الذي استقبلتك به عندما اتيت مع اهلك بعدما وافق اهلي على زواجنا بعد صراع دام خمس سنوات لاقناعهم باننا نحب بعضنا ولن يقف اي شي عائق بيننا ........
طوال الطريق ....وانا افكر كيف ابرر لك تاخري .....لانك تكره الذي لا يحافظ على مواعيده ....
وصلت الرصيف ....ابحث عن وجهك الحبيب بين وجوه الموجودين على الرصيف ...ولكن لا اجدك...
يارب اين ذهب .....لماذا تاخر ...مئات الاسئله تدور براسي ...لا يقطع علي تفكيري ...الا قطرات من الماء بللت شعري .....السماء تمطر ....ياالهي ...نحن في فصل الصيف ...مدينتي لا تعرف المطر في هذا الوقت من السنه ...يبدو انه يوم االغرائب .....
ياالهي اين اهرب من المطر ...سيبلل ثيابي ....ويفسد شعري ...لا يهم سانتظره تحت قطرات الماء ....وماذا يعني ان تبلل المياه فستاني وتفسد شعري ....لا يهم انت تحبني مهما كان شكلي ....تحب قلبي ..وشخصيتي ..دائما كنت تقول.....احبك كما انت ....احب شخصك اكثر من جمالك ...احب وفاءك ورقتك ...
تمر الدقائق بطيئه .....ياالهي ما بال عقارب ساعتي لا تتحرك ....ساكنه .....بداخلي صببت جام غضبي على من سمى عقارب الساعه بهذا الاسم ....كان الاجدر به ان يسميها سلحفاه ...
ياالهي ساعه كامله واناتحت المطر ...شعري لا تبدو له معالم محدوده .....ضاعت معالمه تحت المطر مثل ما ضاعت اشياء كثيره ......
مشاعر متضاربه تعصف بي ....قلق وغضب ...خوف وترقب ولهفه .......سؤال واحد يدور براسي .....لماذا تأخرت ؟ ومئات الاجوبه تقفز في ذهني كثعابين تخرج من جحورها ..................
ساعه اخرى سأنتظرك ....وأن لم تحضر ....ساذهب ولكن سيكون لي شان اخر معك .....
وربي لن ارد على اتصالاتك .......وعلى رسائلك ......لن اهاتفك صباحا ....واسمعك فيروز ........لن اتصل عليك وانت بعملك واقول لك احبك ........وبعدها بخمس دقائق .......اتصل واقول اشتقت اليك .........لن اهاتفك مساءا واقول لك تصبح على قلبي يا قلبي .....اقسمت باغاظ الايمان ...ان اخعلك تدفع ثمن تاخرك .........ومرت الساعه .....ولا يزال المطر يهطل بغزاره ......وقلبي يدق بعنف ..............
غادرت الرصيف .....بخطوات بطيئه ......متعلقه ببصيص من امل .....بقدومك متاخرا .....بين كل ثانيه واخرى ادير راسي للخلف ....لعلي اراك قادما .....ولكن ...لا ارى احد ......فالمطر اجبر الناس على الرحيل .....ابتعدت بي خطواتي عن الرصيف .....وصلت منزلنا ....دخلت غرفتي حاولت ان اشغل نفسي عن التفكير فيك ......ادرت جهاز التسجيل ....انطلق صوت ام كلثوم يصدح " نفسي انده لك بكلمه ....ما تقالتش لحد تاني .....كلمه قد هواك ده كله ....قد اشواقي وحناني ....كلمه زيك ... واللي زيك فين ....ده انت زيك ....ما اخلقش اتنين " اسارع باغلاق الجهاز ......لان هذه الاغنيه ...اهديتني اياها عندما اردت ان تبوح بحبك لي اول مره ............
تمتد يدي الى كتاب شعر أحاول ان اقرأه .....ولكن لا استطيع ان اكمل القراءه .....ملامحك تطغى على حروف الديوان ......................القلق يسيطر علي ....يتغلب على غضبي ....ادير رقم هاتفك .....لا ترد اكررالمحاوله ...لا احد يجيب ....يزداد بي القلق ....ادير رقم اخيك ....لا يرد ..اكرر المحاوله ....لا يرد ....محاوله ثالثه ...يرد بصوت منهك ...متقطع ....اساله اين خالد ............اتصلت عليه مرارا ولكن لا يجيب .......يرد علي ولن يجيب ابدا .....سالته لماذا ......قال لان خالد فارق الحياه ......حادث سياره وقع له .....نتيجه السرعه .....لم استطع ان اسمع اكثر من ذلك ....خالد مات بحادث نتيجه السرعه .....كان ملهوف على رؤيتي ....خالد سامحني على ظنوني وشكوكي ...
عد الي ....لن اعاقبك فقط عد الي ...............
لن اقسو عليك حبيبي .....فقط عد الي
لقد سامحتك .....فقط عد الي ..................
منذ رحلت واللون الاسود يحيط بي ......حبيبي خمس سنوات واللون الاسود يسكنني ....ليس لانه لون الحزن .....بل لانه لون عينيك وشعرك ........ رسائلها اليوميه المكتوبه بعد رحيله
(من بعض خيالاتي )
العرض الشجري
