في فكري أفكار كثيرة ، ولكنها تتداخل ، ولا تعبر عن نفسها بصورة صحيحة ، فتجتمع ، ثم تغضب النفس لكبتها ، فيحصل الإعصار !
نعم إنه إعصار في بدايته أفكار ، وفي نهايته إعصار ، وبينهما ألم وعذاب !
كانت الأفكار هادئة ، وكانت في بحار الحب ضائعة ، تبحث لها عن منقذ لها ، يتسع صدره لها ، وتنقله إلى ساحل كخد العذراء ، وبدر في ليلة ظلماء .
وفيما هي كذلك ، إذ وجدت أمامها قرشا يحيا الحياة بعين لا يرى بها سوى نفسه ، ولا يريد إلا إنقاذ نفسه، ولا يحب إلا نفسه ، ولا يهتم لما يقع تحت عينيه ، بل ويبعد نفسه عن كل مسئولية ، أو حتى عمل الواجب الإنساني ، ولو كان لك ما أردت منه ، لكان من أهم ما يجب عليك أن تشكر وتقدر وتهيء مقابلا جزاءه ، وحينها تتأكد أنه ينتظر الوقت المناسب لافتراسك !
فركبت الأفكار تظن نفسها مع منقذها ، فوجدت صدرا ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ، ونقلتها إلى غابة موحشة ، وأنفاس ملتهبة ، وليلة حالكة .
وعندما علمت بمكر منقذها ثارت ، وتلاطمت ، فكان الإعصار دون نذير ، فتلاطمت الأفكار ، ودمرت كل ما كان ، وتأسفت على ما مضى وكان ، بل
وأعادت نفسها إلى تلك البحار المقلقة ، التي عاشت في هدوئها المشوب بالحذر من أمثالها ، والتي كانت أفضل مما آلت إليه ، بل وأخذت تعيد أحلامها بمنقذها ، وحالها وإن كان غير أمن ، إلا أنه أفضل من الحال الخطر !
فأين منقذي ؟
إني أراه قريبا ، وإخاله بعيدا .
فمتى أجده ، أو متى يجدني ؟
فمن سينقذني لا بد أن يكون باحثا عني ، فمن يجدني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟