وانا اسابق خطواتي في احد ايام الشتاء البارد قاصدا منزلي بعد عناء العمل، لفتت انتباهي وردة زرقاءنبتت على منعطف الطريق،فوقفت برهة امعن النظر فيها،رمقتها باعجاب فما كان منهاالا ان ارتفعت لاعلىحتى انتصب قوامهاوبدأت تتفتح اوراقها ورقة تلو الاخرى في كل مرة تفتح ورقة تزداد جمالا.. اخذت تبادلني النظروقالت باستغراب :ما بالك تصوب لي هذي النظرة؟فرددت:انت جميلة ولفت انتباهي ..فقالت:هل لهذا تنظر الي؟ فبينت لها عدم علمي التام بهذاهالامر، لكن ربما يكون هناك سرا غامضا استوقفني هذه اللحظة، استأذنتها وودعدتها بلقاء قريب ..
توالت الايام ونحن على ميعاد يومي ، نلتقي بعد العمل لنتبادل اطراف الحديث ، وذات يوم وجهت لها سؤالا : هل يعلم غيري بانك تتحدثين ؟ فاجابت بالنفي ، ومن ثم وجهت لها سؤالا اخرسالتها اذا ما جربت الحب يوما ؟ فاجابت بالنفي التام .. لم الح عليها ولم اسألها عن السبب ارتباكها انما اتبعتها سؤالي الثالث قائلا : من اين انت ؟ قالت : انا بذرة صغيرة من بستان مليء باروع الازهار واجملها ..
فقاطعتها قائلا : انت اجمل ما رات عيني من الازهار فأومأت براسها دلالة على الخجل ثم اكملت حديثها قائلة بان الرياح حملتها الى جواري . ثم قالت لي : من انت ؟ فاجبتها بانني شخص عادي اقضي نهاري بالعمل لي قلب كبير . احب كل من حولي ، واحظى منهم بقدر من الحب والاحترام ، ويكفيني فخرا ان قلبي لم يحمل ذرة حقد لانسان ، احب الجمال وابحث عنه ..
فسكت بره واذا بها تستعجلني باكمال حديثي ، فاخبرتها باني لا اجيد وصف نفسي ، ولكن هذا ابرز ما يقال عني . في يوم من الايام سالتها قائلا : لما انت وحيدة هنا : الا تودين بمن يشاركك المكان ؟ فنظرت الي باستنكار وغضب ؟ لا .. عجبت من ردها وسالتها عن السبب قالت : الم تعلم بعد ..؟ ثم اردفت قائلة : اخاف ان ياخذك احد مني فقد لامست في شعورا لم يلامسه احد من قبل لقد احببتك ..
احبتني .. باحت بحبها إ لكن من انا بالنسبة لها ومن هي بالنسبة لي ؟
هي وردة وانا انسان قطعت سكوني بصوتها الحنون قائلة : امهلني اياما ساعطيك هدية . وبعد ايام مرت بطيئة وانا بانتظار الهدية , اهدتني بعضا من اوراقها لكنها لم تكن خضراء بل كانت زرقاء كلونها مكتوب عليها بدمها ؟ ولم اكن اعلم للاوراق ديماء إكتبت عليها في الورقة الاولى عنوان باقي اوراقها يوميات وردية وقالت لي : هذه قصتي فقلت لها :انا اعرف قصتك واعرف من انت ومن اين انت ؟ فاجابت بالنفي واردفت ؟؟سوف تعرف من انا .. تركتها بعد ان شكرتها على هديتها ، زاد اعتنائي بها فزاد جمالها عن ذي قبل ،وزاد رونق زرقتها . لم استطيع ان لا اقرأ اوراقها فذهبت الى درج المكتب واخرجت منه الاوراق لاتصفحها واعرف سر حكايتها ؟ فكانت اول كلمة لها ، انا احبك ، وارجو ان تعذرني على كذبي لاني لم اخبرك الحقيقة عن نفسي ، فانا انسانه بسيطة وقد منحني الله الجمال ، الا اني لم احمد الله عليه فعبثت بما املك دون مراعات لحرمة نفسي ، تماديت كثيرا ولم اجد من يردعني فعاقبني الله على ما رايتني عليه ، فانا قديمة في هذا المكان وانت الجديد هنا ، اهملني كل من راني وكانهم يعرفون قصتي ، فمن يريد جميلة عبثت بجمالها ، اما انت فلا تعرفني ولا اعلم ان انت قرأت قصتي ستاتي الي في اليوم التالي ام لا ؟؟ولكني احببتك حقا .
صاح النهار نهضتلاذهب اليها ولاول مرة ساذهب قبل عملي ، وعندما مررت بالقرب من مكانها لم اجدها فسألت عنها ليأتني جوابهم يقول :
ربما قطفها محب واهداها لمحبوبته .
العرض الشجري
