عبادة الله والتغلب على النفس
إن الإنسان في طبيعته يعيش صراعا داخليا بين نفسه الشهوانية التي تطمع دائما إلى تحصيل اللذائذ الدنيوية من أموال وبنين ومتع ... إلخ ، وبين نفسه اللوامة التي تحاسب الإنسان على كل متعة يحصل عليها من أين حصل عليها وكيف إستغلها .
وهذا الصراع يجعل الإنسان في حالة إضطراب نفسي فتراه بين يوم وآخر تتغير طباعه وتراه بتلون دائم فهو كالبحر يوم تراه هاديء وجميل ويوم تراه ممتليء بالأمواج العاتية تخاف من مجرد الإحتكاك به ، كما أنه هو نفسه تراه متحيرا لا يدري لماذا يحصل له كل هذه التغيرات .
كما تجد عليه علامات النسيان وتشتت التفكير وعدم القدرة على التركيز وما إلى ذلك من الأمور الأخرى الكثيرة .
فكيف السبيل إلى الراحة النفسية وكيف التخلص من هذا الصراع الداخلي المرير ؟
إن الله سبحانه وتعالى أعطانا الحل لكل هذه المشكلات ولكننا لا نتفكر . الحل الوحيد هو العبادة ولا شيء غير العبادة . ما ألذ أن يصلي العبد ركعات قليلة في كل يوم تربطه بخالقه وتذكره بالنعم الكثيرة التي أنعم الله تعالى بها على عباده وما أعذب أن يدعو الإنسان ربه ويناجيه في جوف الليل ويتذكر أنه لا مخلص له من متاعب الدنيا إلا الله .
مفاتيح الجنان وما يحويه من أدعية تقرب الإنسان من ربه تكفي لغسل مشاكل النفس وطمعها وجشعها وسعيها الدائم إلى المزيد من لذائذ الدنيا ونسيانها لكل المحتاجين والفقراء والأرحام الذين لهم حقوق عليك مراعاتها . إنه بمجرد الإستمرار على عبادة الله تغسل الذنوب وتهديء النفس وتجعلك تحب الله وتحب هذه العبادة وهذه اللذة .
وهناك العديد من الوسائل التي تربطك بالله وتهديء نفسك وتجعلك تبتعد شيئا فشيئا عن لذائذ الدنيا ( أولها القرآن الكريم بالإضافة إلى كتب الأدعية المشهورة
جرب الإرتباط بالله وقراءة الأدعية والمناجاة وسترى النتائج التي ترضيك .
الله يوفق الجميع
تحياتي لكم: الشوق