ماذا لو عشت صراعا مريرا مع النفس 00 سامرته ليلا طويلا !
ماذا لو فشلت في الهروب بذاتك من ذاتك !
ماذا لو أعياك الظلام باحثا عن بصيص نور !
ماذا لو كدت تفقد توازنك على حد الإرادة واللا إرادة !
ماذا لو أبت المشاعر إلا أن تسجن رغباتك على ذمة الواقع !
تتقاذفك صور الأحلام ورموز الحقائق ككرة بلورية ملساء 00 تهوى الانزلاق 00
يضعك الصراع على ريشة طائر 00 ترفعها الرياح عاليا أو تهوي بها على أشواك ورد 00
يزعجك رجع الصدى لأدق التفاصيل 00 فيحتدم النزال على الهدوء خارج حدود النفس المتعبة 00
يشجعك السراب بمواصلة الركض خلفه لترتوي من مائه العذب 00
يعصف الوهم بأمواجك بين شد وجذب 00 تتجاذبك الأهواء والأجواء على أرض رخوة 00
تراهن على مزاجية الفكر وعفوية التأمل 00
كل القوالب عاجزة عن احتواء صخب معاناتك 00
كل الخطوط تبدو باهتة لرسم غرور الـ( أنا ) داخل خريطة بلا ملامح لحدود الـ( نحن )
ماذا لو أشرقت الشمس على بقايا ذاتك المنهزمة 00 المتعبة 00 المتأججة !
هل يقنعك وضوح الشمس أن صراعك لم يكن لولا استسلامك خاضعا له 00؟
لم يكن لولا بالغت في الاستجابة لمطالبه 00
لم يكن لولا ارتضيت الهروب إلى منعطفاته 00
هل تزعجك حرارتها كلما ارتقت عنان السماء 00 ؟
هل تفهم أن ما مزقك صراعا مع ذاتك 00 يرجوك أن ترفع بصرك لعين الشمس 00 فهل تستطيع 00 ؟
إنها الحقيقة التي لا يسعدك رؤيتها فتهرب منها لاجئا بأخاديد النفس بحثا عن المحال 00
ها أنت تسمو بفكرك فوق رغباتك 00
ها أنت تفخر بانتصارك على ذاتك 00
ها أنت ترتاح الان وتستسلم للنوم الهادئ 00
ولكن 00
يحضنك سؤال يلتصق بصدرك 00
( هل ما اعتراك الليلة 00 هو أول صراع وآخر صراع 00 ؟ )