زوجتي.. أخذت بيدي إلى الجنان..
لم أخف شعورا بالدهشة لما عرضت زوجتي علي في صبيحة العرس أن نزور والدتي، فنحن قد رأيناها بالأمس، فما الداعي إلى زيارتها اليوم!
لكن زوجتي واجهت اعتراضي بلطف، وأبدت رغبتها في أن نبارك أول صباح في حياتنا الزوجية ببر والدتي والإحسان بزيارتها، فلم أملك إلا أن نذهب..
وعند أمي، شعرت بما يشبه الغشاء ينقشع من أمام عيني، فسلام زوجتي الحار عليها، والدعوات الصالحة تنهال من فيها بالبقاء والصحة والعافية، والسؤال عن الحال والأبناء، ومجاذبة أطراف حديث ساحر لا يمل معها، وخدمتها المبادرة بنفس راضية لطيفة، كل ذلك علمني أي غفلة كنت أسدر فيها سابقا..
إنني لا شك أشعر تجاه أمي بكثير من الحب والاحترام، لكني لم أفكر يوما أن أترجمه إلى أفعال، بل كنت أعاملها كما أعامل صديقا قديما لا كلفة بيني وبينه، فمن السهل علي أن أعتذر عن مواعيدها بأني مشغول، وأن أنتقد بكل يسر طعامها وترتيبها، وأن أكلفها بضيافة أصدقائي دائما دون بذل أي معونة..
لكن زوجتي، منذ تلك الزيارة المباركة وهي ما تفتأ تأخذ بيدي إلى جنان البر الراضية يوما فيوم، فقد علمتني أصول الترحيب الحار والسلام المشتاق على والديَّ جميعا، علمتني أنهما أحق الناس بالهدية وقضاء الحوائج، وأنا الذي كنت أبادر إلى فعل ذلك مع زملاء العمل؛ لأبدو رجلا كريما جوادا، وأتناسى والدي ببرود عجيب، وكثير من الناس في الحقيقة كذلك، تجده سباقا إلى قضاء حوائج زملائه وأصدقائه، حريصا على دعمهم والتواصل معهم، وإكرامهم وصلتهم، في حين إن علاقته مع والديه أقل من العادية، وليس ثمة وازع من الإخلاص أو نازع من التقى يدعوه إلى الإحسان إليهم والاعتراف بفضلهم، رغم أنه لا أحد أحق منهم بذلك قطعا..
كانت زوجتي تحثني على زيارة والديَّ كل يوم، بل وترفق معي إن استطاعت طبقا متقنا، وتحثني على كثرة السؤال عنهم والاتصال بهم، وألا نبدأ بالسلام على أحد في المناسبات والأعياد غيرهم، وتردد أن للبر بركة تشرق أنوارها على العمر والرزق والعمل، كما تتعاهد حاجاتهم فتخبرني بها، وتشجعني على التواصل مع إخوتي وأخواتي وحاجاتهم والسؤال عن حالهم برا بوالدتي..
ولما فكرت في العمرة أنا وإياها، عرضت علي تلميحا أن أبادر بصحبة أمي وأبي معنا، وكان ذلك فعلا، ولم تتوان أثناء الرحلة في خدمتهما وبيان الأحكام لهما، وتعليمهما فضل الأذكار والسنن الواردة وأقرب الأفعال موافقة للسنة، كما أصبح هذا الفعل ديدننا كل عام، بل أصبحنا نأخذ معنا بعض أخواتي ممن تتعسر ظروفهن، ولا تسمح لهن بالعمرة مع أزواجهن..
كل ذلك تفعله وترشدني إليه وهي تحسسني أني أنا المبادر، وكأنها مجرد مقترحة تود لو حازت أفكارها على إعجابي كرجل قوام عليها، وكشخص ناضج وشهم، كما كانت تمتدح بذكاء صفاتي الحسنة، ثم تعرج بإشارة خفية على اقتراح بمد يد البذل هذه إلى والدي، إتماما للمعروف وتتويجا للعطاء..
وفي الحقيقة، لا أجد أي غضاضة في الاعتراف بالجميل الخالص لزوجتي العزيزة، بأن ربت في نفسي معاني الإحسان، وعلمتني أصول البر، ولفتت نظري إلى جنان الوالدين التي كنت غافلا عنها، مادا المعونة وباذلاً الخير إلى أناس غيرهم، قد يستحقون وقد لا يستحقون..
وبعد أن ذقت طعم الإحسان العذب، أجدني غير راضٍ عن نفسي حتى الآن، فما زالت طموحاتي ترتقي إلى أن أجعل والديَّ يمشيان في الأرض على أجنحة الذل التي سأخفضها لهم، وما زال لدي الكثير من الأفكار التي أوحت إلي بظلالها الساحرة زوجتي الصالحة، حتى ينعم والدي ببري لهما أيما نعيم..
وإني والله كلما سمعت دعاء العجوز لي في جوف الليل، أو رأيت بسمة الشيخ تشرق برضا بين جدب السنين، أيقنت أني لم أفعل شيئا بعد
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تحيه طيبه إلى الاخ العزيز و الغالي العبدلي
اسوق إليك نسيم الشكر ،، و موضوعك رائع و صحيح نعم الزوجه هي ،، حيث انها اصرت على التقدم بإلقاء التبريكات للأم او والدة زوجها و هذه مبادره رائعه من قبلها ،، يحث تنُجح الزواج ،، و هناك نقطه خاطئه و هي شيوع فكرة ام الزوج و شرها (( بمعنى تكون شريره و هذا تخوف الزوجات بهذي الأيام )) و من هذا الأمر تبدأ الزوجه بعدم المبالاه امام الام و محاولة ابراز شخصيتها لكن على العكس دامك طيبه مع الأم اكيد الأم بتكون طيبه معاكي و هذي الأفكار معضمها خاطئه بمعنى لا يجوز ان نصدق كل كلام يقال دون ان نغامر بتجربه واحده على الأقل ،، و هناك ازواج ما يصدقون من الزوجه تكون كذا عطوفه و نصوحه ،،،،، خلاص يعتمدون عليها ،، و هذا تصرف خاطئ حيث يلغي شخصية الزوج و هذا الامر تكرهه الزوجه ،، فعليك انت مبادلتها بمثل اسلوبها و تصرفها فاذا هي نصحت انت اشكرها و قدم لها الهديه و ذكرها بفضلها و انصحها انت بعد ،، و شيء رائع لو يجتمع الزوجان و يتصارحان بخبراتهم بالحياة مثلاً كيفية اختيار الصديق ،، كيفية مواجهة المشاكل ،، و بالإستمرار و طرح هذه التساؤلات يستفيد الطرفين ،، و هناك في نوع من الأزواج و الزواجات حيث يحسون ان هذا و كما يقولون الإتيكيت و الطرق هذي كلها سخافه و يخجلون من تأديتها و هذا خطأ ،، فحياة الزوجين اولاً ليست كلها سعاده و انما مبادله بالشقاء و السعاده اجمل ما في الحياة الزوجه ان تقف الأسره متكاتفه بكل ظرف يمر فيها سواء مبهج او غير مبهج ،، سملت يداك اخي الكريم ولا تحرمنا من مواضيعك الشيقه و بانتظار كل جديد و مفيد منك ،، إختك هيماء
لكِ خالص الشكر على هذه المداخله الرائعه
ولاشك أختي أن وسائل الاعلام وخاصة مايحدث من تصوير خاطئ في بعض المسلسلات والافلام لدور الأم ووصفها بالتدخل في شؤن الابن وزرع العداوة والبغضاء وتضخيم المشاكل وتهويلها لاشك قد احدث هزة عنيفه في مجتمعنا العربي والمسلم
وهذه النظره يجب أن تصحح بنشر مثل هذه الاخبار
لك خالص شكري
شكراً لكِ أختي الفاضله ومضه
أشكر لكِ ردك ومرورك الكريم
أختي أن الأسرة في البدايه هي الأسرة النواة المكونه من الزوج والزوجه
لذا يجب ان تبنى وتؤسس على قاعدة صلبه لكي تسير بإمان
الى بر الأمان
وأنتم هنا بصفتكم مشرفين على هذا القسم تلقى على عواتقكم مسؤليه
كبيره وجسيمه وأنتم أهل لها إنشاء الله
لذا عليكم بتفعيل هذا القسم لكي تعم الفائده وينتفع الجميع
فما اجملها من مسؤليه عندما يطرح موضوع يتعلق بالأسرة
تعالج فيه قضيه اجتماعيهاو مشكله عائيله
كم يشعر احدنا بالسعاده والسرور عندما يحل مشكله
او يساعد في حلها أو يدخل سعاده على أسرة
لذا أختي اتمنى تفعيّل هذا القسم بشتى الطرق والوسائل الممكنه
ولتعلموا انكم تؤدون رساله ساميه وعضيمه
اتمنى لكم التوفيق جميعاً
أشكر مرورك الكريم
ولكن حبذا ولو أضفت الى الموضوع شيئا من عندك وبينت وجهة نظرك في ذلك لتثري الموضوع بالفائده والمادة العلميه
لك كل التقدير
عفواً واخوك العبدلي !!! وليس اختك