البشرة النضرة في الغذاء السليم

[سجنجل الخواطر]

يعد الجلد من أكثر الأعضاء حساسية اتجاه نمط العيش الذي يتبعه الفرد، فضلا على أنه أكثر أجزاء الجسم وضوحا للعيان، من هنا يجدر بنا أن نوليه المتابعة المستمرة والعناية الفائقة· حيث أن المظهر العام للجسم يعتبر دليلا مهما على الصحة والحيوية والنشاط، ويتحدد هذا المظهر إجمالا بأسلوب حياة الفرد من طعام وشراب ونشاط بدني بالإضافة إلى عوامل الطقس المختلفة، وما لها من تأثير مباشر على إشراقة ونضارة البشرة· ومثلما أن القلب والرئة والكبد في حاجة إلى النظام الغذائي الصحي للعمل بطريقة سليمة ومن ثم التمتع بصحة جيدة، كذلك الجلد في حاجة له· وهذا ما تقول عنه ليزا أيران دكتوراه في الجراحات التجميلية بمدينة نيويورك: في أن تناول الطعام الفقير بالعناصر الغذائية له ذات التأثير السلبي على الجلد الذي يحدثه التدخين· وبالعودة إلى النظام الغذائي، يعد السكر من أكثر الأغذية المضرة بالبشرة، ويشير إليه الدكتور نيكولاس بيريكون الأستاذ الإكلينيكي المساعد لطب الأمراض الجلدية، بكلية طب جامعة يال، والمؤلف للكتاب الرائع : ( روشتة بيريكون )، إلى أن السكريات تعمل على ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مسببة بذلك تهيجا في الجلد· ويستطرد في حديثه قائلا: حيث أن ذلك يجعل المسام أكبر مما تزيد الفرصة في تكون حب الشباب· ومن اجل تقليل مقدار السكر في حصص الطعام واتباع عدد من العادات الغذائية الصحية والتي تجعل الجلد في حالة صفاء ونضارة دائمة: يذكر الأطباء وخبراء التغذية بعض من النصائح المفيدة والرائعة لمظهر صحي جميل: الترطيب لا تخفى أهمية الماء الذي لابد من شرب ستة إلى ثمانية أكواب يوميا منه للمحافظة على رطوبة الجلد والوظائف الطبيعية للغدد الزيتية فيه، مما يضمن مظهرا أفضل· بالإضافة إلى تناول بعض الأطعمة والتي تساعد في الحصول على النتيجة ذاتها مثل زيت الزيتون والثمرة الكانتلوب، حيث أن ملعقة شاي صغيرة من زيت الزيتون كل أسبوع كفيلة لبقاء الجلد في حالة سليمة· كما أن تناول نصف كوب من الكانتلوب يعمل على تكوين خلايا جلدية نضرة صحية· وهنا يقدم الدكتور بيريكون نصيحة مفادها أن تناول الكانتلوب مساء يجعل الجلد في مظهر رائع صباحا· يوم مشمس من الطبيعي أن التعرض لأشعة الشمس يأتي بنتائج سلبية على البشرة من حدوث جفاف وتجاعيد وخطوط على الوجه وبقع في أحيان كثيرة، لذا فإنه لا يوجد بديل من استخدام كريم الحماية ضد أشعة الشمس، ولكن ذلك لا يمنع من استخدام حفنة من التوت والذي يساعد في التقليل من التأثير السلبي لأشعة الشمس· وذلك لأن التوت يحوي على مقاومات التأكسد، ومركبات مضادة لالتهاب الجلد حيث تساعد على إعادة إصلاحه وتمنع في الوقت ذاته من حصول ضرر أكبر· ويوصي الدكتور بيريكون بتناول كوب من التوت أو الفراولة أو العنب البري يوميا· تخفيف الخطوط بالـتأكيد أن التجاعيد هي من المظاهر المرئية والتي تدل على التقدم في السن، إلا أن هناك من الأفراد من تظهر عليهم التجاعيد في سن مبكرة، وذلك يعتمد على كثير من العوامل منها نظام التغذية وحالة الطقس بجانب الجينات الوراثية· وبالعودة إلى النظام الغذائي نجد أن الأغذية القليلة الدسم تساعد في تفاقم مشكلة ظهور التجاعيد، طبقا لما ذكره الدكتور بيريكون قائلا: إن تخفيض أو إلغاء الدهون من النظام الغذائي للفرد يعني أنه يقضي كذلك على الدهون الأساسية مثل الأحماض الدهنية أوميجا ،3 مما يجعل البشرة تبدو في حالة مرهقة· وذلك يعود إلى أن الأحماض الدهنية الأساسية تساعد الخلايا في المحافظة على ليونتها ورطوبتها وصحتها ما يعني مظهراً شبابيا· وفي الحقيقة أن هناك دراسات أظهرت أن الأفراد الذين يتناولون نظام البحر المتوسط الغذائي الغني بالدهون الأساسية الضرورية من السمك والفول وزيت الزيتون أقل عرضة لظهور التجاعيد بالمقارنة مع أولئك الذين يقبلون على تناول الدهون الثانوية من الزبدة والسكر ومنتجات الألبان· وطريقة أخرى يذكرها بيريكون لإبقاء الجلد في حالة صحية سليمة، تتلخص في تناول غذاء غني بالبروتينيات مثل اللحوم الخالية من الشحوم والديك الرومي بالإضافة إلى لحم الدجاج الأبيض، مشيرا إلى أن الجلد لا يمكنه أن يصلح نفسه ما لم يكن هناك بروتين يساعد في إصلاح تلك الخلايا· حيث أن ست أوقيات من البروتين يوميا كفيلة بالحصول على المطلوب من صحة وحيوية· هذا كما يمكن للأفراد النباتيين الحصول على البروتين من خلال تناول الجوز يوميا بمقدار ملعقتي شاي أو كوب من الصويا، فلقد وجد أن الصويا تحوي على الأستروجين الذي يحفز في بناء أنسجة الربط مما ينتج جلد صحي· البثور بعكس ما هو شائع في أنه لا يجب على هؤلاء ممن يعانون من حب الشباب القلق على قائمة الممنوعات من الطعام مثل الشوكولاته، بل عليه توجيه تركيزهم على تلك الأغذية التي تساعد في تحسين مظهر بشرتهم وتخفيف المشكلة إلى أن يتم القضاء عليها· وأشارت الدراسات إلى أن الأغذية ذات اللون الأخضر الغامق مثل السبانخ ضرورية للذين يعانون من البثور والرؤوس السوداء لما تحويه من مضادات للأكسدة التي تقلل من الالتهابات وتلف الخلايا· من هنا ينصح بتناول خمس أو ست حصص من الأوراق الخضراء أسبوعيا بجانب تناول الأطعمة البرتقالية يوميا مثل الجزر والقرع والفليفلة لغناها بالبيتا كاروتين وهو المركب الذي يتحول إلى فيتامين أ في الجسم مما يساعد على علاج أنسجة الجسم التالفة· التهاب جلدي إذا كنت ممن يعانون من الحكة أو تهيج البشرة بسبب الإصابة بالأكزيما أو الصدفية، فإن وحيدة كارمالي المتحدث الرسمي باسم جمعية التغذية الأميركية، تنصح بتناول ثمان أوقيات من السلمون أو غيره من السمك الدسم مرتين أو ثلاث مرات بالأسبوع بجانب بذور الكتان التي من الممكن نثرها على السلطة، فكلاهما يمد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية الضرورية التي تمنع الخلايا الميتة من سد المسام· وطريقة أخرى مساعدة لتقليل خشونة ذلك الجلد هو اتباع نظام غذائي مليء بالفواكه الملونة الزاهية والخضراوات الغنية بفيتامين أ، ج، إي· خاصة وأن فيتامين ج مهم أثناء عملية التئام الجروح وينصح بخمس حصص في اليو منقول الكاتبة الصغيرة سجنجل الخواطر