لا يشعر بمرارة الحياة إلا من يحياها وحيداً ، ورغم إلتفاف العديد من
حوله إلا إنه يحس بحاجته إلي شخص ما يسند ظهره وقت شدته
ويسير معه في تعاريج الحياة المظلمة ، يشاركه سعادته ونجاحه
ويحقق معه آماله وأحلامه... وكل منا في هذه الحياة صاحب مشكلة
وكل منا لديه جرح يدمي ، ولدي طموح لا تحده حدود ولم أنتظر يوماً عن
عطائي عطاء. لم يكن طريقي سهلاً ولا محفوفاً بالورود ، ورغم العراقيل
التي صادفتني إلا اني لم اتوقف يوماًعن تطوير ذاتي وإقتربت أكثر من
الآخرين ولمست مشاعرهم ، أشعرتهم بحبي وسعادتي ، ووجدت
الكثير منهم من يعرفني ومنهم من لا يعرفني يلجأون إلي في
مشاكلهم ، إنصت إليهم بكل اهتمام وأنا أرسم علي شفتي ابتسامة ،
من يراها يعتقد إنها مثل كل الابتسامات ، لا يدري إنها ولدت من رحم
الأحزان . تعودت علي إحتمال المشاكل واحتوائها حتي لو صرخت
أعماقي لعلمي بأن الحياة لا تكون حياة بلا آلام و دموع ، وإنها لا تعطي
بقدر ما تأخذ ، وكانت مبادئي هي السبب في صبري وصمودي لتحقيق
آمالي علي حسب قدراتي وإمكاناتي . أصبحت في نظر من أعرفهم
رجلاً لدي مناعة ضد المعاناة ويصورونني بالجبل الشامخ ولا يدرون ان
بداخل هذا الجبل تشتعل حمم بركانية ، أنا في نظرهم لا أقارن نفسي
بأي رجل ، فلا مجال لعقد هذه المقارنات لأني أقوى من أن أتألم أو
أشكو ، وعشت سنوات علي هذا الحال حتي صدقتهم ونسيت نفسي
أو أحببت أن أصدقهم ، لأن الدور بهرني في البداية ولكنه دمرني في
النهاية لأن قلبي الذي طالما أتسع لهموم غيري أصبح يضيق من
همومي، بعد ان طال انتظاره لذلك المجهول الذي يئس من انتظاره ،
واستسلمت للواقع بكل حواسي وخواطري وأحزاني ونظراتي ، علي
أمل ان تجدني أمراة محبة تزيدني حباً ... أمراة قوية تزيدني قوة ... أمراة
متفوقة تزيدني تفوقاً ... أمراة تكلمني وأكلمها . انها الأشواق التي تعصف
بكل إرادة لي وتأخذني نحو تحقيق هدفي ... أشواق كانت تسيطر علي
وعيي وتمثل لي أمنية غالية ، وكم حاولت أن أبتعد عن هذا الشعور
الذي يحتويني ، ولكنه كان أقوى مني ، وبيت القصيد هو استغرابي
عندما وجدت من يعاتبني علي إني جعلت المراة في بعض مقالاتي
محور حياتي ، استنكروا ذلك ، واعتبروه ضعفاً مني ، وكأنهم لم يكفهم
انهم صادروا الأحلام والأماني من واقعي ، ارادوا ايضاً أن يمنعوها علي
الورق .نعم إني مصرة علي وجهة نظري ، فالمرأة هو محور حياتي ،
المرأة هي التي تمثل لي الأم ، والزوجة التي لم امتلكها ، والأخت
التي اعزها واحترمها والبنت مستقبلاً التي أعيش من أجلها ، كل هؤلاء محور
حياتي
لم اهتم بما يقال في بعض النساء لانه هناك من يعيش نعمة الحرية
بدون أمراة لا توجد قيود ولا تحكمات ولا أوامر ولم أنصت لمن يتساءل
أمامي : هل حقاً تبحث عن من ينكد عليك حياتك وتفتقد من يزيد
عليك همومك هموماً؟؟؟