قد يستغرب البعض ولكنها الحقيقة التي نواجهها يومياً مع المدخنين فالرغبة موجودة للاقلاع والتوقف عن ممارسة هذه العادة.
وتأييداً لهذه الحقيقة فإن الدراسات في الدول المختلفة اثبتت ان معظم المدخنين لديهم هذه الرغبة في التخلص من التدخين حتى بين صغار السن والمبتدئين في ممارسة هذه الافة.
فاثنان من بين كل ثلاثة مدخنين (في سن 16-24) يشعر بالرغبة القوية في الاقلاع واما المدخنون الذين اعمارهم مابين (25-34سنة) فان ثلاثة من كل اربعة منهم يتمنى ان يوقف هذه العادة.
والحقيقة الاخرى التي اظهرتها الدراسة هي ان نسبة كبيرة من ممارسي عادة التدخين لم يرغبوا فقط في الاقلاع بل حاولوا بالفعل التوقف عنها ولو لفترة مؤقتة حتى اولئك المدخنون صغار السن، فحوالي ستة وستين بالمائة من الشباب في سن 16- 24سنة سبق وتوقفوا عن التدخين فترة زمنية ثم عادوا، وترتفع هذه النسبة حتى تصل الى 86-88% للمدخنين في سن 44- 52سنة.
وعندما نضم جزئية الرغبة في الاقلاع مع المحاولات السابقة للتوقف الفعلي لفترة زمنية مؤقتة نجد ان من بين كل خمسة مدخنين في سن 16-24سنة، شخص واحد فقط هو الذي لم يحاول الاقلاع وليست لديه الرغبة في ذلك. واما الذين هم في سن 25- 34سنة فنرى ان هناك مدخناً واحداً فقط من بين كل 10مدخنين لم يحاول ولم يرغب في ذلك، وتزداد هذه النسبة مع ارتفاع السن والنضج العقلي كما تظهر الدراسات انه من بين كل 20مدخناً في سن 45- 54سنة نجد شخصاً واحداً لم يجرب التوقف عن هذه الممارسة وكذلك لايرغب في الاقلاع عن تلك العادة.
وبالنظر الى تلك الارقام نتيقن ان المدخن يدرك تماماً انه وقع في فخ ومصيدة تلك العادة ويتمنى لو يتخلص من شباكها حتى انه حاول بالفعل وخرج منها ولكنه يعود لها ويقع في الفخ مرة بل ومرات وهذه الحقيقة تجعل المسؤولية كبيرة في تهيئة البيئة المناسبة التي تساعد المدخن في اتخاذ قرار التوقف والاقلاع تماماً عن هذه العادة... ولكن كيف؟
ويسطر البعض بعض الامور التي تساهم تغذية الدوافع والرغبات لبذل المحاولات الجادة للاقلاع عن التدخين وذلك مثل:
1- الحملات الوطنية المتكررة الهادفة الى مكافحة التدخين.
2- بث الرسائل الاعلامية المتكررة الداعية الى استقباح هذه العادة اجتماعياً ومثلها في ذلك تلك الملصقات التي تشبه المدخن بمنجم فحم او مستودع اوبئة متنقل!!
3- استغلال العاطفة الدينية والعقدية في الاقلاع عن التخدين.
4- توسيع دائرة الاماكن العامة التي يمنع فيها التدخين كالمطاعم ودوائر العمل.
5- نشر مراكز عيادات الاقلاع عن التدخين والاعلان عنها بشكل اكبر.
6- التذكير الدائم بجريمتهم نحو الطفولة البريئة بالامر المتعدي اى الاطفال الذين يعانون كثيراً من التدخين السلبي دون حول منهم ولاقوة.
7- الاشارة الى ربط عدم القدرة على الاقلاع بضعف الشخصية وقوة الارادة.
8- منع تصوير الممثلين في الافلام وهم يدخنون.
منقول للفائدة ان شاء الله!
د/ماجد المنيف!
العرض الشجري
