قد تجد مئات المواد الطبية المستخلصة من الأعشاب والمستخدمة على مدى قرون طويلة للعلاج التقليدي في الهند طريقها إلى رفوف الصيدليات في الغرب. فقد بدأ مجلس البحوث الطبية في الهند سلسلة من الدراسات لاختبار الفوائد الطبية لتلك الأعشاب. وأظهرت التجارب السريرية أن الأعشاب الطبية لعلاج الربو والسكري وحتى الأمراض التناسلية قد تكون ذات تأثير إيجابي. لكن المجلس يجري دراسات خاصة بالأعشاب المستخدمة لعلاج عدد من الحالات الأخرى على مدى آلاف السنين.
تأثير فعال:
ويقول البروفسور رانجيت روي تشودري، عضو مجلس البحوث الطبية، إنه في بعض الحالات قد تكون الأعشاب أكثر فعالية من الأسلوب الطبي المستخدم في الغرب.
وأوضح تشودري أن هناك نباتات لعلاج الربو والتهاب الكبد والتهاب المفاصل، وأخرى أثبتت نجاعتها في معالجة الأمراض التناسلية المعدية، مشيرا إلى أنها استخدمت في للعلاج من قبل التجمعات السكانية المختلفة على مدى آلاف السنين. وأضاف أن ثمة أعشابا تستخدم لعلاج الصداع والحمى والتهاب الجهاز الهضمي والعطاس والسعال وغير ذلك. وقال إن من الممكن التخلص من تلك الحالات. وقد أعربت شركات للأدوية، بالفعل، عن اهتمامها في تطوير بعض هذه العلاجات وإنتاجها بكميات تجارية لعرضها للبيع في دول الغرب. لكن البروفسور تشودري قال إنه ليس بالإمكان في حالات معينة إثبات فعالية بعض الأعشاب.
ويعزى ذلك إلى أن الكثير من هذه العلاجات تعتمد أساسا على خلط عدد من الأعشاب، التي قد لا تكون فعالة لو استخدمت لوحدها.
معايير عامة:
وسيجري إنتاج علاجات الأعشاب طبقا لمعايير عامة قبل وضعها على رفوف الصيدليات. ويرى تشودري أن هناك الكثير من الأعشاب التي لها تأثير قوي ولن أتردد في وصفها أو استخدامها، لكن بعد التأكد من ضبط معاييرها. يذكر أن الملايين من سكان الهند يلجأون إلى الطب التقليدي لعلاج أمراضهم. فهناك قطاعات واسعة من السكان في الهند لا يجدون مراكز صحية ويعتمدون في علاج أمراضهم على تقاليدهم وفولكلورهم وما اكتسبوه من معرفة عبر الأجيال في مجال الأعشاب. لكنه يقول إن تلك المعرفة تضيع في بعض الأحيان مع وفاة المعالج. وأعرب عن أمله بأن يتمكن مجلس البحوث الطبية من جمع المعلومات الخاصة بالأعشاب وتحديد الفعال منها في علاج الأمراض