أطلقت أحلامي وخيالي للفضاء الرحب 00
أضناها ذلك القفص الماسي المرصعة قضبانه باللؤلؤ 00
المزركشة أرضه بحبات الياقوت والزمرد 00
طالبت بحريتها 00 فترف المكان صادرها 00 وبريقه أرق مضجعها 00
منحتها الحرية لتنطلق فلا حواجز أو موانع تعتقل رؤاها كواقع 00
بل مدارات مشرعة أبوابها 00 تختصر المسافات في لحظة تأمل وتختزل الزمن في تناغم داخلي 00
تلتقي بالحب رغم البعد 00
هناك السماء 00 نعشق زرقتها الصافية والمحتضنة أحيانا لوحات السحب والوان الغيم 00 ونحبها 00
وهذه الشمس 00 مصدر الضوء وباعث للحياة من حولنا 00 تشرق على صدورنا بالتفاؤل لغد مشرق 00 ونحبها 00
وذلك القمر 00 ينشر أضواءه الفضية فيلبس الكون حلته القشيبة بين الظلال 00
صديق السهارى وأنيس الحيارى 00 ووصف الحبيب 00 ونحبه 00
وتلك النجوم تطرز ثوب السماء ببريق الجواهر الساطعة 00 ونحبها 00
تتوهم الأبعاد المكانية أن تنتصر وتحتل الصدارة في السيطرة على تنامي العواطف الجياشة 00
وتوشك اللحظات الزاخرة بعطر الغاردينيا أن تنطق باسم أعمق المشاعر 00
لا تعترف بتداني المسافات أو تباعدها 00
وقف خيالي بين خطين متوازيين 00 احتار بينهما 00 وحير المسافات العقيمة 00 أن تنجب لحظة انتصار لها 00
على أحد الخطين 00 يجتمع إثنان على مترٍ مربعٍ واحد 00 تختلط انفاسهم 00 وتقترب أجسادهم 00
لكن عبثا تحاول المسافة القريبة بينهما أن تضع مركزا لنقطة التلاقي 00
تطوف في فراغ قاسي من تناكر الأرواح 00 أو تشتت الأفكار 00 أو تشبث بالرؤى والأحلام 00 بأنانية مطلقة 00
وعلى الخط الآخر 00 تعجز المسافة أن تبتر المشاعر أو تفصلها بسيف االمكان والزمان 00
تلتقي الأرواح المتآلفة 00 بأحاسيس متجددة 00 وميول متقاربة 00 وأفكار متفاعلة ونظرة مشتركة للحياة 00
يتقاسما تجسيد حلم ينتظر المصادقة عليه 00 ليكتمل ويصبح حلما واحدا 00
بذور الألفة تضرب جذورها في أرض الصدق 00 فتنمو وتزهو بارتفاعها 00
وتزهر معاني المحبة على غصونها 00 فيسعدا بقطافها برغم المسافات الطويلة 00
عندها فقط 00 وجدت المسافات تنهزم في خجل مطلق 00 تلملم خطواتها الباهتة وترحل 00
تترك لخيالي دروبا جديدة يسرح في فضائها وموانئ منسية يهيم في أمواجها 00