اضطراب الشخصية.. تقلبات في المزاج لايمكن التنبؤ بنتائجها
يتيح لي عملي كطبيب اسرة الرؤية من نافذة ذهبية اطل منها على المجتمع مما يجعلني في موقع جيد لمراقبة بعض العادات الجيدة التي يجب ترسيخها او العادات السيئة التي يجب تغييرها واحد اهم هذه المشاكل التي اواجهها في العيادة هي الاضطرابات الشخصية (PERSONALITY DISORDERS) حيث انها تؤثر على الكثير من الناس على مختلف مستوياتهم العلمية والعمرية والجنسية، مما يؤدي الى حدوث العديد من المشاكل الأسرية والشخصية، لهذا السبب مما يجعل الناس يعللون هذا التغيير انه قوة شخصية وحزم وهو غير ذلك ولتبيان الوقع والقاء الضوء على هذه المشكلة وددت ان ابحث في هذه القضية- على صعوبتها- واكتب عنها لأهميتها.
( الهامشية)
هناك عدة انواع لاضطراب الشخصية إلا ان اهمها هي الاضطرابات الشخصية الهامشية (BORDERLINE PERSONALITY DISORDERS) حيث ان الشخص المصاب باضطرابات شخصية من هذا النوع غالباً ما يعيش على نمط تكراري من التشويش وعدم الاستقرار في صورته الشخصية ويكون مزاحه وسلوكه وعلاقاته محدودة جداً، وغالباً ما تكون علاقاته مغلقة بأشخاص معينين مما يسبب لهذا الشخص ومن حوله ضيق في علاقاته الشخصية في العمل او خارجه مع اصدقائه او زملاء لعمل على سبيل المثال لا الحصر، وغالباً ما يظهر الشخص على انه ذكي ولماح، كما يبدو حميماً في علاقته وواثق من نفسه وغالباً ما يحافظ على هذا المظهر لسنوات عددة قبل ان تنهار دفاعاته عند حدوث كارثة شخصية كوفاة احد الوالدين او انفصال من علاقة حميمة كطلاق او غيره، كما ان علاقاته بالآخرين حادة ولكنها عاصفة مستقرة وتتميز بنوبات من المشاعر وصعوبة المحافظة على العلاقات الحميمة بحيث يبدو متقلب المزاج، كما انه يلاقي صعوبة بالثقة بالآخرين لذا فإنه قد يبدأ هذا الشخص بالتلاعب بالآخرين.
قد يكون لدى الإنسان الذي يشتكي من اضطرابات الشخصية الهامشية عدم استقرار عاطفي مصاحب بنوبات متكررة وملحوظة من الاكتئاب والتهيج والقلق، كما قد يكون لديه سلوك متقلب قد يتضمن افراط بالإنفاق (اسراف مادي) او انحراف جنسي (الجري وراء الرذيلة) او حبة وميلة للعب الميسر (القمار) او سقوطه في فخ الإدمان كإدمانه للكحول او للمخدرات او السرقة خصوصاً من المحلات التجارية او حب مفرط للأكل او التلميح بحب اذى النفس كالإشارة الى الانتحار.
قد يبدو الإنسان غاضباً من بعض المواقف غضباً غير مبرر، وفي بعض الأحيان قد يغضب غضباً شديد لا يتناسب مع الموقف الذي تعرض له، وقد تصاحب بنوبات هيجان وغضب واضطرابات للمزاج وقد تبدو عليه مشاعر حرمان وفقدان السيطرة او خوف من فقدان السيطرة على المشاعر والأحاسيس الغاضبة.
(التشويش)
وهناك ايضاً اضطرابات هوية واحساس بالتشويش والحيرة حول الهوية الذاتية والأحاسيس الجنسية، والأهداف والقيم الحياتية للمصاب، كما ان هناك اضطراب وتشويش حول الصداقات والاختيارات المهنية ويتولد لدى الإنسان شعور ثابت بأنه سييء او معطوب بطريقة او بأخرى مع ميله للذهاب الى طرفي نقيض من حيث التفكير والمشاعر والسلوك عادة ما يرافق هذا الاضطراب اكتئاب يمكن ان يسبب معاناة كثيرة للمريض ويمكن ان يقوده الى حد محاولة انتحار جادة.
(نسبة الرجال أكبر)
احتمال تعرض الرجال لهذه المشكلة يفوق النساء بنسب 2- 3مرات، ويرجع هذا للاعتقاد بأن هناك علاقة وراثية او هرومونية لهذه النسبة.
ويعتقد بأن هناك علاقة بين هذا المرض وحالات الاضطراب الحيضي الشديد (PREMENSTURAL TENSION) حيث ان معاناة ا لنساء المصابات بهذه المشكلة من الاكتئاب النفسي اكثر من الرجال بسبب الاضطراب الحيضي الشديد تعرض النساء للإساءة الجنيسة اثناء طفولتهم يرفع من احتمالية اصابة النساء بهذه العلة، ويعتقد ان ربع النساء ربما يكن مصابات بهذه العلة وهذه بطبيعة الحال احصائيات غربية قد لا تتوافق مع واقعنا زيادة او نقصاناً.
من الممكن ان تؤدي هذه المشكلة إلى علاقات ضعيفة لاحقاً وسوء ظن وعدم الثقة بالرجال والانشغال المفرط بالجنس وكبت وكآبة داخلية واهتزاز الصورة الذاتية للمريض بصورة جدية.
(علاقات فاشلة)
قد يكون بعض الناس ميالين للإصابة بهذه المشكلة ولهذا قد يكون هناك حالات فشل من تكون علاقة بين الأم وطفلها خصوصاً اثناء مرحلة تكوين الهوية للطفل او اثناء الفراق ( إذا حصل وكان هناك فراق بين الأم والطفل).
ان من علامات اضطراب الشخصية ان نجد لدى الشخص المصاب تشويشاً تكرارياً وعدم ترتيب مع عدم استقرار صورته الشخصية ويكون صاحب مزاج متقلب وتكون لديه علاقات شخصية مغلقة.
تسبب الصفات السابقة للمريض الكثير من المعاناة سواء في تكوين صداقاته وعمله، على الرغم انه عادة ما يكون ذكياً ولماحاً ويبدو واثقاً من نفسه وصاحب علاقات دافئه.
وتبقى هذه الصورة ثابته لدى المريض لسنوات طويلة حتى يواجه بحالة ضغوط نفسية شديدة مثل انهيار علاقة عاطفية او وفاة الوالد حيث يبدأ الظهور على حقيقته بالصفات السابقة.
ومن اعراض هذا المرض ايضاً ان المريض يكون صاحب علاقات حادة وغير مستقرة مع الآخرين حيث انه يحب نفسه اكثر وغير قادر على تكوين علاقات و ثيقة وعميقة.
قد يبدأ هذا الشخص بالتلاعب بالآخرين واللعب بمشاعرهم ولو انه سيجد صعوبة بالثقة فيهم، عادة ما يكون لديه ايضاً عدم استقرار عاطفي ويصبح ميالاً لنوبات ملحوظة ومتكررة من الاكتئاب والتهيج والقلق حيث يبقى وحيداً وقد يعاني من سلوك متقلب ومندفع بحيث يبدأ بالإفراط في الإنفاق وقد يبدأ بمعاقرة الكحول او السرقة خصوصاً من المحلات التجارية او بالإضرار بنفسه جسدياً كمحاولة الانتحارية.
قد يغضب المريض وينفعل اشد الغضب على امر بسيط بحيث لا تتوافق درجة الغضب مع الذنب المرتكب وقد يظهر المريض بعض مشاعر الحرمان وفقدان السيطرة او الخوف من فقدان السيطرة على المشاعر.
وهناك اضطرابات هوية مع بعض التشويش والحيرة حول الهوية الذاتية والأحاسيس الجنسية وبعض القيم وصعوبة رسم اهداف الحياة او المستقبل المهني او الصدقات مع وجود احساس عميق بأن هذا انسان سيئ او معيوب بطريقة او بأخرى مع احتمالية ان يتوجه الى النقيضين فكرياً او شعورياً او سلوكياً.
تحت الإجهاد المتطرف او في الحالات الحادة يمكن ان يكون هناك حوادث ذهانية قصيرة مع فقدان الاتصال بالواقع، وقد تبدو علية بعض الأعراض او التصرفات الغريبة، حتى في الحالات الأقل حدة هناك في اغلب الأحيان اضطرابات معتبرة بالعلاقات وطريقة اداء العمل قد يصاحب هنا الاضطراب اكتئاب يتسبب بالكثير من المعاناة حتى انه قد يقود الى محاولات جادة للانتحار.
العلاج:
ان اول خطوات العلاج لهذه المشكلة هو تشخصيها، فبعد تشخيص هذا الاضطراب يسهل البداية في العلاج والتي قد تتضمن المعالجة بالتحليل النفسي الذي يعطي المريض فرصة كبيرة للتحدث عن الصعوبات الحالية والتجارب الماضية اذا توفر المعالج النفسي المقبول، يجب ان يكون العلاج منتظماً وثابتاً ومنهجياً مع تشجيع المريض بأن يفتح صدره بنبش الأحاسيس الانهزامية السابقة.
في بعض الأحيان يحتاج المعالج ان يصف للمريض بعض مضادات الاكتئاب (ANTIDEPRESSANT) او كربونات الليثوم (LITHIUM CARBONATE) او مضادات الذهان (ANTIPSYCHOTIC) والتي قد تفيد بعض المرضى في بعض الأوقات.
اذا كان هذا المريض ممن يسيئون استخدام الكحول او العقاقير (واقع في حبائل الإدمان) فإن من الواجب علاج هذه المشكلة اولاً حتى يمكننا من مواصلة علاج الاضطرابات الشخصية.
اذا كان هذا المريض ممن وقع تحت ضغوط نفسية استثنائية او شديدة او اذا كان ممن لديه ميول انتحارية فإن ادخاله الى المستشفى لفترات قصيرة ذات فائدة عظيمة، حيث ان هذا نوع من العلاج الذي ينتزع هذا المريض من الظروف التي يعيش تحتها.
يعتبر العلاج من خلال العيادات الخارجية من العمليات الصعبة وقد تكلف الكثير من المال حيث انها تستغرق وقتاً طويلاً وقد يستغرق ذلك سنوات قد تتضمن اهداف العلاج على زيادة الوعي الذاتي والقدرة على السيطرة والحفاظ على استمرارية العلاقات وثباتها.
هناك الكثير من الإيجابيات للعملية العلاجية لهذا النوع من الاضطرابات بالإضافة الى تحسين نوعية الحياة لهذا المريض او المريضة فعلاج احدهما سيعود بالنفع عليهما معاً.
احدى النتائج الايجابية للعلاج هي تحمل المريض المتزايد للقلق ومن اهم اهداف العلاج تحسين اضطرابات مزاج المريض مع زيادة قدرة المريض على خلق شخصية متوازنة.
ان زيادة الوعي الذي يخلقه العلاج النفسي وزيادة قدرة الإنسان على مراقبة نفسه يزيد الأمل بأن يساعد العلاج على تغيير الأنماط الثابتة التي تم خلقها في هذه الشخصية سابقاً لخلق افراد متوازنين وبالتالي اسرة صحية متوازنة لمنع تكرار ما يحدث لنا في اجيالنا القادمة بإذن الله.
موضوع قيم ومهم جداً0لايهم طولة من قصرة0فالأهم 00المحتوى العلمي للموضوع وماهي الفائدة التى تجنى منه00
سلمت يداك مبدعنا فهودي على هذا النقل00
تحياتي وتقديري00
السااهر @ الكنـز @ عابرة سبيل:
لولا الله ثم تشجيعكم لما وصلت الى ماوصلت اليه انتم وقودي في هذا الصرح العالمي فلا تبخلوا علي بارائكم وانتقادتكم وماتشجيعكم هذا الا وسام اعتز به!!!