قلت : لقد غَلَبتِنِي .
قالت: لا تكن واهما فأنا لست على هذه الدرجة من القوة .
قلت : لكنك انتصرتِ لقد تحديتكِ وقبلتِ أنتِ التحدِي ولم تسألي عني طوال هذه المدة وهاأنا أستسلم و أعلن هزيمتي هزيمةِ أعلنها وأنا سعيد ففي الحب تكون الهزيمة أمام الحبيب سعادة لا تعادلها سعادة أخرى .
قالت: وهل كنا في معركة حربية .
قالت : في الحب كما في الحرب لا بد من الصِدام ولا بد من أن ينتصر فريق وينهزم آخر لقد فشلت في استعادة هدوء نفسي لأنك غائبة عني وشعرت بالحزن لأنكِ عاندتِ لا بل رفضتِ حتى مجرد السؤال عني رفضتِ هذا التنازل المترف بالحنان الذي يَقدِم عليه الحبيب إكراما لمن يحب .
قالت: أنت لا تعلم كم بكيت عليك كم تألمت وكم سهرت ليال طويلة وإن كنت مانعت وقاومت وصبرت طويلا فلأني أعلم مسبقا أن بعدي عنكَ يضل أرحم بكثير من قربي منك .
قلت : لماذا لا تكون المرأة صادقة مع نفسها ولو لمرة واحدة لماذا تبقى هي والحقيقة في عداء دائم ألا يحتمل أن تكون الحقيقة إمرأة جميلة تغار منها نساء العالم .
قالت: أنت تبالغ لأنك شاب والحقائق التي يؤمن بها الشباب ليست دوما صائبة .
قلت: إلا في الحب فالشباب يعطي للحب اندفاعا أعمق وأكثر اشتعالا وفي هذه الحالة أي إمرأة يمكنها أن تتمرد على حب يناديها بهذا الحماس كيف يمكن لقلبها أن لا يتفتح أمام هذه القوة العفوية المضيئة .
قالت: كلامك يعجبني لذلك أشكرك وأحسدك .
قلت : أتعرفين لماذا ؟؟ لأني أكثر منك صدقا وصراحة مع نفسي أما أنتِ فتغالطين نفسك عندما تزعمين أنك تعرفين الحقيقة .
قالت: أحاول أن أفهمك فلا أستطيع .
قلت : كلا أنت تفهمين وتحاولين أن تفتحي لقلبك نافذة على كلامي ولكنك سرعان ما تغلقينها بألواح سميكة .
قالت: لست أدري ولكني أعترف أنك أكثر صدقا مني .
قلت : لأني أحبك .
قالت: وما هو مفهوم الحب في نظرك .
قلت : هو أن أتحدث لمن أحب براحة وعفوية دون تكلف أن اضحك أو أبكي أن ينطلق لساني أو يتلعثم أن أستعير لعيني وفمي براءة الأطفال أن أشعر بأني حر لا أحد يعترض تدفق قلبي - إذا كان الصدق هو الذي يميز إنسان عن آخر فما الذي يمنعك أن تكونِ صادقة لماذا نكذب على أنفسنا عندما نعرف أن الحقيقة هي الدواء .
قالت: لا أستطيع أن أحبك أفهمني أرجوك حبك هذا سيشقيني .
قلت : إذا كان على الحب أن يشقينا فلماذا وجد إذن لماذا نحلم به ونضل طول العمر نبحث عنه إذا كان على المحب أن يشقى فالأفضل أن يطلق على قلبه الرصاص .
قالت: لماذا لا تغمض عينيك عني لماذا لا تنساني أرجوك اعتبرني مرحلة جميلة في حياتك وقد أزفت اعتبرني حلم جميل وقد أفقت منه اعتبرني أي شيء فقط أنساني أرجوك .
قلت : أن نغمض أعيننا في يوم مشرق لا يعني أن الشمس لا تطلع أن الطيور نائمة لا تغرد .
قالت: هل خطر ببالك أن حبك هذا يسيء لي إساءة بالغة وأرجو أن لا تسيء فهمي أو تضن أني في مرتبة أعلى من مرتبتك فأنت أفضل مني بكثير ولكني لست جزءا من عالمك وليس بيننا أية قواسم مشتركة ومن الصعب أن نلتقي .
قلت : أنا أحببتك ولم أسيء إليك .
قالت: أنت أسأت إلي ربما عن غير قصد عندما ذكرتني بواقعي فأنا فتاة تضع على وجهها قناع من السعادة تخفي وراءه جراح غائرة لن تشفى أبدا ولأني أحببتك فعلا فلن أسمح لواقعي أن يشقيك .
قلت : امنحيني فرصة لأرسم خريطة بناؤك من جديد لأعيد توزيع المناطق الخضراء فيها لأجعل الشمس تشرق في كل أركانها .
قالت: وهي تبتسم وقد أمسكت بيدي ومتى ستشرع في البناء يا حبيبي .
قلت : وقد احتضنتها منذ اللحظة يا حبيبتي … … …