الحكايات الخرافية
ترى معظم النظريات أنّ الحكايات الخرافية تسهم في إعادة بث الطمأنينة في نفس الطفل من دون تضليله بالأوهام الفاتنة. وكتّاب القصص الخرافية يعرفون أنّ للأطفال مخاوف، فهم ينسجون حكاياتهم على نحو يطرد اليأس من قلوب الأطفال، ويبدد مخاوفهم تلك، فغالباً ما يظهر في الحكاية شخص يساعد بطل القصّة في التغلّب على مواقفه الصعبة، وبذلك يغرس الثقة في نفس الطفل، ويتعلّم الطفل الإيمان والثقة بالمستقبل، ويدرك أنّه لا بدّ له من العطاء إذا كان يودّ الأخذ وربّما كان من المستحسن أن يقصّ الآباء الحكايات الخرافية على أطفالهم من الكتب، وعندئذ يرون بأعينهم ردود الفعل التي ترتسم على وجوه أطفالهم ويجيبونهم عن تساؤلاتهم إذا كانت سنهم تمكّنهم من طرح تساؤلات، أو يهدئون من روعهم إذا نالتهم الدهشة من حوادث القصّة التي سمعوها.
ويذهب كثيرون إلى أنّ الحكايات المخيفة تلقي الذعر في قلوب الأطفال ولكن الأطفال يحبسون داخل نفوسهم شعوراً بالغاً بالكرب والألم، ويفرجون عنه بالغضب من شخصيات الحكايات الخرافية التي تستسلم في نهاية المطاف إلى بطل القصّة وما يبديه من أعمال رائعة. ومن جهة ثانية يأوي الأطفال جميعاً إلى الفراش من دون رغبة منهم، ويستيقظون أحياناً في منتصف الليل بحثاً عن أمهم، ويحدث ذلك لأن فكرة النوم لا تروق للطفل، أو لأن حادثاً معيّناً يقضّ مضجعه فلا يجد إلى النوم سبيلاً، أو لمجرّد أنه يخشى من الوحدة. وفي الأحوال كافّة ينبغي عدم إعطاء الطفل حبوباً منومة، بل من المستحسن جعل وقت النوم بالنسبة إلى الطفل وقتاً ممتعاً، بإضاءة الحجرة التي ينام فيها إضاءة كاملة، ووضع لعبه المفضلة فيها. ولا بأس بعد ذلك في إبقاء باب حجرة النوم مفتوحاً قليلاً حتى يستأنس الطفل ما يصل إلى مسامعه من أصوات خافتة.