على شاطئ البحر..يتأمل روعة المكان في كل مرة يجلس فيها..تراه يتردد على أحد الملاهي الليلية ...
من زبائنه المعروفين..يجلس على طاولته المعتادة عليه يحتسي عصير البرتقال وترى قد التفت حوله غيمه من دخان الشيشة وبجانبه خياله المجنون ..يتسامرون ويترنحون طربا مع الفن العراقي الأصيل..عندما يأخذ الخيال بيده تراه قد حلق به في ملكوته..يشعر بحنين جارف لملاقاة فتاة تحمله بين كفيها..تلقي عليه السلام من عينيها..يتمنى لو يغدو بين جنبيها..تسقيه ألذ المشاعر من شفتيها...
ينزله رنين هاتفه من سماء خياله قائلا:إلى أين رحلت؟..فيضحك:لقد كنت ذاهبا وقد عدت..من عند فتاة غاية في الروعة.. ما رأيت في حسنها مثيلا..أحسست لولاها ما وجدت..ضحك قلبه فرحا وهو يقول:دعك من هذا المحال واستمع إلى هذا الموال الذي سيجعل الأرض واقعك وسماءك الخيال..التفت حولي فرأيت بعض الشبان يتسامرون مع بعض بنات الهوى..فقلت:وقد زارني الحزن..ليتني أحظى بلمسة عطف حتى ولو كلفتني حياتي...
وقعت عيناي على عدة فتيات يرقصن بدلع ودلال ..ولكن كانت هناك فتاة تتمايل باستحياء مثير..في وجهها براءة الأطفال...
ترقص وقد هام قلبي ولعا بمفاتنها...
عدت إلى كوني المجنون...فقلت:هأنذا يا صغيرتي تعالي فكم أنا متلهف للقياك من جديد...
أقبلت وهي تناظرني بعطف وشفقة:لماذا أنت متعب؟..فقلت:لقد ملني الشوق وتعب..اقتربت مني محاولة مواساتي :أيتعب القلب من صاحبه؟..قلت أتعلمين:ما فائدة أن يحيا إنسان من غير وجود شخص يشاطره حياته بحلوها ومرها..لقد سئمت من حياتي التي ليس لها معنى..أرجوك دعك مني اتركيني يا فاتنتي أحيا معك فأنت الشيء الوحيد الجميل في حياتي...
وضعت قلبها بين يديه..تعال هيا أنعم به..ولكن يا فتى لن تستطيع أن تملكه أتدري لماذا؟..لأن قلبي من نسج خيالك فإلى متى ستبقى هكذا؟...
حبيبتي يكفيني أن أكون قد حققت قي خيالي ما لم أستطع تحقيقه في واقعي...
سأدع جسدي يصارع واقعه المرير..أما أنا وقلبي فسنغدو إلى عالمك المفعم بالرقة والحنان...
اتركيني معك فلا أدري إن كنت سأموت وحيدا..ولكني أفضل بأن أموت عاشقا لخيالي.
العرض العادي
