تعود الجذور الأولى للماكروبيوتك للصينيين القدماء عندما لاحظوا أن الغذاء ليس فقط ليبقي الإنسان على قيد الحياة وإنما أيضاً ليقي الإنسان من الأمراض ويؤثر بالصحة والسعادة ، فتوسعوا في دراسة وتصنيف الغذاء ومعرفة آثاره على الإنسان ودونوا ملاحظاتهم في كتبهم .
وفي بداية القرن العشرين أسس الدكتور الياباني ( سيجن إيشيزوكا ) نظرية الغذاء على خلفية الطب الصيني وتفسيرات وتطبيقات علم الكيمياء والطب الغربي الحديث .
وأصبح نظامه مشهوراً لدرجة أن مئات من المرضى يصطفون عند بيته ينتظرون دورهم يومياً ليكشف عليهم ويعطيهم نظامه الغذائي كلا حسب حالته .
وعندما مات الدكتور إيشيزوكا مشى وراء جنازته عدة أميال من الناس إحتراماً وتقديراً لجهوده في علاج الكثير من المرضى .
ألّف الدكتور إيشيزوكا كتابين لخّص فيهما نظريته التي تعتبر اليوم القاعدة الأساسية التي قام عليها الماكروبيوتك . وأسس مريدوه جمعية للإستمرار في العمل على خطى الدكتور إيشيزوكا وعملت لبعض الوقت ولكنها لم تستمر وغلقت أبوابها .
في نفس الوقت كان السيد (يوكيكازو ساكورازاوا) والذي اشتهر فيما بعد بـ (جورج أوساوا) وكان عمره 22عاماً قد شفي من السل الذي أودى بحياة أمه وأخيه بعد أن قرأ واتبع النظام الغذائي للدكتور يشيزوكا .
قرر هذا الشاب تكريس كل وقته وجهده لهذا النظام الغذائي فأعاد الروح لجمعية الماكروبيوتك وتعمّق بدراسة فلسفة العلاج الصينية وبدأ بنشرها ليس في اليابان فقط ولكن في كافة أنحاء الأرض حيث كان يروي ولم يفتئ يعلم ويشرح مبادئه في العلاج بالغذاء حيث كوّن له تلاميذ ومريدين استمروا على نهجه بعد موته عام 1966م عن عمر ناهز 74عاماً وأصبح للماكروبيوتك اليوم مراكز ومصحات ومعاهد تدرس مبادئه في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وسويسرا والبرتغال ولبنان وبريطانيا واليونان وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل والأرجنتين وبلاد أخرى .