حتى وأنا اكتب لك هذه الكلمات المتعثرة حتى وأنا اسطر لك هذه الجمل الخارجة من إحساسي حتى وأنا اكتب لك هذه الحروف المتناثرة حول مستطيل مربع حتى وأنا ارمي بجواهر كلماتي المطرزة بنقاطي الثمينة الهادفة التي تخرج من قاع نفسي الحزينة حتى وانا أدور في حقله دائرية تحيطني من كل جانب وصوب جرأنها وبابيكها حتى وأنا انثر أسراري واثق أو أعطى كل ما في أعماقي يا غائباً بعيداً يعيش بين جدران الآه والألم اشعر بأنك قريبة جداً مني وارى بعدك كابوساً يأتيني في أحلامي سينجلي بين لحظة وأخرى وسوف يزول وينزاح عني وعن منامي . كابوس يأتيني في ألم أن يغدو ويشرق على قلبي حضورك المميز يشرق على نورك وطلتك الحقيقية الجميلة التي كم تمنيتها يشرق على شعاع أراه على بعد فيضيء نورك داخل قلبي المظلم ويزول عذابي ورجائي وطول انتظاري . تزول كل الرؤى الخادعة.
اجهل أن كنت تفكرين بي اجهل أن كنت تنظرين رؤيتي اجهل أن كنت تريدينني اجهل أن كنت تتمنين هذا المخلوق الجريح اجهل أخاف أن ابحث الأمر أخاف أن أناقش هذا الموضوع أخاف أن أفكر به بيني وبين نفسي فأعيش في صراع داخلي قوي لا يحتملني فأموت موته بطيئة أليمة جارحة . أخاف واجهل وشك قاتل يعترضرني حين أواجه نفسي ليلاً عند النوم . شك قاتل يعترضني حتى تكون هناك مواجهة ومناظرة بين نفسي وحيث تكون هناك أمواج من الأسئلة يصعقني بها عقلي ويطرحني بها كفري يعذبني بها قلبي فأعيش في صراع دائم يعترضني . كيف أواجه هذا كله وأنا بين هذا وذاك فاجهل وأخاف ، وشك قاتم يعذبني ويسري في جسدي . شك أزلي يقف ويتمدد في كل إنحائي.
قبل أن انطق بجواب الصراع قبل أن أقول كلمتي واغلق أبواب قلعتي قبل أن انوي بالهجر والهروب من عالم حواء قبل هذا وذاك قبل النق قبل أن ابدأ الاستعداد . قبل أن أرتب لعملية الإزالة ، ضحكت الدنيا من حولي وابتسمت لي الآهات والأحزان وتبلورت في ناظري فرحة لامعة تلفت الأنظار ، ورحب الكون بذلك الشعور الرقيق الصادق الذي جمع قلبي وانطق لساني وانعكس نجوماً وشمساً ولآلئ في عيوني ، وتحدثت وكتبت وأرسلت ونقلت واستقبلت ورحبت ، وسمعت اجمل وأعذب موسيقى وأعذب نعمة وأعذب كلمة وافضل حرف واجمل سطر وأروع جملة هزت كياني وبعثرت ذاتي وفجرت ينابيع السعادة والنشوة والفرح في أعماقي فجرت براكين خامدة هامدة لم تتحرك سنين ، فجرت انهارا كانت واقفة فانهمرت بقوة لإحساسها بصدق المعنى وأمانة النفس وإخلاص الروح وإحساسها بشعور رابطة الأخلاق والمبدأ والاحترام وطهارة القلب النابض وصدق المشاعر.
أتذكر ذلك اليوم الربيعي التائه من عالمي ومن حياتي ذلك اليوم الغائب عن سنيني وبين سنوات العمر التي مضت أتذكر ذلك وأنا في ذكراها أعيش أحلى مراحل العمر ورأيت الدنيا من حولي تتجمل خضرة ووردة حمراء وزهوراً يافعة رأيت قوس قزح يتراقص بين ناظري عيوني يتراقص بألوانه فيعميني بجمال إضاءته أتذكر ذلك اليوم الربيعي وأحس بنسيم ناعم دافئ حنون عطوف يلفح بلطف على جسمي فتتقاطر عذوبة وشاعرية وأحاسيس صادقة من لساني ومن وجنتي ومن خلال عيوني وحضنني الذهول المنتشي بقوة من داخلي أتذكر واحلق باندفاع محمول خلف كلماتك الساحرة الصادقة ، احلق باندفاع خلف حروفك وأسلوبك المميز فكنت نجمتي ولا تزالين وعرفت أن رحلتي خلفك ستطول وتطول ، ورغبتي في الظفر بك قد لا تتحقق أو قد تكون مستحيلة ولم يكون ذلك مهما عندي لم يكون هاجسي ليغير مبدأي فكل ما أردته أن أبقى معك أشاهدك ، احلم بك ، ولن يغير حلمي حاجزاً أراه من بعيد يقف يحول بيني وبينك لن يغيرني ، يقف يحول بيني وبينك لن يغيرني ، يقف ويتربص لي ولك في صعوبة بالغة ولكنها لن تقف حجر عثرة أمامي ولن يغيرني ويكفيني إنني عرفتك أنسانه صادقة وفية .
عرفتك أنسانة صاحبة مبدأ وخلق عرفتك أنسانة قنوعة خجولة طيبة عرفتك أنسانة تحملين دماثة خلق .. عرفتك وأخذت مساحة كبيرة من تفكيري بعد أن كان منعدما من التفكير في أحد مع وجود عالم من الناس وأمام أعينه . أخذت مساحة حسي وإدراكي الذي أبقيته ولم أخرجه لأحد ، أبقيته في عالم مظلم الكل يطلب وه يتمناها ويتودد أليه ويحاول فيه بكل الوسائل . نعم وحدك شغلت بالي وملكت عقلي وقلبي وروحي وكل ذروة من ذروات كياني . ملكت أجزاء كبيرة من حياتي وسيطرت على مراكز التحكم ولكن بعقلي وفكري . سيطرت وهجمت وبقيت وأنا لم أرك ومصدقتك وصدقت حروفك ثقة في اجمل كلامك. وثقة في تربيتك ونشأتك وعهودك ومواثيقك ومبادئك وطريقة بثك وعروضك الجذابة.
صدقتك اكثر من أي إنسان يمر علي . صدقتك اكثر من أي وقت مضى . صدقتك بقوة واشد متانة من ذي قبل .
اجهل أن كنت تفكرين بي فأنا ضائع بين نظرات استفهام تحاصرني من كل جانب . نظرات تنظر مني والي . تنظر إلى نفسي نظرة رحمة وعطف ودقات قلب يرفض أن يجد لأوترك بديلاً يرفض أن يضع وتراً سادساً ويضيف أو يغير يرفض وبشدة أن ضع أحد مكانك فإخلاصي لكي يعذبني ووفاي بك ومعك يقتلني وتعلقي بذاكرتك يدفعني على صراع ثوي أعيشه لا تهمني الفرص التي تطرق بابي أو طرقت ، لا يهمني من أراه في هذه المدينة لا اهتم بمن يحاول الوصول إلى لا أرى من يقف ويحاول أن أكلمه أو أن أكون معه أو أن أشاطره الحديث أو أن أكون له أغلى صديق لا يهمني كل من أصادفهما أو اواجههم أو أمارس معهم عملاً فأنا أرى غيرك أباحا باهته لا أكاد أميزها أرى غيرك بدون طعم ولا رائحة أرى غيرك بالنسبة لي كالصحراء المجردة من كل جمالي الأزهار والخضرة والأنهار لا أرى غيرك ويتجمد إحساسي وتقف مشاعري وترفض أن ينبض أمامهم وأمام كل من تراهم . وحدك تشغل القلب والعقل والعين وأتقلب على حجر انتظار سراب انسل ونطفا في هذه الدنيا الشاسعة كما ينطفئ فتيل بقايا شمعة باهته في ظلام ليلة هالكه غاب عنها القمر وهجرتها النجوم ورمتها الصواعل وجرحتها البروق وداهمتها الرعود واراني اكذب على نفسي واتعلق بوهم يسحبني إلى قاع الهوس والجنون ولا أستطيع الفكاك من الفخ الذي أوقعني حبك وعشقك فيه وشغفي واندفاعي كيف أتخلص منه وابتعد لكي ارتاح من عذاب بعدك الذي لا أقوى عليه كيف أنقذ بقية أعضائي وذاتي وكياني من يأخذني بيدي وفكني من حصارك الضارب بجذوره في أعماقي ؟ كيف ومن ومتى ؟ لا اعلم إلا إنني سأحول أن استنجد بقواتي الاحتياطية محاولاً الفكاك من أجلك ولأجلك واعرف أنني سوف اسقط وسوف تسقط جميع القوات التي لدي والاحتياطات كلها الكل سوف يقف ويعجز ولن يقدر ولكن حان وقت الاختبار الذاتي والعقلي والفكري حان وقت الرحيل الفعلي الإجباري الرحيل المر الذي سوف يعتصرني ويعذبني ويجعل قلبي ينزف حتى الموت وحتى أفارق هذه الأرض الرحيل الذي لا بد منه لك ولي ، كيف يحدث هذا لا اعلم؟ كيف انسحب وأنا راغب بك لا ادري ؟ كيف اطوي صفحة قلبي ؟! لا يمكن أن أجيب فيكفيني التفكير في ذلك لم أتصور أن يأتي يوم لقلبي ويقرر البعد خوفاً وعطفاً ورحمة عليك ، لأنه رأي قطعه من جسمه تتعذب وتعيش في حيرة من أمرها عطفا لأنه لا يتمنى لكي ألا الفرح والسعادة ورحمة لأنه لا يتمنى أن تتعذبي ويكون هون السبب والسبب الأهم فيترك لك الحرية وحرية من قيدك به ..
اجهل أن كنت تفكرين بي واجهل أن كنت سوف تبتعدين عني واجهل إن كنت سوف تبكين علي . واجهل أن كنت أنا اقدر على الابتعاد عنك. واجهل أنا أن كنت سوف ابحث عن غيرك . واجهل أن أكون أنا بدونك ..
00
00
00
[sound]http://www.6rb.com/arab/ksa/abdelrahman/abdelrahman-ahat.ram[/sound]
00
00
00
اسف على الإطاله ....
وتقبلو تحياتي ..
اخوكم ميزو ...