العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 26-11-2003, 05:24 PM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

التأثيرات السلبية لبرامج القنوات الفضائية على الأطفال والشباب

يعرف مجال الاتصال والإعلام في العصر الحديث تطورات مهمة وسريعة وذلك بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي ، وهكذا برزت وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة وأخذت تستأثر بالاهتمام والعناية والمتابعة المكثفة من طرف جميع شرائح المجتمع وخاصة الأطفال والشباب الذين أصبحوا يدمنون على وسائل الإعلام المتعددة وخاصة القنوات الفضائية التي أصبحت ( تشكل تهديدا حقيقيا للهوية الحضارية والثقافية لأنها تهدف إلى هدم الثوابت الإسلامية كالدين والعقيدة والأخلاق واللغة والعادات والتقاليد الأصيلة من خلال البرامج والأفلام والمسلسلات اللاأخلاقية التي تبثها وتشكل خطورة كبيرة على الأطفال والشباب والمراهقين )(1)
مضامين برامج القنوات الفضائية:
إن معظم برامج وأفلام القنوات التلفزية العالمية بما فيها العربية والإسلامية لا تخرج عن إطار الإلهاء والتفسخ. وفيما يلي نستعرض بعض أهم المضامين والمحتويات غير الأخلاقية:
- برامج وأفلام ومسلسلات لاأخلاقية تعالج مواضيع الغريزة والجنس والخلاعة والمجون...
- برامج وأفلام العنف والعدوان والإجرام والقتل والسرقة وغيرها.
- برامج وأفلام تتطرق لقضايا الخمور والمخدرات والتدخين والقمار ... والتي تدفع بمشاهديها وخاصة الأطفال والشباب إلى التقليد الأعمى وبالتالي الانحراف الأخلاقي والسلوكي...
- برامج الترفيه والتسلية -بالمعنى المبتذل لمفهوم الترفيه -مع التركيز على جانب الأفلام والمسلسلات وإبراز شخصيات فنية ، وبالمقابل يحدث نقص واضح في الاهتمام بجوانب تهم المواطن العربي بما يتعلق بالتنمية ومشكلاته الحياتية...)(2)
- الغناء الفاحش والموسيقى الصاخبة ...( ساهمت الفضائيات العربية في تسويق ضخم للأغنية الساقطة وشجعت أعدادا كبيرة للالتحاق بركب أهل الطرب وممارسة الغناء وخاصة المرأة التي لديها بعض الملامح الجميلة فأصبح الطريق سريعا للشهرة والمال لفتيات يفترض أن لا تتجاوز شهرتهن أزقة ومواخير الفنادق ! وأصبحت الحفلات الغنائية التي قد تتجاوز تذكرة الدخول فيها 100 دولار متاحة للمشاهد وهو في منزله دون أن يدفع دولارا واحدا ) (3)
التأثيرات السلبية للبرامج التلفزية على الأطفال والشباب
إن مختلف البرامج والأفلام والمسلسلات التي تبث على شاشات القنوات الفضائية بما فيها العربية والإسلامية تؤثر بشكل سلبي وخطير على الأطفال والشباب من جميع النواحي النفسية والصحية والأخلاقية والسلوكية... وفيما يلي نورد بعض أهم هذه التأثيرات السلبية:
1-(يقوم التلفاز والفيديو وكذا البث المباشر-نافذة المجون والضياع- بإثارة الغرائز البهيمية مبكرا عند الأطفال وإيقاظ الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج أضرارا عقلية ونفسية وجسدية)(4).
2-(تكاد الدراسات العلمية التي أجريت لدراسة آثار التلفاز على الصحة النفسية أن تجمع كلها على أنه يدرب مشاهديه على الكسل الذهني ويشيع فيهم روح السلبية ويجعلهم إمعات يميلون مع الريح حيث مالت وأنه ينفث في روعهم روح " عدم المسؤولية" والاستسلام والانهزامية ويصرفهم عن معالي الأمور ويشغلهم عن الأهداف السامية ويزيد رقعة الخواء الفكري في نفوسهم ) (5)
- الآثار الصحية للتلفاز على الأطفال. ( أظهرت الفحوص الطبية للأطفال المتقدمين للمدارس المغرمين بالجلوس الطويل أمام التلفاز إصابتهم بانحناء الظهر وضعف البصر) (6)
3-(إن التلفزيون وتوابعه قد يكون مدرسة الإجرام .فمن خلال برامجه التي تخدم أهدافا خبيثة محددة صار مدرسة تربي أستاذا غير أمين يدفع بالأجيال إلى الجريمة والفساد فيشيع الفاحشة وينفث روح الجريمة ويقلب القيم رأسا على عقب ويدرب الصغار على الجريمة والانحراف وينشيء الأبناء على قبول الانحراف والتعايش معه والانخراط في سلك أهله ، فيمتصون هذه المفاهيم ويستلهمون هذه القيم : يعلمهم أن اللصوصية بطولة والغدر كياسة والخيانة فطانة والعنف هو أقصر الطريق لتحقيق المآرب وعقوق الآباء تحرر وبر الوالدين ذل وطاعة الزوج رق واستعباد والنشوز حق والعفة كبت والدياثة فن راق رفيع ! )(7). ( وقد توصلت الدراسات التحليلية إلى أن التلفاز بما يعرضه من أفلام ومناظر إجرامية أو انحلالية قد يؤدي إلى انحراف كثير من النشئ عن طريق ما تخلفه من خيالات يعيشها . كما تبين من مجموعة ذكور منحرفين قد تناولتهم تلك الدراسة أن أحد الأفلام أثارت فيهم الرغبة في حمل السلاح وعلمتهم كيفية ارتكاب السرقات وتضليل البوليس وشجعتهم على المخاطرة بارتكاب الجرائم) (8)
4)- إن من أخطر مفاسد التلفاز هو القضاء على ذلك الخلق الفطري الأصيل لدى العذروات. فجلس الممثلون والفنانات والراقصات خلال تحصيناتنا الأخلاقية فدمروها تدميرا فصاروا هم الأساتذة والموجهين "والأبطال" وكان " إحراق الحياء" وتبخيره هو أول مقاصد القوم بأبنائنا وفتياتنا) (9).
5)- التعود على السهر أمام الشاشة المرتعشة وما يترتب عليه من التقصير في الواجبات الوظيفية بالحضور إلى العمل متأخرا وفوت المحاضرات الأولى على الطلاب ثم قلب نظام الحياة الفطرية حيث ينام بالنهار ويسهر ليلا مما يترتب عليه تضييع وقت حيوي ثمين ، قال تعالى :" وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا " النبأ : 10-11. كما يحرمون بركة وقت قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : (بورك لأمتي في بكورها ) 10 (11)

المسؤولية عامة ومشتركة:
إن التأثيرات السلبية المترتبة عن مشاهدة الأطفال والشباب للبرامج والأفلام التلفزية بمختلف القنوات الفضائية يتحمل مسؤوليتها جميع فعاليات المجتمع والأمة مثل المدرسة والمسجد والأسرة ووسائل الإعلام والجمعيات الدعوية والثقافية وغيرها وذلك مصداقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته ) رواه مسلم .
- إن الأسرة المتمثلة في الآباء والأمهات تتحمل مسؤولية مراقبة الأبناء وتربيتهم تربية إسلامية سليمة تجعلهم يعرضون عن برامج العنف والانحلال والعبث والتلرفيه اللامشروع والتي تبث على شاشات القنوات الفضائية كما أن على الآباء والأمهات واجب حسن توجيه وإرشاد أبنائهم لمشاهدة ومتابعة البرامج والأفلام الجادة والهادفة .(لم يعد من المناسب دفن الرؤوس في الرمال من قبل المخلصين في الإصلاح والهروب وعدم تحمل المسؤولية والاعتماد على طريقة واحدة في مواجهة المشكلة والمطالبة فقط بالهجر الكامل! إن تطوير المشاهد الذي ابتلي بها وتوجيهه ونصحه بعدم الاطلاع على برامج الفضائيات السيئة وأن يحرص على البرامج المفيدة وأن يغض بصره ويشجعه على أن يكون مشاهدا إيجابيا يرصد الأخطاء ويتحمل المسؤولية ينكر على القنوات أي مشاهد وبرامج سيئة ، ويحثه على متابعة القنوات الجادة وتشجيعها وهجر السيئة ومقاطعتها وأن يحافظ على أطفاله لمتابعة البرامج الجيدة ويبعدهم عن البرامج الضارة ) (12)
- إن على رجال التعليم والتربية بالمدرسة واجب تعليم وتربية الأطفال والشباب على أخلاق ومبادئ الإسلام حتى يتحصنوا ضد البرامج والأفلام التلفزية التي تدعو إلى الانحلال والعنف والتغريب ثم يتشبثوا بهويتهم الدينية واللغوية التي فطروا عليها . (تستطيع المؤسسات التربوية والتعليمية في العالم العربي القيام بدور التنبيه على بعض الملاحظات في البرامج التي تؤثر على الطلاب علميا وتربويا وتخاطب الجهات المسؤولة عن هذه القنوات وهي لا تكلف بضع أسطر ربما تجعل صاحب القناة يفكر بطريقة أخرى ! ...) (13)
- يتوجب على المشرفين على المساجد والكتاتيب ودور القرآن القيام بواجب التوعية الدينية في حق الأطفال والشباب وتنشئتهم تنشئة إسلامية مستمدة من تعاليم القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم العمل على تقوية وازعهم الديني والايماني حتى لا يقعوا فريسة سهلة في شباك الغزو الإعلامي الشرس وخاصة القنوات التلفزية الغربية التي تبث برامج وأفلام تتعارض مع خصوصياتنا الإسلامية مثل الدين واللغة والثقافة والأخلاق والعادات والتقاليد الأصيلة....
- تضطلع وسائل الإعلام المختلفة وخاصة القنوات التلفزية العربية والإسلامية بدور كبير في مجال التوعية والتثقيف والتربية في حق الأطفال والشباب ، وهكذا فإنها مسؤولية عن الحفاظ على هويتهم الدينية واللغوية والثقافية وذلك بتقديم وبث برامج وأفلام جادة وهادفة ثم التحذيلر من مشاهدة ومتابعة القنوات التلفزية الأجنبية التي تدعو إلى الانحراف الأخلاقي والسلوكي من خلال برامج وأفلام التفسخ والعنف و الجريمة .
6)-وضع إجراءات مشددة لمنع ثقافة التغريب من غزو المجتمعات الإسلامية ثم غيجاد ضوابط صارمة لعملية استقبال القنوات الفضائية العالمية التي لا تحترم قيود الدين والعقيدة والأخلاق والعقل...)(14).
7)- هناك حاجة ملحة إلى جهود متعددة من كل مخلص ذي قدرة وتخصص للرصد الموضوعي والتحليل العلمي والتعمق في دراسة تفصيلات دقيقة داخل البرامج والأفلام والمسلسلات وغيرها ، فمثلا المسلسلات المكسيكية المدبلجة والطويلة تمثل ظاهرة تستحق دراسات مستقلة ومتابعة علمية لأهم المضامين التي تطرحها والأفكار التي يمكن أن تتسلل إلى المجتمع . ولا يمكن نجاح أي معالجات مستقبلية دون دراسات وأبحاث رصد جادة تساهم في إعطاء تصورات وتوقعات مستقبلية تتكئ على أصول علمية تبعد العموميات المضللة بأن هذا خطير جدا وذاك سيئ جدا )(15).
8)- أما المكتبات العربية فيوجد بها بعض الدراسات المحدودة حول الفضائيات وهي جيدة في منهجيتها العلمية ، ومن أبرزها رسالة دكتوراه لمحمد عبد البديع المحرر بإذاعة صوت العرب حيث رصد الباحث آثار البث الفضائي الأجنبي على الأسرة ، وكانت الدراسة على حي السيدة زينب وحي الزمالك في القاهرة ومدينة دمياط لرصد التغيرات في المفاهيم لدى الأسرة)(16)

الهوامش والمراجع:
(1)مقال (الغزو الفكري .وسائله وسبل مواجهته) عمر ادريس الرماش- مجلة التقوى -لبنان ع 92 محرم 1421 هـ ص :20.
(2) قراءات هادئة في القنوات الفضائية ) عبد العزيز بن محمد الخضر -مجلة البيان-ع 143- رجب 1420 هـ -ص- 84/85
(3) المصدر نفسه-ص 88.
(4) راجع ( كيف تؤثر وسائل الإعلام؟) نقلا عن (المنظور الاجتماعي للاتصال الجماهيري ) ص: 136 وكذا الأسرة المسلمة.
(5) انظر (الأسرة المسلمة ) ص : 113-114.
(6) بصمات على ولدي -ص 32.
(7) راجع : ( الإعلام الإذاعي والتلفزيوني ) ص32.
(8) راجع كتاب (الاسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون) ص: 134 لبيان أثر مشاهد العنف والجريمة على الشباب.
(9) ماذا تعرف عن العجل الفضي) محمد بن أحمد اسماعيل - البيان ع 143 رجب 1420 هـ -ص 73.
(10) رواه من حديث أبي هريرة الطبراني في الأوسط وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (3/10)
(11) مقال : ماذا تعرف عن العجل الفضي ( ص74)
(12) قراءات هادئة في القنوات الفضائية ( عبد العزيز بن محمد الخضر -ص94
(13) المصدر نفسه -ص 95
(14) الغزو الفكري . وسائله وسبل مواجهته( عمر ادريس الرماش -ص 21
(15) قراءات هادئة في القنوات الفضائية ( ص 93 (16) مجلة ستالايت 30 يناير 1999 م -العدد 282.)







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:56 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية