سبات الوحدة يقبع بين أضلغي رنين الحزن يدوي في ثناياه جرس الماضي يتردد على شريط وجدانه ألم يعض به على صمت بقاياه ..
كان في الماضي فيضا من أمل واعد سماء ضحكته دوما مشرقة أحاديث رجولته تباعا مستطردة لاينطق إلا بتعابير البهجة ولايتفوه إلا بتقاسيم الفرحة وكأنه يناظر زمهرير الخلود في زمن لم يعرف فيه معنى الصمود لم يسمع منها سوى حبيبي ولم يفغر هو فاه إلا بكلمة أمي يقولها بعمق مودة وغريزة من الحب فياضة توقف في جنانها كل لحظات الأمل في أعماقها السادرة وكأنها السلسبيل العذب الذي يسستقي منه الأنس والسرور كل يوم تودعه قلبها فهو صغيرها المحبوب وتتبعه بدعوات في السحر شجية بأن يوفقه الله ويهديه "فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين " كل ذلك في سالف الزمان .. زمان قريب . لكنه اليوم يعتلي كل مراتب الحزن والكمد والوله على صرير ذلك الباب الذي انغلق ولن يفتح مرة أخرى يقف عنده يتلمس دعواتها الأبوية دون أن يعبق منه ولو صوتا فاترا مازال محتفظا بصورتها في أغراضه ولن تخذله ذاكرته في إيجادها .. لكن البحث عملية قد تطول وهو لن يحتمل مزيدا من ركون ألم يرين على فؤاده لن يطيق إحساسا بالسكون يلهب غوره ..
لم يجدها مل من البحث عنها حدث ذاكرته يرجوها أن تهبه ولو خيط أمل يفصح عن مكانها مضى مع أعماق الذاكرة .. بحث في أرجائها الحائرة .. فتش في أوراق ماضيه .. وأخيرا وجدها " صورة أمه المتوفاة "أقعسته مرارة الألم شتته صوت السأم قيدته أغلال اليأس ألقى حول عنقه مشنقة القنوط استرخى بأنفاس متقطعة غير مجذوذ ولما تكدس في صدره صوت آهة محرقة نطقت عيناه بدميعات محزنة " إنالله وإنا إليه راجعون "