كنت القصة التي هربت حروفها . متى؟ عندما همت ريشتي أن تسطر نهايتها السعيدة . و لكن عدت .. نعم لقد عدت ولكن لتمحو نهاية قصتك التي سطرتها أنا ... فغابت النهاية بوجودك .. كنت سأفرح بنقش آخر حرف زخرفي في القصة على آخر سطر في أخر ركن في آ خر صفحة في آخر مجلداتي الدامعة حزنا .... بآخر قطرة حبر من محبرة الدجى ..... فعند عودتك !! فرحت بمقدمك .. ولكن لم تعد معك كلماتك الشفافة التي عهدتها . ما عادت قطراتك الشهدية .. العذبة .. إلا كطعم مؤلم يشقق الحناجر المخملية .. لتقطر دما يكتب نهايتي أنا .. وليس نهاية القصة ..
عدت.. ولكن لتهديني العذاب هدية الوداع .. ذكرى للفراق .. قبلتني كلماتك .. فكانت شوكا .. وضمتني نغماتك .. فكانت صمما لمسامع الحب .. عدت .. ولكن لتقول ..................لا..أحبك......... لأني أحبك .. عدت .. لتتركني أهيم بين سطوري .. في دفاتر الزمن الذي مضى أبحث عن حبك و كلماته .. عدت منها أهيم مرة ثانية أعد السطور الجديدة .. سطرا سطرا .. تدمع على السطر الأول ريشتي .. يحبني .. والسطر الثاني لا يحبني .. والثالث يحبني .. لأن الرابع لا يحبني.. فينقذني الخامس من احساس الضياع فيستنطقني وتكتب ريشتي .. يحبني.. فأرى الأمان يسلب مني في السطر السادس إذ كان لا يحبني.. ، فأين ستتوقف أسطري ؟ متى ستنتهي سطوري ؟ متى؟ أم هل سيجف قلمي قبلها؟ أم هل ستذبل فرحتي؟ ..........
لقد عدت أنا ذلك الطائر الحزين الذي سيقف أمام أمواجك العاتية يطأطأ رأسه ليستعطف قلبك فتقول له ...... كلمة .. ركبت من حرفين بريئين من كبريائك .. حرفين تفيض منهما شلالات حريرية .. لتكسي هذا الطائر الريش المخملي المشرب بألوان الشروق .. ليطير عصفور حب جميل يغرد إليك .. سمفونية حبه .. فيسمعك وأنت تقول في ظل كبريائك و شموخك .. المتمثل في صمتك .. :
اذهب أيها العصفور .. أقصد أيها الببغاء .. وغرد بعيدا عني تلك السمفونيات التي ليست ملكا لي.. لأنك لست عصفوري..
لكن عصفورك المدلل أيها المغرور لن تقف أغاريده ولن يصمت سيقف على أغصان الشموخ يروي للكون قصيده .. لأنك أنت حبه الذي يريده وتعلم له هذه الأغاني.. ولم يتعلمها لغيرك..................
لا تسمعها فالقلوب العاشقة ستسمع هذه الأغاريد..........