كانت ومازالت تستوقفني هذه العبارة من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولا سيما تشبيهه صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير .
إن المرأة كالزجاجة رقيقة شفافة ضعيفة ، سهلة الانكسار ، هذه فطرتها و هذا تكوينها ، لذلك أمرنا معشر المسلمين بالرفق بها ورحمتها ومراعاتها .
و هذه الرقة الأنثوية هي عدة المرأة اللازمة لأداء دورها الأول في الحياة المتمثل في كونها سكننا لزوجها و أما لأبنائها .
و هنا أود الإشارة إلى صورتين كل واحدة منهما أبشع من الأخرى :
الأولى : صورة الرجل الذي يهين المرأة بغير حق و يحتقرها و يكلفها من أمرها عنتا ، أو ربما يضربها ويحقرها وينكر إنسانيتها ويمنعها أيسر حقوقها الشرعية ، سواء كانت زوجة أو بنتا أو أختا .
إن مثل هذا في نظري ليس برجل بل ليس إنسانا ، و إنما هو وحش كاسر لا قلب له و لا خلق .
والثانية : صورة المرأة التي تتحول من زجاجة رقيقة شفافة إلى جلمود صخر أصم سواء في هيأتها أو شخصيتها أو قناعاتها أو تصرفاتها ، فتخرج عن فطرتها الأنثوية وطبيعتها الحيية السليمة لتكون مخلوقا غريبا عجيبا يجمع المتناقضات .
فهل أمثال هؤلاء من القوارير ؟؟
إن من أولى الأولويات في تنشئة البنت بعد الدين والخلق أن نربيها على الأنوثة الحقة ، فنشعرها بجنسها الأنثوي من خلال رفقنا بها و حرصنا عليها و صيانتها والدفاع عنها والانتصار لها ، وتنشئتها في الحلية والزينة ، و لو أن بعض الأعراف تنكر هذا الأمر أعني التنشئة على الزينة و ترى أنها لا تكون إلا بعد زواج البنت ، ولكنه أصل أقره القرآن الكريم ( أومن ينشّأ في الحلية و هو في الخصام غير مبين ) .
إننا بذلك نعدها لتكون امرأة صالحة كما ينبغي ، زوجة ودودا كما ينبغي ، أما رؤوفة كما ينبغي ومربية حنونا كما ينبغي ، و هذه بلا ريب هي أهم و أخطر وظائفها المنتظرة منها .
فما أبلغ عبارته صلى الله عليه وسلم و ما أبدع تشبيهه .
منقول