و تدق الساعة، لنودع مع آخر دقاتها سنة أخرى وكانت السنة الجديدة بالأمس القريب، 365 يوما أخر قادمين سيمرون كسابقاتهم سيمرون وكأنهم 365 لحظة بل أقل. ولكن الأمل يتجدد و نحسب ساعتها أن لحظة ما قبل تلك الدقة تختلف تماما عما بعدها. و نجتمع لنحضر سويا تلك الدقة التاريخية و نضحك نرقص نغني ... نحتفل ... و لكن لم؟! لا أدري ...
نقطع عهودا لا هي منطوقة ولا مخطوطة، عهودا بأن لا نجعل الأيام تشغلنا عمن نحب أو ما نحب. نبني آمالا جديدة نحمل أنفسنا على اعتقاد أن ما هو قادم أفضل مما مضى. و تمر الأيام كما اللحظات .... سنة جديدة قادمة و سنتنا تلك ولت... فلا صنا العهود ولا تحققت الآمال ....ولكن أملا واحدا يظل نابضا في القلوب أمل في سنة جديدة تعطينا ما سلبته منا سنواتنا الفائتة...
و تدور و تدور عجلة الزمان حتى نتيقن أن ليس بالإمكان إيقافها... فلا يبقى لنا إلا أن نهلل مع كل دوران لها. و كلما مرت السنين يقل ذاك الأمل و يقل، و يقل من نجتمع معهم في آخر دقة من كل سنة ... و لكن العجلة لا تتوقف، ثم تأتي علينا لحظة فلا نجد من ينتظر معنا دقة الساعة ..... و نفقد الأمل في الغد الأفضل ... فلا يبقى لنا إلا أن نتحسر على سنين العمر أو أن نتمنى ساعتها عمرا آخر ...... و تدق الساعة.