يوما من الأيام استيقظت من النوم ولم يبزغ الفجر بعد . . .
لم يكن يوما عاديا .
وكأنني قد فقدت شي من نفسي في ذالك اليوم . . . كأن أحد أطرافي قد شل . . . كأن قلبي صار إلى مجرد مضغة من جسدي لا عمل له سواء ضخ الدم . .
كأن الليل لا يريد أن ينتهي . . كأن الشمس لا تريد أن تطلع تعاتبني على ما بدر مني . . كأنها بعدم بزوغها تعلمني أنني ارتكبت غلطا وجرما فظيعا . . كأن القمر في وسط السماء قد اكتساه اليأس والملل . . كأنة يريد أن يغرب عن ناظري . . لا يريد أن يراني . . والسماء مع رحابة فضائها قد لبست وشاح الشحوب و كأنها تريد أن تخبرني أن ليس لأمثالي مكان في فضائها . . . والنجوم من فوق رأسي كأنهن يتهامسن بجرمي العظيم . . ليشجبوه. . وينعتوه بالقسوة . . وعدم الإحساس . .!
والأرض من تحتي . . وكأنها ضاقت بي ذرعا . . . كأنها لا تريد أن استمر بالمكوث على ظهرها . . ولن أبالغ لو قلت بأنها ودت لو تخفيني بداخلها كمى تخفي الجثث الهامدة التي ليس بها روح . . وأنا في ناظر كل من ذكرت مجرد جسد وجسد بلا روح . . . !
ويـــــــــــــــلاه ماذا صنعت . . ؟
ويـــــــــــلاه . . . ويــــــــــــــــــــــــــلاه . .
ما هو الجرم الذي فعلت لاقابل كل هذا الصدود من شمسي . . وقمري . . وليلي. . . ونجومي .
آه من ذالك اليوم . . وذالك الليل ماقساه علي .
بدأت علامات القلق تظهر على محياي . . بدأت أحس أن كل نفسا يخرج من صدري هو آخر نفس لي . . !
بدأت أحس أن عيوني لم تعد ترى شيء وكأن الدنيا قد كساه الظلام والظلام فقط. .
وقتها تملكتني حالة ملل رهيبة واكتسى وجهي شحوب مخيف . . إحساسي بالوقت اصبح معدوما . . كأنني جسدا بلا روح . .!
ولكني قرأت فيما قرأت أن لكل فعل . . ردة فعل . . فكل ما حدث لي وما يحدث لابد انه أتى تبعا لفعلا احدثتة أنا . !
ماذا فعلت ؟ بدأت استرجع أعمال يومي . .
الذكر في صباح ذالك اليوم التعيس أنني استيقظت قرابة الساعة الثامنة تناولت قهوتي . . واتجهت إلى قضاء شئوني .
عدت إلى البيت قرابة الساعة الرابعة تناولت غذائي ثم شاهدت على برنامجي وبعدها خرجت في نزهة قصيرة بعدها عدت إلى البيت وتهيئت للنوم . . . و نمت
آه آه اجل . . اجل . . ماذا صنعت . ؟ ماذا فعلت . . ؟
ألان علمت لماذا واجهت كل هذه الاشياء . . لماذا أحسست أن الكون بضخامته غير قادر على استيعاب كان صغير مثلي . . ؟
علمت وتذكرت أنني ويا للأسف . . . .
لم اسمع صوت حبيبتي بذالك اليوم
. . .
وياله من ذنب وياله من ذنب . .
فأليك يا حبيبتي أرسل اعتذاري بكل لحضه ضياع عشتها بذالك اليوم . . بكل لحضه نسيان أبعدتني . . عن مقامك الطاهر . .
حبيبتي لا املك إلا أن أقول لك آسف
فأرجوك أن تقبلي عذري لأني في ذالك اليوم لم اكن في حكم الإنسان بل في حكم الجماد . . نعم الجماد . . جسد فارغ بلا روح . . !
[sound]http://www.salmiya.net/songs/abdo/ram/abdo25.ram[/sound]