يطل علينا العام الجديد الذي يزف نفسه إلينا يولد من جديد ليواجهنا بالمجهول وفي كل مرة يطل علينا تنتابنا عدة مشاعر متناقصه الفرح .. القلق .. الترقب .. الحزن .. الامل .. الخوف .
فنحن نودع من العمر سنة رغم كل مافيها من احباطات وهموم وقليل من الفرح إلا اننا نودعها اسفين انها اقتطعت من اعمارنا شهوراً لن تعوض واسقطت بعض الاوراق الخضراء نرثتها في الفضاء وليس بمقدرونا ان نجمعها مرة ثانيه ونعيد الصاقها بشجرة العمر الماضيه .
نستقبل هذا العام ونجلس نقلب دفاتر العمر التي طويناها تتناثر امامنا بعضها صفحات سوداء تلطخت بالحزن لفقدان اهل او احباب او اصدقاء او فقدان حلم او أشياء صغيرة لكنها عزيزه على قلوبنا لأن لها ذكرياتها الخاصة أو لأنها جات هدية من حبيب .
نجد صفحات ورديه سلجت تواريخ سجلتها قصايد وخواطر المحبين ورشت عليها عسل اللحظة المورقه بالشذى يفوح لونها بلون الصباح أوالمساء الارجواني ونجد صفحات زرقاء ملأناها رسائل للاصدقاء ومثلها استقبلنا منهم تتالت رسائلهم تحاور تشتاق تداعب تلوم . رسائل تتبعثر فيها هموم غربتهم وورد افراحهم عبق تجاربهم مع الحياة ومع الناس نجد كل الالوان كل لون يحمل معناه وكل صفحاتها نحبها بشئونها وبأبتسامتها .
هكذا تمضى الايام والشهور وهكذا تتساقط الاوراق فالزمان لايتوقف لايرد علينا ولايعيرنا اهتمامه وانتباهه انه يحرك عجلته لتتدوس كل مايصادفها فى الطريق فأن توقفنا بلا حركة داست علينا وتركتنا هباءاً منثوراً .
إذاً علينا ان نتحرك لا نتجمد ولا نتشمع وان كان الزمان مصاراً شاطراً يفتل لنا شواربه ويشمر عن ساعديه بأتجاهنا فلا بد ان نستعد له نغلبه لا يغلبنا متسلحين ( ليس بمعدات حربيه ) بل بالامل والاصرار على النجاح فليس للضعيف مكاناً فى عالم تسوده القوة ولا للمتخاذل مكان في عالم يركض نحو التطور والابداع .
واخراً وليس اخيراً ..
اقول لكم عام جديد عليكم جميعاً وخير جديد يغمركم وفرح جديد ينثر زغاريد في بيوتكم وارواحكم الصافيه وتحقق احلامكم المستريحه التي لا تزال تنتظر المجهول ... وكل عام وانتم بخير ،،
عاشق الذكريات