مزرعة الأحزان ..!
لقد أوصد في وجهي باب الأمل .. واشتعل الحزن في عيني .. وعزف على أوتار قلبي الألم !
وتكسرت بي مراكب الأمل لتغرق في لجة الحرمان .. لتمتلئ رئة روحي بنقاط معتمة من التشائم !
فيتعالى صوت السعال ليهز ذلك الجسد الجائع لرائحة الأمل !
وشواظ الحسرة يحشو عيني بالدهشة والذهول .. !
وعواصف العواطف تمتطي صهوة صدري ليثور غبار الحزن !
وكلما دحرجت نظراتي .. تعالى الدخان ليسد الأفق .. !
والراقصون على أحزاني يستنشقون ذلك الغبار في بهجة وفرح !
وقد تكومت صرخات الحزن بعضها فوق بعض تنتظر دورها ..!
ودموعي تسقي مزرعة الحزن في صدري .. لتهتز وتربو .. وقلبي يضخ مائها حين تصبح غورا !
فكلما تعالت نبضاته .. أرسلت العين ينابيع الماء إلى مزرعة الأحزان ..!
حتى خشيت من فيضانه .. ومشاعري تخوض لجته .. !
وفي مساحات صدري تتفتح أزهار الحزن بنسائمها التي تبعث بعطرها إلى ساحل العيون .. لتتقاطر دموع الحزن فيها .. وتزدهر وتربو بتلقيحها .. !
وفم الظلام يبتلع أحزاني ويقتات منه .. ويتوجس النور مني كلما أطبق الظلام فمه !
حتى صرت أمقت النور .. كلما ارتعشت أشعته للبزوغ ! أحس أن ضلوعي ترتعش بالكون حين يولد النهار !
وأهدهد غمغمات نفسي في صدري لترتع في مزرعة الأحزان .. حيث أنهار الدموع .. وثمار الندم ! وظلال الحسرة والحرمان !
وعصافير اليأس تغرد فيها .. وتعشعش في قلبي ..!
وحين تخرج من أوكارها .. تطير بأحزاني معها تبحث عن حبوب الحسرة ! وكلما نقرت بمنقارها .. نبض قلبي بدماء الحزن .. !
وحين يحين وقت الغروب تعود لتعشعش في قلبي ..!
وركام الظلام يعلو صدري .. وأنا غارق في لجته ..!
وأسمع هنا وهناك .. دبيب الحزن يرتع في صدري .. وفحيح الحسرة ينفخ فيه ..!
وخفافيش الحرمان تعم المكان بضجيجها .. تطير به على أغصان الحزن ..!
حتى يخيل إليَّ أنها مدينة الأشباح .. ورياح الحزن تداعب أوراق أحزاني لتتساقط على صدري !
ورذاذ الحزن يتقاطر ليغسل صدري بالأحزان .. ! وزفراتي تحرث أرض الحزن في صدري ليتعالى الدخان !
وبذور الحزن تسقيها الدموع .. لتهتز في صدري وتربو.. لتنتج من الحزن كل زوج بهيج !
وشمس الحزن تنسج أشعتها .. لتتبخر الدموع .. ويعلو صدري الجفاف .. ليضرب قلبي عروق الحزن فيتدفق الدم ليسقي مزرعة الأحزان .. !
ومحاصيل الحزن تثمر يانعة .. دانية ومشاعري تقتات منها .. لتعود سماداً لصدري من جديد !
بقلم أخوكم :
العرض العادي
