أفهمني كيف أُخفي شوقي كي لا يلمحه أحد من الحضور..كيف أمنع
دموعي من السقوط عندما أنظر إليك؟..وكيف أُخفي رعشة يدي عندما
أسمع اسمك؟..وكيف أُخفي رهبة اللقاء الذي انتظرته بفارغ
الصبر؟..وكيف أُخفي ملامح وجهي الذي سيكشف ما أُخفيه
بداخلي؟..أخبرني ماذا أفعل؟..هل أتنازل عن لقائي بك وأقتل بذلك قلبي
مرَة أخرى وأكون قاسية بمنع عيني من رؤيتك؟..أم آتي والشوق ينير
طريقي إليك؟..وأجعل لهفتي لرؤيتك هي جواز سفري لدخول عالمك
على مرأى من الناس؟..وأتغلب بذلك على حيائي وأكشف كل أوراقي
المتراكمة بمكتبة ذاكرتي العتيقة..وأعلن أمامهم أني تركت كل ما في هذه
الحياة واخترت حياتك والعيش بجوارك..ولكن ماذا سيحصل لي بعد
هذا؟..ربما قضوا على حبي ودمروا قلبي وعدت إلى أدراجي..ولكن بلا
قلب..بلا أمل ينير طريقي..وبلا حبك الذي يوازي عمر بأكمله..فكيف
أعيش وعمري قد سُلب مني واُغتصبت روحي وتجرّدت من وسائل
العيش في هذه الدنيا؟!..
الجواب عن هذه التساؤلات أنني سأموت..نعم سأموت..ولكن سوف
أترك بعضاً من أوراق قصتي معلقة على جدار الزمن كي يدرك التاريخ أن
قصتي معك ما زالت خالدة!!.