منقول قصيده اعجبتني وابكتني هذه القصيده بعنوان قصيدة رثاء (وجدان)
للشاعر المبدع أبو زكريا حيث يقول قبل مطلع القصيدة
وجدان : الأولى تلك الطفلة التي قضت في حادث التفجير الأخير بمدينة الرياض ولا حول ولا قوة إلا بالله
أما وجدان الثانية فهي ابنتي الكبرى (سبع سنوات)
أقدمها عزاء لأهل الطفلة ولنا جميعاً
اتمنى أن تحوز على رضا الجميع ولكم فائق تحياتي
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="solid,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
خطب أصاب الناس يا وجدانُ =فاصغي لبثي إنني وجدان
أنا طفلةٌ أهوى الحياة جميلةً =قلبي يقين والرداءُ أمانُ
هل كنتُ إلا بسمة ريانةً =تسقي الحياة فعودها ريّانُ
أنا حبكم وحنانكم وعطاؤكم =أنا جنةٌ وغراسها الريحانُ
أو ما شهدت الخطب جل مصابه =أوما سرى بحديثنا الركبانُ؟
من ذلك الآتي أليس هو الذي =يحنو علي إذا قسى الإخوانُ ؟
من ذلك الآتي أليس هو الذي =يرنو كما يرنو الأبُّ الولهانُ ؟
أتراه جاء كما أبي بهديةٍ =أتراه يهتف أقبلي وجدانُ ؟
أم جاء يمسح دمعتي بحنانهِ =أوليس لي في عرفهِ إحسانُ ؟
ما باله يلقي إليَّ بنظرةٍ =وكأنني في عينهِ شيطانُ ؟
ما بالهم سرقوا شذا ريحانتي =ما بال روضي اغتاله الطوفانُ ؟
ما بال هذا الكون يطبقُ شاحباً =ما بالها تنهارُ بي الأركانُ ؟
أمي وتذهب صرختي مخنوقةً =وتلفني في حضنها النيرانُ ؟
أمي أبي واليأس يلجم صرختي =هيهاتَ لا أم ولا جيرانُ
واغتالني صمتٌ وودعتُ الدنا =فعلامَ قتلي أيها الإنسانُ ؟
أو لم تكن طفلاً يرقُ لأجلهِ =قلبُ الرحيم فقلبه جذلانُ
هل قد قلبي من حديدٍ جامدٍ =أم ليس لي وجدانُ يا وجدانُ ؟
وجدانُ قومي وانثري عطري على =كل الروابي واهتفي : وجدانُ
وجدان قومي واقسمي قلبي على =كل الأنام ِ ليعطف الإنسانُ
وخذي بقايا بسمتي فلتشعلي =منها الحياة لتشرق الأكوانُ
قولي لهم لا تحرقوا جسمي فقد =سكنت به بعد الردى وجدانُ
قولي لهم لا تخطفوا قلبي ففي =أعماقه لحبيبتي العنوانُ
فلتسألوا أطفالكم عن حزنهم =ستجيبكم ببراءة وجدانُ
ولتسألوهم أي ذنبٍ قد جنت ؟ =فحديثهم إن تسألوا أشجانُ
رسموا من الأشلاء أفظع صورةٍ =لم يحوها فنٌ ولا فنانُ
فمدادها أزكى الدماء نقيةً =وإطارها رعبٌ بدا ودخانُ
يا من ركبتم للردى أهواءكم =كيف الرشاد وجهلكم ربانُ ؟
ورسمتم المضمار في أرواحنا =وكأنها للعابثين رهانُ
ورأيتم الجناتِ في إحراقنا=لم تشفع ِ الأرحامُ والإيمانُ
ودفنتم الأحلام تحت ركامنا =وتفجرت بعروقنا الأضغانُ
أوليس رب العالمين إلهنا =أوليس فينا البيت والقرآنُ ؟
لِمَ تمطرونا بالعذاب وبيننا =حق مصانٌ والجوارُ أمانُ ؟
هل يستوي ناس إذا ضلت بهم =سننٌ فلا شرعٌ ولا سلطانُ ؟
يا من شربتم من زكيِّ دمائنا =فلنا إلهٌ حاكم ديَّانُ
ولتُسأَلنَّ إذِ السؤال لكل من =وئدتْ فلا ظلمٌ ولا نسيانُ
يا سائلي عنهم فأيُّ جريمةٍ =ناءت بها الأعراف والأديانُ؟
وجدان هذي دميتي قولي لها = لا تحزني فجميعنا وجدانُ
فعرائسي الخرساء أصدق نائحٍ =وأرق عطفاً إن قسا الإنسانُ
أبتاه صبراً واللقاء مؤمل ٌٌ =إن شطّ دارٌ أو يطول زمانُ
لو يعلم الباغون أنك صابرٌ =لبدتْ لهم دون الجنان ِ جنانُ
وأبنتَ معنىً للجهاد بصبركمْ =عند الخطوب فكيف كان بيانُ ؟
[/poet]