آآآه تتفجر من قلب مثخنا بالجراح ..
لتتصاعد أصدائها في أثير يردها في لبه من جديد
فما عاد ينقل آهات أحزاننا فقد لوثته أنفاس الطغاة
لتعلن لنا وبكل أنانية بأنها قد احتكرته ..
و أنه لا بد أن ندفع حق الهواء الذي نستنشق
فكأن الطبيعة لم تخلق إلا لتنعمهم ..
فكم منا قد مات وكم هو من يعيش مختنق ..
أيها اللاعبون بالدماء كفاكم وأنتم تزرعون أراضيناالطاهرة بالجماجم
فما التربة إلا لاستنبات الزهور ..
كفاكم يا من تنادون بخلاص الأمة وأنتم تتاجرون بآلامها
بالله يا من تدعون البشرية وهي بريئة منكم كل البراءة ..
الم توقظ ضمائركم صرخات المحرومين والمشتتين في بقاع الأرض
تائهين لا يدرون أين الملاذ ..
الم تتحرك قلوبكم عند كل هذه المآسي التي باتت تحرقنا
لتحول كل من حولها إلى رماد ..
أنا أعلم أنه لا جدوى من محاكاتكم .. فقد فات الأوان وقد قبرت الضمائر
وانه لا بد أن أحاكي بني قومي ..
بني قومي يا لسان الضاد يا فخر العروبة ..
مالكم كلما خاطبتكم أشحتم النظر عني ..
بالله كفوا ولا تقطعوا لي في كل يوم لسان
فما عدت إلا أملك لسانا واحد أخاطبكم به فلا تصرعوني خرساء واسمعوني
فما جرمي بأن يكون حرفي جارحا وان يكون ضميري قطعة من شرر ..
ناولوني الأكف لنعلن بأننا وحدة بحق
فالوحدة حياة للروح والفكر والجسد .. الوحدة الحقة هي ما نريد
فكفانا قوالب وشعارات ..
وكفانا شجب واستنكار لا يسمن ولا يغني من جوع
كفانا ذلا وهوان كفانا رهبة من لاشيء ..
إلى متى ونحن نحيا حياة الكهوف ..؟؟
متى؟؟ متى نهب لنصفع وجنة الطغاة بكف الحق يا أمتي ؟؟
متى فقد أصبح الصبر عقيم ..
وكم هي مرة ابتسامة الفاه الحزين
وضحكة القلب المزروع في شراينه شوكة الظلم
فإلى متى ونحن نتجرعها ؟؟
إلــى متى ؟؟
تحياتي ..
أختكم في درب الحق
جنى الجنتين ..
العرض الشجري
