من ولاده إلى إبن زيــدون ،،
ها أنــا أحاول العد وإعادة العد والترتيب وما أزال وأنا أعد وأرتب وأرتب وأعد رسائلنا الاثنين !!
والتي تقدر بمائتي سنه ..وصوت والدتي تناديني ياغبيه لماذا لا تفتحين الباب وتردّي عليّ ولو مره بالجواب من غير أن أعيد السؤال ألف مره؟
خربطت أمي العد يا( أبن زيدون) وأمي لا تمل العد ورائي وإحصاء أخطائي..
بالامس كان خيالي يسير معي ويحدثني عن أشياء مضحكه وكنت أضحك..
قالت أمي عابسه ..الضحك بدون سبب من قلة الادب!
وهي تخيط قميص والدي المشقوق الجيب ..أمي تريدني جامده ورزينه مثل باقي أخواتي .. أختي التي تصغرني بعام أنجبت قبل أيام مولودها الاول وهي فخوره به تظنّ أنها أنجبت صلاح الدين الذي سوف يحرر القدس من اليهود..
أو ربما أمي تريدني مثلها لا تعرف الكتابه ولا نظم الشعر وحتى الرسم أمي تمقته لانها لا تفهم التعاطي مع الالوان ..
وهكذا توفر عليها مصاريف الاوراق والاقلام التي آخذه من مصروف البيت..
بدأت القشعريره تنتاب جسدي كأنها تذكرني بيوم فررت الى بني عباد في اشبيليه ..تاركاً إياني وحيده حتى هذا اليوم!
بعثرت أوراقي فوق سريري وأنا أحاول أن أتناسى صراخ أمي القادم من المطبخ..
كان سريري الحديدي وغطاءه يوحي إليّ بمشهد من مسرحية هاملت لشكسبير وتعيد تلك المشاهد المدروسه صوت الطبيب في أذنك وهو يصرخ بخبث أكتب مايعتملك من مشاعر وهموم!
كأن صوته يخترق أذني قادماً من أوراقك..
ماذا يريد منا أن نكتب هذا الدجال الافاق الذي إشترى بحفنة مال شهادة الدكتوراه!!
وجاء إلينا ليأمرنا بالكتابه.. وبيده اليمنى مشرط واليسرى مقص الرقيب التي لاتنام..
أم لعله أراد أن نعري أفكارنا المليئه بالتراب لنكشف له عن بعض عرانا الاحساسي في إناء مليء بالماء الساخن يذيب بسخونته جليد أفكارهم المتجمده القادمه من بوسطن ونيويورك وواشنطن ..وخوفهم القابع في مخيلتهم الصدأه ..
يقول لك طبيبك أكتب .. قل له الكتابه،، أصبحت كالقتال في هذه المدينه مثله مثل باقي المعارك المحيطه بنا والرأي السديد أصبح عمله نادره حاله حال العقل!!
نبحث عنه من الصباح الباكر وحتى المساء ولا نجده!
قد يقال عنك مجنونٌ أو عجوزٌ خرف وقد يقال عني غير متزنه ومجنونه بمثل داءك!
ورغم أني لا أرى في تصرفك أي شيء يوحي للجنون..إلا أني أقول لك أنتظر
سوف تتضح لهم الصور قريباً وسوف تتمشى الالفاظ وتتهاوى كالضباب في قالب واحد إسمه الكتابه !!
(الكتابه) التي بدأتها بصفعه على خدي.. كان عمري لم يتجاوز السابعه وأول مره أمسك فيها القلم قالت أبله آيات أذكر إسمها جيداً مثلما أذكر الصفعه!
فمن ينسى صفعة القلم!!
إكتبوا ...,, مع حمد قلم ,,...إملاء غير منظور..لماذا حمد معه فقط قلم وأين الورق؟
أم من حقك تجريد حمد الورق وحقه في الكتابه مثلما جردتموني من أنفاسي وتركتم صدري بلا زفير ولا شهيق حتى الان..
أظن يا أبله الاجدر الان أن أكتب مع حمد قلم ولكن لا يملك ورق!!
جاءت صفعتها على وجهي الصغير أخرستني هول الصفعه الكلام..
نزلت دمعه فوق خدي صرخت أبله آيات من يجرأ على إعتراضي يا ليلى؟؟
قلت لها وأنا أحدق في وجهها وأصك أسناني بقوه وأفتح بعنف ظفائري وأرمي الشرائط البيضاء على الارض... إسمي ولاده!!
ضحكت وكأنها عجوزٌ من القرون الوسطى ترتدي الملاءه الزرقاء..وهي تبرم شفاهها..بشكل يخيف الاطفال من هم بسني.. ولاده؟؟
ولا تعرفين إسمك أيضاً؟؟
إبن زيدون
خفت ُ جداً !!
ولم أستطع الكلام فأنا طفله لم تتعدى السبع أعوام ..
وكتبت بلا شعور على الورق إسألوا إبن زيدون هو يعرف من أكون!!
وأخيراًعرفت أني أيضاً أريد أن أكتب إليك.. منذ الازل وأنا أريد أن أتعلم لأكتب إليك!
بعضَ سر ٍ ..لا علاقة له بالطبخ والانجاب!!
لاني أرى أن أمي أعتقتني أخيراً وراحت تكمل أعمالها اليوميه المعتاده.. حينها
شعرتُ برغبه بالتحرك قليلاً داخل الغرفه فهذه الحيطان تخنقني بصمتها الاحمق وهي الاخرى أصبحت تخاف اللعب معي .. فقد منعتها أخشاب الدولاب من التحدث معي.. نعم حتى حذاءي خاصمني ذات نهار ورفض أن يلعب معي السباق وركضت وحدي بلا حذاء..
أرتديت قميصي الملون بالرمادي أو الاصفر لا بل الاخضر!
لم تعد تغريني الالوان ولا الاشكال..المهم أن يكون مثل الاسفلت الناعم والنظيف..يغطي أكتافي وأنحاء أخرى!
دهنت يدي بمرهم عطره جميل وندي ومشطت شعري الى الخلف بدا لي حينها صوت جوادك يصهل في الخارج..
وفي نفس الوقت رنّ الموبايل رنه ترن ترن رن رن ياجرس حوّل وإصعد عالفرس..
كانت هذه صديقتي المتصله تخبرني عنك وتذكرني بجاريتي!!
تذكرت نوال على الفورمازال إسمها عالقاً بذاكرتي أنت تكرهها لكنها أعجبتك مثل جاريتي مروه.. لذلك تود الهروب من عيناها الساحره ..الدواء جعلك تهرم أسرع والغيره جعلتني أكسر الموبايل على المرآة .. رأيت وجهك يعكس في المرآة ويضحك وعلى ذقنك رغوه كثيفه من صابون الحلاقه..المقيمين معي جميعاً سألوا ما الخبر؟؟
وأنا صرخت أليس من حقي الجلوس بجوار النار؟؟
ركضت الى دورة المياه أدرت الماء نزل الماء بارداً وصافياً ثم نزلت منه أسئله كثيره كلما يزيد الماء كانت تتسارع الاسئله بالكب..
نعم كان بقصدي أن أسألك ألف سؤال قد تكون تساءلات صغيره ولكنها تأخذ مساحه أكبر من الرساله وقد لايسعني الوقت لطرحها كلها..غسلت وجهي بالاسئله التي ملأت كفي وعدت ألملم شظايا المرايا!!
وألفّ هذه الرساله بإستعجال خوفٌ من صوت أمي يخرب .. ملامح شاعريتها!
وقلبي ينبض بعضٌ من أبياتٍ شعريه سمعتها في مجلسي ليلة البارحه حين كانت تشدوها الشاعرة حفصة بنت الحاج الركونية للشاعر أبي جعفر ابن سعيد
أغار عليك من عيني رقيبي
ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفاني
*
المرســـــــــله ولاده
بقلـــم عيون عربيه