العودة   منتديات الـــود > +:::::[ أقسام الأسرة والمجتمع ]:::::+ > عالم الأسرة والطفل
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 11-08-2004, 08:26 AM   رقم المشاركة : 1
روووز
( مشرفة عالم الأسرة والطفل )
 
الصورة الرمزية روووز
الكـــــــــــذب عند الأطفال

الكذب وقطبه الآخر الصدق سلوكان مكتسبان ولا يورثان شأنهما في ذلك شأن الأمانة ، والكذب سلوك اجتماعي غير سوي يؤدي إلى و ينتج عن عديد من المشكلات الاجتماعية كعدم احترام الصدق ، والخيانة.

والكاذب يتعمد ذلك السلوك لتغطية الأخطاء والذنب أو حتى الجريمة كما هو في حالة الأحداث الجانحين ، أو التخلص من العقاب.
و قد يرتبط الكذب بالسرقة و الغش ، فخلف كل منهما تكمن الأمانة نظراً لأن الكذب عدم أمانة في القول ، والسرقة عدم أمانة في حقوق المجتمع وأفراده والغش تزييف للواقع من قول أو فعل.

و أطفال ما قبل المدرسة من الصعب أن نصف سلوكهم بالكذب ، بالرغم من أنهم يبتدعون ويحرفون الكلام ويطلقون العنان لخيالهم في أمور ليس لها أساس من الصحة ، وقد يخلطون بين الواقع والخيال ، وربما لا يميزون بينهما لنقص فهمهم ومدركاتهم.

أشكال الكذب:

يوجد عند بعض الأطفال سعة في الخيال تدفعهم إلى إبتداع مواقف وقصص لم تقع لأي منهم في الواقع. وهو يعمد لهذه التلفيقات حتى لا يتجاهله من حوله ، او حينما تضيق به الحيلة او عندما لا يستطيع أن يشارك مع جماعته.
وقد يكذب الطفل للرغبة في النجاح وتحقيق الذات ولو على أوهام وخيال.

كما أن الطفل قد يلجأ إلى الكذب أحياناً من غير قصد ، وذلك حينما تلتبس عليه الحقيقة ولا تساعده ذاكرته على سرد التفاصيل ، فيحذف بعضها ويضيف البعض الآخر بما يتناسب و إمكاناته العقلية ، و بطبيعة الحال يصبغ كل ذلك ما يميزه من خيال و أحلام وأمان أو معاناة. وهذا النوع من الكذب يزول من تلقاء نفسه ، حينما تصل الإمكانات لعقلية للطفل إلى مستوى يمكنه من إدراك التفاصيل وتذكر العناصر وتسلسل الأحداث ، و بذلك يمكن القول بان هذا الكذب من النوع البرئ ولا ينطوي على أي انحراف في السلوك .

أيضاً فقد يلجأ بعض الأطفال الذين يشعرون بالنقص إلى التعويض بتفخيم الذات أمام الآخرين ، وذلك بالمبالغة فيما يملكون أو يعانون بهدف تعزيز المكانة ورفعها وسط الأقران ، أو بهدف الرغبة في السيطرة أو الحصول على التعاطف و الحنان أو بعض المكاسب مثل عدم الذهاب إلى المدرسة.

وهذا الكذب الإدعائي ، ويكون هدفه الحصول على قسط أكبر من الرعاية والاهتمام والعطف .

في حين أن الكذب الدفاعي ( الانتفاعي ) وهو من أكثر أشكال الكذب شيوعاً بين الأطفال ، و الهدف منه هو منع عقوبة سوف تقع عليهم.


و عندما تكون القدوة سيئة فإن بعض الأطفال إلى يلجأ للكذب مقلداً المحيطين به من الذين يتخذون هذا السلوك في بعض تعاملاتهم ، فمثلاً يقلد الطفل أسلوب المبالغة الذي يبدو من الوالدين او أحدهما ، وهو سبب من الأسباب الشائعة للكذب.

وقد يمارس الطفل الكذب أحياناً حينما يرى أنه يستطيع خلط الأمور على الشخص الكبير و يوقعه في بعض المواقف أو يقاوم سلطته الصارمة ، وهذا النوع من الكذب يمارس بطريقة شعورية.

و في أحيانٍ أخرى قد يلجأ الطفل إلى الكذب حتى يضايق من حوله ، لإحساسه أنه مظلوم أو لشعور الغيرة الذي يسيطر عليه نتيجة حصول الآخرين على امتيازات.

و بالمقارنة ففي حالة الكذب الكيدي فإن الطفل ينتحل أعذاراً غير حقيقية أو مبالغاً فيها ليظل سلبياً عندما يطلب منه عمل شيء أو تحقيق هدف.

أما حينما يفتقد الطفل اهتمام من حوله رغم سلوكياته الصادقة أو السوية ، فقد يلجأ إلى السلوك غير الصادق حتى ينال الاهتمام والانتباه.

أما النوع الأخير فهو الكذب المرضي وفيه يلجأ الصغير إلى الكذب بطريقة لاشعورية ، وفي نطاق خارج عن إرادته ، وقد يستمر حتى المراهقة بل و حتى سن الرشد.

و قد يكون الكذب المتعمد المتقن مظهراً لاضطراب المسلك Conduct Disorder المتضمن مشكلات أخرى مثل السرقة أو الهروب من المدرسة .


أسباب الكذب:

يكمن خلف الكذب عدد من العوامل منها :

العوامل الأسرية : فمشاهدة الصغير للكبار عند ممارستهم أسلوب الكذب في تعاملاتهم اليومية يعد من المصادر الفعالة في ممارسة هذا السلوك. و عندما يرى الكبير يتغيب عن العمل لقضاء بعض الأمور ويدعي لرئيسه في العمل أنه كان مريضاً ، كل ذلك يجعل الطفل يتخذ من مثل هذه التصرفات سلوكيات لمعالجة بعض مواقفه .

وقد يتخذ الطفل من الكذب وسيلة للتعامل مع قسوة أحد الوالدين أو كليهما أو التفرقة في معاملة الأبناء

و عندما تكون العقوبة المترتبة على فعل ما وشيكة وقاسية يكون الملاذ هو الكذب ، مثلما نرى أمام الممارسات التسلطية في بعض المدارس ورياض الأطفال أو أساليب المعاملة الوالدية السلبية.

و قد يكذب الطفل بهدف التعويض وسط الأقران وخاصة الغرباء و قد نعزز نحن هذا الكذب بشكل مقصود أو غير مقصود.


علاج الكذب:

وللتغلب على مشكلة الكذب لا بد من درساة دراسة حالة الطفل الذي يمارس سلوك الكذب و ان نضع في الاعتبار بعض النقاط منها:

1 – العقاب وسيلة مضللة لتعديل سوك الكذب .
2 – دعم فكرة أن الاعتراف بالخطأ ليس عيباً وأن الصدق في قول الأحداث كما وقعت يؤدي إلى تجاوز العقاب.
3 – توافر القدوة الحسنة في ممارسة السلوكيات الصادقة .
4 – توفير قصص للأطفال عن نتائج الكذب وما يقع على الكاذب من عقاب في الدنيا والآخرة .
5 – عدم إنزعاج الوالدين في مرحلة ما قبل المدرسة من كذب الطفل ، ويفضل أن يوضح الوالدان للطفل الفرق بين الخيال والحقيقة .
6 – البعد عن القسوة عند ارتكاب الأخطاء من قبل الصغار وعدم التفرقة في معاملة الإخوة .
7 – البعد عن تحقير الطفل لأن ذلك يخفض من مفهومه لذاته ويلزم بدلاً عن ذلك دعم الثقة بالنفس لديه ، وإظهار مواطن التفوق. كذلك البعد عن السخرية من الطفل أو تأنبيه لأتفه الأسباب .
8- مراجعة العيادات النفسية في حالة الكذب المرضي ، وربما أحتاج الأمر إلى علاج عائلي Family Therapy يركز على فهم تركيبة الأسرة ودينامياتها ، بهدف تغيير بعض التفاعلات الأسرية الأكثر إسهاماً في ظهور الكذب لدى الطفل ، وأحياناً يحتاج الأمر إلى جلسات منتظمة للتدريب العلاجي للآباء Parent Management Training

إعداد: أ.د. عبد الله بن سلطان السبيعي







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية