العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-09-2004, 12:02 AM   رقم المشاركة : 1
أشرف محمد كمال
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية أشرف محمد كمال
 






أشرف محمد كمال غير متصل

]سفـــــر الأحــــلام[

] سفـــــر الأحــــلام [



فى الكثير من الأحيان.. نفقد الإحساس بالزمان والمكان.. ونهيم مع الخيال فى دنيا الأحلام.. فيختلط داخلنا الواقع بالأوهام.. ونتخبط فى أفكار مبهمة.. وصور متداخلة.. وذهن مشتت..‍‍!!
… وفى إحدى تلك اللحظات.. وجدها أمامه.. والتقت أعينهما.. لم يعرفها فى بادئ الأمر.. لكنها كانت تذكره بشخص ما..!! عزيز عليه.. قريب إلى قلبه..؟! أخذ يعتصر ذاكرته.. إنه يعرف ذلك الوجه وهاتين العينين.. إنه يرى فيهما خيالات الماضى وذكرياته الأليمة.. شرد عائداً بشريط الذاكرة00 والصور تتلاحق فى ذهنه.. والملامح تتغير والشهور والسنون تمضى والعمر ينقضى..!! الوجوه قد تتغير.. والشيب يزحف حثيثاً.. والذاكرة قد تضعف.. لكن العينين تبقى على حالتها.. قد تشوبها أمارات الإثم.. وتهجرها البراءة.. قد تذبل ويضيع منها بريق الصبا.. لكنها أبداً تبقى كما هى بصمة الوجوه.. صامدة أمام فرشاة الزمن..

… أراد أن يبدد حيرته ويتغلب على الصمت المفروض على جلال الموقف ويطرد عنه قلقه الخفى.. ويقطع وحدة السفر.. بحديث يذهب الوحشة.. أخذ يستجمع شجاعته من جديد.. وحاول أن يحادثها.. فتلعثمت الكلمات فى حلقه.. فنظرت إليه باسمة.. يا إلهى..!! إنه يعرف هذه البسمة رغم شحوبها.. وهاتين العينين.. إنه يكاد يقسم أنه يعرفها.. لولا ذلك القناع الذى تختبئ خلفه..؟! وتلك الألوان الزائفة..!! تلك الابتسامة.. طالما خلبت منه اللب وجعلته يهيم فى بحور الأحلام.. وتلك العينين أو شبيهتهما.. كثيراً ما أرق ليله يتعبد فى محرابهما ويفكر فى جلالهما.. أخذ يشعر برعدة تعترى جسده.. وقشعريرة تسرى فى أوصاله حينما نما إلى ذهنه ذلك الخاطر..

… وأخذ يزدرد لعابه فى صعوبة.. وهو يحاول تهدئة قلبه الذى أخذ يتقافز فى صدره ـ حتى كاد أن يقفز من حلقه ـ واتسعت حدقتيه فى هلع.. وتساءل فى صوت متحشرج:

ـ أنت..؟!

فأجابته بإيماءة من رأسها.. فصرخ دهشاً:

ـ هذا مستحيل..!!

فأطرقت صامتة.. عاد يصرخ لاهثاً:

ـ كيف أتيت إلى هنا..؟!

إستطرد وهو يهز رأسه فى عنف ـ ليطرد عنه أفكاره تلك ـ مستنكراً:

ـ لا.. أنت لست هى..!! أنت وهم.. أنت أكذوبة..!!

فنظرت إليه والدموع ملء عينيها ثم بكت.. مما جعل ثورته تتهاوى داخله حينما تيقن من صدق دموعها.. ـ لعلها الشئ الوحيد الذى يعتبره صادقاً فيها.. والتى كانت تعلم أنها نقطة ضعفه الوحيدة.. وأنه لا يقوى على احتمالها فيضعف أمامها.. وتنهزم كل قواه أمام جريانها ـ رغم ذلك ظل واجماً.. ساكناً فى مكانه ـ إن عقله يرفض أن يصدق كل ما هو غير منطقى.. كيف بالله يحدث هذا..؟!! لابد أن فى الأمر خدعة..!! ـ لكنه يعرف دموعها.. إنها هى..؟! لكنها ليست له.. لم تعد بعد ملك عالمه ـ كيف أتت إليه إذاً..!! أم تراه هو من ذهب إليها..!! أيكون واهما..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍! إنه يكاد يجن أو يفقد الرشد..؟!

و بينما هو حائراً بين أفكاره.. إذ بها تهرول مبتعدة.. فتنبه فزعاً.. وهتف بها منادياً.. عجباً..‍!! لقد ناداها باسمها..!! لقد عرفها..!! إذاً إنها هى ولا شك.. توقفت ولم يلحظ تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتيها لبرهة واختفت فى سرعة.. اقترب منها.. وجدها تبكى.. نظر إلى عينيها وجدها كما ودعها آخر مرة.. كفكف دموعها.. واحتضن يديها.. ولثم جبينها وأحاط جيدها بيديه ومضيا ـ بينما الضباب يغلفهما ـ يعبران بوابة الحياة.. أخذ يحلقان معاً فوق سحب الذكريات.. ويعلو صوتهم بالضحكات.. وفى غمره سعادته تنبه إلى أن الطريق تنحرف بهما إلى اتجاه خاطئ.. سألها عن وجهتهما.. ابتسمت له مطمئنة حاول أن يحذرها.. لكنها كانت وكأنها لا تسمع.. تخطو مسرعة وكأنها على موعد ما..!!

كانت تمسك بيديه بقوة.. وهو يحاول التملص منها.. تقوده إلى الهاوية.. وتدفعه إلى حتفه.. إنها تريد أن تقتله.. أن تستأثر به.. أن تسلبه حتى أحلامه وحقه فى الحياة.. إنها تريد أن تحطم عالمه..

… غريباً أنه صدقها وأستسلم لخدعتها.. إنها ليست هى.. ؟!! ليست ذلك الملاك الطاهر الذى كان يحبه.. لا..!! بل هى شبحها إنه يكاد يرى تلك النار التى تستعر فى عينيها.. لا.. لا يجب أن يستسلم لها.. لا.. لابد أن يستعيد قياد نفسه.. أن يستعيد حياته..!!

حاول.. وحاول أن يقاومها.. وهى تصرخ ضاحكة ضحكة شيطانية مدوية.. تصم الآذان.. أخذ يتلوى من الألم ويتصبب عرقاً.. واستنجد صارخاً قائلاً:

ـ بالله ربى أنقذنى..!! امنحنى الأمل..!!

… فرأى ذلك الوميض من بين الغيوم.. رأى فتاة تهبط إليه فى ثوب أبيض فضفاض.. تتهادى فوق درجات من النور.. و كلما هبطت بضع درجات كلما ازدادت وضوحاً و جلالاً و بهاءً.. أخذت تقترب منه و تقترب حتى لامست جبينه.. و فردت جناحيها عليه.. و هو راكعاً عند قدميها.. وضمته فى قوة.. فارتعشت روحه فى جسده.. و جفل فزعاً من نومه لتتفتح عينيه على فجر الحياة من جديد
.
.!!






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


white heart

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية