ألحَّ علي َّ مراراً, و رجاني تكرارا ً أن أكتبَ معاناته أبياتاً وأنَ أترجم مشاعره شعرا ً , أقسمَ علي َّ بكل ماهو مقدس ان ألبي طلبه ,,
فكل الزوايا من حوله تعبق بذكريات خلِّه الراحل , وكل المشاهد ِ تبعثه أمام ناظريه في كل لحظات يومه , وجميع الأرجاء التي جمعتهما معا تكاد تنطق بلسان مبين عن ذكريات الشوق وهمسات الأخوة ..
وكنت في كل مرّة أحاول إرجاءه إلى وقت مناسب. حتى التقاني في (المدينة المنورة )على ساكنها وآله صلوات الله وسلامه.. و هكذا كانت أبياتي في وصف اشتياق ( عقيل يونس ) بحبيبه الراحل (علي حسن) رحمه الله تعالى:
تَصَبَّرْ أيُها القلب ُ العليلُ
فزادُكَ للجوى صبرٌ جميل ُ
تَوَشَّحْ بالسواد ِ على المُحَيـَّا
فها قد كَلـْكَلَ الليلُ الطويل ُ
و بلِّغْ زائر َالأطياف ِعنَّي
سلاماً إنهُ حقا ً خليلُ
خليلي فارقَ الدنيا سريعاً
لـَعَمْري إنَّهُ حِمْلٌ ثقيلُ
أصابَ الروحَ يَحْطـِمُهَا اتقاداً
فصارَ الهمُّ ذكري والعويلُ
فلو بالنفس ِ نُرْجِعُ ما تقـَضَّى
فإنَّ نفوسَنا شيء ٌ قليلُ
(علي ٌّ) فقدكمْ أضحى مغيبا ً
على شمسي وعاجَلَها الرحيلُ
أ ُعاني في الليالي مُرَّ حزني
إلام َ يهدأ ُالخطبُ الجليل ُ؟!
إذا مرَّ الحبيبُ بكلِّ وَهْج ٍ
وقالَ مُرَحِبا ً " أهلا ً عقيلُ"
تكادُ الروحُ تفلت ُ من عروقي
و ينضحُ أدمعا ً فيكم مسيلُ
تـُذكـِرُني المواضع ُوجهَ خـِلِّي
فأبكي مُذْ جرى الفقدُ المهول ُ
و أَهلي كلُّهُم يدرون وَجَدي
فلستُ مُعزيّا ً,إنـِّي ثكولُ
سألتُ الَله أن يدنيهِ زُلْفى
و ليتَ مفازَهُ ظلٌ ظليل ُ