صديقتي ...
حكيت لها عن أول نظرة ..
حكيت لها عن أول لقاء
حكيت لها عن البسمات و ما تبعها من كلمات
حكيت لها كيف أصبحت أحبه
و كيف أصبحت بدون أن ادري أهيم في عشقه
حكيت و حكيت و أسهبت في الحديث
حكيت عن أحلامي .. عن آمالي
شاركتها أفكاري .. أفراحي .. و حتى أنفاسي
وكيف لا أشاركها.. وهي صديقة عمري
عاشت معي كل أيامي السابقة
شاركتني اللعب طفله ..
و اللهو .. مراهقة
شاركتني .. هوائي ومائي
أفراحي .. اتراحي
كانت أوراقي البيضاء التي أسجل عليها أفكاري
كانت وكانت و كانت ...
تخاف علي من خيالي ...
كانت كل ما لي في حياتي ...
و لكنها فجأة بدأت تتلاشى
تفتعل المواقف الغاضبة لتبتعد عني
و تغيب عن ناظري أياما طوالا
احترت في أمرها وخفت من غيابها
أما هو فكنت لا أجد حتى ظلاله
وما عدت أراه أو اسمع كلماته
ما عدت اسمع لهاتفها أي رنين حتى أرقامها تغيرت
و ما عدت استقبل منه أي رسالة
كيف غاب فجأة ..؟؟ و لماذا ؟؟
و لماذا ابتعدت هي عن خطواتي ؟؟؟
تساؤلات كثيرة مرت بالخاطر
و ظلت بالخاطر بدون إجابة
و بعد شهور ... تسلمت الإجابة بيدي
بطاقة دعوة فارهه لفرح ...!!
اسمه بأولها ...!!
واسمها الثاني ! تسمرت نظراتي
و تعطلت بدون أن ادري كل حواسي
و دخلت في عالم آخر بدون أن اشعر
و يوم فتحت عيني و جدت أمي تبكيني
تضمني في خوف
و تدعوا الله أن لا أعود إلى ألهناك مرة أخرى
قالت قد رحلتي عني أسبوع أسبوعا كاملا
وضعت راسي صدرها و تذكرت آلامي
و بدأت ابكي بمرارة لم اعرفها سابقا
و أضم أمي بقوة .. وهي لا حول لها و لا قوة
و في اليوم الموعود
أخذت زينتي ولبست أحلى ملابسي
تعلم واعلم أني أفوقها جمالا
وكنت أخفيه دوما واعمد أن لا أزيح عنه الستار
ولكن ما عاد التخفي يجدي
و جاء الوقت ..دخلت بخطواتي الواثقة راسمةً شخصيتي الجديدة
شخصية أخرى قويه
وقفت أمامهم ...
كنت أريد أن أقول و أقول
و لكن رفضت الحروف أن تخرج
و ارتسم الخوف على وجهها ...
توسلت بحرارة نظراتها ..
قالت : أحببته من كلماتك عنه
و غصبا عني فضلته على صداقتنا ..
و هو .. امتلأت نظراته بالخجل
و منعتني شفتاي من الحديث
فتحدثت بعيني .. أرسلت الكلمات و أعلنت التحدي
لحظات توقف عندها الزمن ..
لم اعرف كم طالت .. أو كم استغرقت
كل ما اعرفه أنها كانت و كان لابد منها
وخرجت بعد أن زال همي
واعلنت انتصاري
و بعد أن رسمت علامات الخوف على وجهها
و علامات الندم على قسماته
خرجت بعد أن تعلمت الدرس قاسيا
و كم عذبتني آهاته
مرت الأيام .. وانتهى العسل
و فجأة وجدته أمامي
يبكي حبي وأيامي ..
نظرت إليه ووجدته إنسانا آخر لا أستطيع النظر إليه أكثر
فأغلقت شاشة عيني بيدي
قاصدة أن أريه ضيف أصابعي
و أعلن له بصمت .... خطبتي
أسرع بالخروج ..
و أغلق الباب خلفه بقوة
معلنا نهاية ... لأيام
لن تمحى ابدااا من الذاكرة
العرض الشجري
