العبور من مضيق الحزن .....
لاتيأسي إنني مازلت منتظـرا** يراك قلبي وعيني تعرف الأثـرا
سافرت عنك ولكن الفؤادعلـى** مـا تعهدين أبى أن يزمع السفـرا
إذا تنفس ضوء الصبح ذكرني** وان دنا الليل أدنى الحزن والسهـرا
أخوض بحرأنيني مارأيت لـه ** مدى ولاشاطئا يدنو ولاجـزرا
سألت عنك مضيق الحزن هل عبرت** فقال كلا ولكن طيفها عبـرا
سألت خوطا من الريحان أعرفـه** عمن أحب فجاء الرد مختصـرا
سألت شتلة التفاح قد ابتسمـت** للفجر ولكنها لم تعرف الخبـرا
سألت عنك نسيما مر بي سمـرا** فلم يجبني ولم استنطق السحـرا
سـألت عنك شغاف القـلب فاحتملت** سحابة الحزن غيث الدمع فانهمـرا
أبكي لان القوافي جف منبعهــا ** لما نأيت وأضحى دربها حفـرا
يـا من لها في ضمير الشعر منزلة** يمتد فيها من الاشواق ما انحسـرا
لا تحسبي أنني ألغيت ذا كرتي **أو إنني لم اقلب حولك النظـرا
لو كان دربك بحرا خضت لجتـه **إليك مستسهلا من أجلك الخطـرا
أو كا ن دربك رملا ضل يلهبــه** سوط الظهيرة حتى أرسل الشـررا
لسرت نحوك لا الرمضاء تمنعنـي** ولا فؤاد القوافي يعرف الضجــرا
ادعوا الذي قدر البعد الطويل لنـا** فقد يرد دعاء المؤمن القــدرا
قالت أرى الليل ممتدا فقلت لهــا **إن غابت الشمس أهدت نورهاالقمرا
قالت لقد كثرت أصداف شاطئنـا ** فقلت يكسب من يستخلص الدررا
شتان بين يقين يستريح بــه** قلبي وبين بريق يخدع البصرا
قالت لقد أصبحت أغصان لوزتنـا** عطشى تمد يديها تطلب المطـرا
فقلت تمنح ظلا نستظل بـه ** فليس كل عطاء اللوزة الثمرا
قالت ارى ماردا في الغرب قد لعبـت** برأسه الخمر يبدي وجهه القـذرا
فقلت كم مارد من قبله عصفـت** به المقادير حتى مات محتقــرا
قالت رأيت لــه مالا يبدده فقلت** كم من غني بيننا افتقــرا
قالت أ راه عريض المنكبين لــه** يد لواصطدمت بالصخر لانفجـرا
فقلت ما من يد إلا وخالقنــا** من فوقها وسيلقى الذل من بطـرا
قالت أرى قوة الأعداء ساحقـة** قلت اسالي جيش فرعون الذي اندحرا
سلي هزيمة جالوت الذي اندثـرت** جيوشه فتلاشى الملك واندثـرا
قالت أرى أعين الحساد تتبعنـا** فقلت لاتجزعي لن يحدثو أثــرا
إذا رأيت ثياب الليل مسبلــتة** فبشري الفجر أن القيد قد كسـرا
وبشري مقلة الشمس التي ذبلت** فيها أشعتها أن الهدى ظهـرا
وبشري كل مظلوم قد احترقـت** ثيابه أن قلب الظالم انفطـرا
وبشري صحوة الإسلام أن لهـا** روضا تخطى حدود الجدب فازدهرا
قولي لمن غمسوا في البغي أيديهـم** واستنفذوا عند باب اللذة الوطرا
مهما تطول بنا الدنيا فان لهـا** أخرى وان امام المعتدي سقـرا
قد يحمل السيف من لايستطيع بـه **ضربا فيهزمه من يحمل الحجـرا
من روائع الدكتور عبد الرحمن العشماوي