هذى القصيدة مرتبطة بقصة عجوز وجدتها في احد الأيام جالسه تبكي تحت سور شركة الكهرباء
فكتبت هذه القصيدة لوصف حال هذه المسكينة ، أتمنى ينال إعجابكم تواضعها:
بين هجير الشمس
ولهيب القدم
في ظل مثل رسم القلم
تحت سور الكهرباء
عجوز
تبكي الألم
تشكي العدم
فقر و سقم
مستنده على عصا صبرها
بين الحقيقة والوهم
معها أوراق
تحوي في طياتها
آثار السنين
هم و ونين
ترسم موت الأمل
وزهر العمر إللي ذبل
وبقايا أهات من لحظات السهر
والعمر إللي انقضى
والهم إللي بقى
قالت في خجل
تحلف برب السماء
ما تريد العطاء
قالت...
اسمع... يا وليدي
ما جرى
مات أبونا ورحل
وصار البيت ينقصه رجل
يجبر كسر الأمل
ويلم الشمل
قاطعت ...
صوتها وانه بكى
تحاول تجمع شتات
السنين اللي مضت
تضم الألم في صمت
وتخفي بكاء في همس
على واهج الشمس
و الجلد الخشن
تنزل الدمعة
تفضح خافي الزمن
تكوى الكبد
في حزن وشجن
تقول...
درب السعادة غرب ودربنا شرق
والمركب في الدين غرق
أحس كل شي في الحياة خرب
علمني.... يا وليدي
كيف النور في العين يطفي
وكيف الحياة لأغرقت في بحر الظلام تحيا
وكيف على نور الشمس نشقى
وكيف على ضي القمر في ظلام الليل نقرا
والسبب...
فاتورة كهرباء
ترى الضلوع الباردة ما كل يوم تدفئ
يوم تشبع وأيام تقنع
أنا اشهد أني ذقت العذاب
والقلب من صبري ذاب
لا دخل ولا معاش
ألف وخمس تقاعد زوج مات
انت تدري ...؟؟
أن عيالي في البيت
ضاقوا فقر
وأن القريب على لحالنا ما طاق صبر
وأن صاحب البيت مات قهر
لا إيجار مدفوع
ولا شق ثوب الحال مرقوع
تلملمت...
تمسح دمعها السايل
وتسند حالها المايل
تخرج من صدرها أوراق
وتتنهد صبرها الهايل
تقول خذ يا وليدى
هذى شهادة
لولد معه أربع أخوات
قطار الحظ عنة فات
كيف يقدر يداوي
أربع بنات
مرضى وكلهن معاقات
أطرقت لها في صمت
وفي حيرة من حالها صرت
تقول...
تكفى ملينا الظلام
والسبب فاتورة كهرباء
منها شفنا العناء والهيام
ما باليد حيلة
بيت كامل أعيله
أكل وشرب ودواء
هذا حال من يعيش
بأرض الجفاء
لكن يرحم حالنا رب السماء
يرضيك....
يا وليدي
مصروف البيت يروح
لفاتورة كهرباء
ويبقي البيتي يشكي الفناء
هذى فاتورة من شهور
مجموعها ألف ريال
تعبتنا وهم و خيال
مبلغ كبير
ما نقدر على جمعه أنا و العيال
علمني يا وليدي
من وين أجيب النور
ولا محكوم علينا ما نعرف سرور
كيف نحيا مثل خفافيش
ما نريد نشرب البارد
وما نريد في الليل الهوى البارد
نريد النور اللي صار له مده
عن دارنا شارد
نريد الرحمة من هذا الجور
للمساكين اللي
تحت هذا السور
يا عالم بكره من عليه الدور
يا رب....
ترحم المساكين من الشقاء
كم في مجتمعنا يستحقون العطاء
وكم على الترف نصرف ألوف
وغيرنا يبكي الظروف
حتى حق فاتورة الكهرباء ما لقى
يا الله لك الحمد
على النعمة والهناء
يا أخواني لا تنسون
إلي تحت السور
اللي ما يسألون العطاء
لو بحق فاتورة كهرباء
تقبلوا جميعا حبي
شاعر الود