العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-2004, 02:52 AM   رقم المشاركة : 1
مسافر مع الأيام
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية مسافر مع الأيام
 





مسافر مع الأيام غير متصل

رسالة غرام من فكتور هوغو الى خطيبته أديل فوشيه

فكتور هوغو أشهر من أن يعرف لأنه المجلّي في حلبة الشعر والإنشاء ، كما تشهد له بذلك مؤلفاته وروايتها التي أظهر فيها مساوئ المجتمع العمراني بطريقة لم يسبقه إليها أحد . ومن أحسن ما نشر من آثاره الأدبية بعد موته مجموعة رسائلة الغرامية التي كان يبعث بها إلى خطيبته أديل فوشيه. منها الرسالة الآتية التي كتبها في ساعة يأس ، بلغه فيها أن خطيبته ستقترن بغيره تنفيذا لرغبة والديها:
في مثل هذه الأيام من السنة الماضية كنا نعد الأيام الباقية لنا من أمد الفراق، واليوم نعد الأيام الباقية لنا من حرية التراسل قبل أن تعتزلي إلى بيتك الجديد ، وتتكلفي المعيشة مع الرجل الذي كان قد اختاره لك والداك. وإني عالم أنه لا يحق لي أن أكاتبك فيما بعد. وإنا يشفع بي ذكرى غرام لا تزال في النفس بقية باقية منه. فإن كنت أدعوك الآن رفيقة صباي فلأني لا أزال أطرب لذكرى أيامنا الماضية، وأحن إلى ربوع صبانا كما يحن الفطيم إلى أحضان أمه.
تلقيت رسالتك الأخيرة مع بريد هذا الصباح ، فأحببت ان أجيبك عنها قبل أن تنظوي آخر صفحة من استقلالك ، فلا يعود يسوغ لك أن تبتسمي لغير زوجك، ولا أن تهتمي بغير مرضاته. وربما كانت هذه آخر رسالة مني إليك . فائذني لي أن أخاطبك باللهجة التي اعتدت مخاطبتك بها قبل الآن ، لأنك تقولين إن الحب الذي يضم قلبينا سيظل ثابتا إلى الأبد، وإن إكراه أهلك إياك على الاقتران بغيري لا يمكن أن ينسيك حبنا القديم وعهد غرامنا المنصرم.
أراك من خلال رسالتك تكتمين عني هموما ثقيلة الأعباء. فلماذا أنت حزينة يا أديل؟ ولماذا تفسحين للهموم مجالا في فؤادك المثقل بأعباء الغرام؟. إن كان الغد يروعك فإن لك من بعده موقفا تنسين به مواقف الأمس ، إذ تجدين من حب زوجك ما يلهيك عن ذكرى غرام مضى به قلبك ردحا من الدهر، ثم انطوت صفحته وانطفأت شعلته، وحل محله حب آخر ربما فتحت لك السعادة من ورائه أحضانا رحيبة.
لعلك تتهمينني بفتور في الحب ، ولكن متى عرفت أن رسمك لا يبرح مخيلتي دقيقة واحدة، وأن قلبي لا يزال يخفق كلماعرض لي ما ذكرني بك، علمت أن اليمين التي أقسمتها تحت الصفصافة سأظل ارددها حتى آخر نفس من الحياة، فافرحي ولا تحزني يا أديل، إن قلبا وقفته على حبك لن ينفسح لغير رسمك الجميل، ومواقف حبنا هذه أرسخ من أن تعبث بها أيدي الزمان.
سحابة وتنقشع يا أديل، فمتى انقشعت لا تعودين تذكرين من أيامنا هذه أكثر مما يذكر الشيخ من ايام طفولته، لأن واجبات الغد ستنسيك أحلام اليوم، وداء الحب المستحكم فيك سيشفيه مرور الزمان. وما الذي يهمك من غدا، ولك من ثغور بنيك ما ينسيك ابتسامة حبيب قديم، ومن محبة زوجك ما يفتح لك أبواب فردوس كنت قد أغضمت عينينك عنه قبلا لتتمتعي بأحلام زائلة؟ فافرحي ولا تحزني ، لأنني أنا أيضا أفرح متى رايتك في سعادة وهناء.
أرى الحياة مملة يا أديل، لم أعد أطرب لشئ فيها كما كنت أطرب لها من قبل ، لأن الآمال التي كنت أتعلل بها في الأمس قد زالت ، فصرت أرى الحياة أشبه بدور هزلي يلعبه الإنسان في العالم ، ثم يفسح المجال لشقي آخر يجيء بعده ، فما الذي يُحب فيها ولا شيء يخلد فيها سوى الآمال؟ نعم إن الآمال كثيرة متشعبة، وأنعشها للنفس ما كان مبعثه القلب ومنشأه الحب، ولكن أية للحياة إذا أنطوت صفحة تلك الآمال وحل محلها اليأس ، وانتقلت النفس من حلم هنيء إلى يقطة رائعة.
تقولين إنك عازمة على الانقطاع عن العالم والالتجاء إلى دير تقضين فيه البقية الباقية من الحياة، أفما يكفيك أن لك من قلبي ديرا ليس فيه سواك يا أديل؟ ألا يكفيك أنك تتحولين هنالك من عابدة إلى معبودة فتسمعين من مزامير الغرام وأناشيده ما يفتح لروحك الطاهرة فردوسا تتنعمين فيه؟ فإن خطرت لك فيه العبادة فهنالك تجديها على قمة سموها ، وإنما هي موجهة إليك عند مذبح الغرام.
كنت البارحة في ملهى..وكانت عيناي شاخصتين كل الوقت إلى المقصورة التي كنا فيها معا لآخر مرة ، وكان فيها رجل ضخم الجثة وبرفقته فتاة حسناء في مقتبل العمر ، وهما يقهقهان لنكات الممثلين ويصفقان لها طربا. فقلت في نفسي: هل هما سعيدان كما كنا في تلك المقصورة منذ أشهر خلت؟ وهل يمكن أن يبلغا من السعادة ما بلغناه منها في عهد غرامنا القصير؟
ما أطيب قلبك يا أديل!. تطلبين مني مغفرة، وأنت تعلمين أنني لا أعرف لك سيئة غير ما أساءه به إلى نفسك إذ احببتني حبا مخلصا كنت في غنى عنه. فحرام عليك ان تنسبي الذنب إلى نفسك الطاهرة، وتنسبي إليها ما هي بريئة منه ، وإن كانت سيئات البشر كلها من قبيل ما تسبينه إلى نفسك، فما أقدسها ذنوبا تفتح لمرتكبيها أحضان الآلهة ، وتصل بهم إلى نعيم تجري من تحتها الأنهار. أأنت تذنبين يا أديل ؟ إذا من بعدك لا يخطئ في العالم؟ ولمن تبقى أبواب السماء مفتوحة إن هي أوصدت في وجوه الملائكة؟
لي حاجة إليك يا أديل وهي أن تأذني لي بحفظ صورتك التي اهديتها إلي في عيد ميلادك الفائت، فإنها التعزية الوحيدة الباقية لي بعد مأساتنا هذه ، فإن أنكرتها علي فليس لي إلا أن أعيدها إليك. ولكن ثقي أنك سواء استرجعتها مني أو لم تسترجعيها فإن رسمك منقوش في قلبي ولن يمحوه مرور الأيام أو كرور الأعوام.
سلام إلى حين اللقاء وراء عالمنا الفاني ، سلام يحمله إليك النسيم في اليقظة والملائكة في الحلم.
فكتور
ملا حظاتي على رسالة فكتور هوغو :
عندما قرات هذه الرسالة بل هذه الرائعة عرفت لماذا ارتقى فكتور هوغو سلم المجد فهو على جانب كبير من الأخلاق حتى كدت أظنه من أصل عربي؟؟؟!,
انظروا الى بعض ما استوقفني في رسالته
1- قال أن رسالته هذه هي الاخيره لأنها ستتزوج غيره ولا يحق له مراسلتها اذا ما تزوجت غيره!!!.
2- يعتذر بأسلوب رائع ومؤثر لأنه أرسل لها هذه الرسالة لأنه يريد ان يسبق الزمن قبل ان يسبقه فتتزوج ويصبح من المستحيل مراسلتها لانها اصبحت زوجة لرجل آخر ويوصيها بالاخلاص له!.
3- يهون عليها مصابها ومؤلف كتاب البؤساء أشد منها بؤسا فيقول لها أن حب الزوج وتربية الأبناء ستنسيك حبك القديم ولن تتذكريه إلا كما يتذكر الشيخ أيام طفولته!!!.
4- أنه يأس! ولكنه يعطيها الأمل في غد مشرق ويطالبها بالنظر الى المستقبل بروح التفاؤل!!!.
5- يستأذنها بالاحتفاظ بصورتها ويقول لها إنك إذا رفضتي فسأعيدها ولكن صورتك ستبقى في قلبي ولن يمحوها ماحي!...إنها كلمات محب عذري العلاقة!.
6- ربما فكتور هوغو محب ومخلص في حبه مثل مجنون ليلى وعروة عفراء وتوبة ليلى و كثير عزه و جميل بثينه وبن زيدون ولكن أديل لم تكن مثل ليلى وعفراء وليلى وعزه وبثينه وولادة!!!... وكيف تكون مثلهن وهن عربيات النجار تربن على الاخلاق الفاضلة والقيم النبيلة...لأن استحققن كل ذلك الحب والهيام فإن أديل لم تكن تستحق حب فكتور هوغو... وتلك قصة أخرى!!!.







قديم 20-11-2004, 08:36 PM   رقم المشاركة : 2
نديم القصيد
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية نديم القصيد







قديم 20-11-2004, 09:59 PM   رقم المشاركة : 3
مسافر مع الأيام
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية مسافر مع الأيام
 





مسافر مع الأيام غير متصل

الف شكر لك اخوي محمد الحسين
وحتى ما يكون فيه لبس في الموضوع
فالرسالة والمقدمه منقوله من أحد الكتب كماهو معروف
والملاحظات انا من كتبها
تحياتي







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية