حملتُ جنازةَ عقلي معي=وجِئْتُكَ في عاشقٍ لا يعي
أحسُّكَ ميزانَ ما أدَّعيهِ=إذا كان في الله ما أدَّعي
أقيسُ بِحُبِّكَ حجمَ اليقينِ=فحُبُّكَ فيما أرى مرجعي
خلعتُ الأساطيرَ عنِّي سوى=أساطيرِ عشقِكَ لم أخلعِ
وغصتُ بِجرحكَ حيث الشموسُ=تهرولُ في ذلك المطلعِ
وحيث (المثلَّثُ) شقَّ الطريقَ=أمامي إلى العالَمِ الأرفعِ
وعلَّمَني أن عشقَ (......)-=انكشافٌ على شفرةِ المبضعِ
وآمنتُ بالعشقِ نبعَ الجنونِ=فقد بَرِئَ العشقُ مِمَّنْ يَعي
وجئتُكَ في نشوةِ اللاَّعقولِ=أجرُّ جنازةَ عقلي معي !
أتيتُكَ أفتلُ حبلَ السؤالِِ:=متى ضَمَّك العشقُ في أضلعي ؟
عَرَفْتُكَ في (الطَّلقِ) جسرَ العبورِ=من الرَّحْمِ للعالَمِ الأوسعِ
ووَالِدَتي بِكَ تحدو المخاضَ=على هودج الأَلَمِ الـمُمْتِعِ
وقد سِرْتَ بِي للهوى قبلما=يسيرُ بِيَ الجوعُ للمرضَعِ..
لَمَسْتُكَ في المهدِ دفءَ الحنانِ=على ثوبِ أُمِّيَ ، والملفعِ
وفي الرضعةِ البِكْرِ أنتَ الذي=تَقاَطَرْتَ في اللَّبَنِ الـمُوجَعِ
و قبل الرضاعةِ.. قبل الحليبِ..=تَقاطَرَ إِسْمُكَ في مَسْمَعي
فأَشْرَقْتَ في جوهري ساطعاً=بِما شَعَّ من سِرِّكَ المودعِ