السـلام عليكم و رحمه الله و بركاته .. هذه أول مرة أحاول كتابة قصة قصيرة! صدقوا أو لا!
أشكر صديقتي العزيزة العضوة (طيف الحقيقة) هي التي أوحت لي بالفكرة في الكتابة!!
وهذه القصة القصيرة ( وهي حقيقة وفعلا قصيرة! ) لكنها مجرد بداية! و كثير من المفردات لم أعرف كيف أستخدمها حقيقةً! .. و حلمي أن أصبح كاتبة! بأي لغة سواء لغة إنجليزية أو عربية! أتمنى أن أصبح كاتبة باللغتان! ..
إليكم القصة القصيرة لإنها بدايتي فقط! إنتظروا!! إنتقدوا!! لكي أتعلم من النقد و أصبح أحسن! هذه هي الطريقة الوحيدة التي أتقدم فيها ..! و أنا آسفة لصديقتي لأني لم أخذ رأيها قبل أن أنشرها في هذا المنتدى الجميل! .. يبدو أني أكثرت الكلام .. إليكم قصتي البسيطة التي تحتاج ردودكم لتجميلها! ..
---------------------------------------
في صباح اليوم المدرسي كنت واقفة على منصة المدرسة, أحاول أن ألفت إنتباه الطلاب للإذاعة, ولكن كالعادة لا أحد منتبه لما أقوله! أو بالأحرى .. ما سأقوله ..!
أرى المعلمة المشرفة بالإذاعة المدرسية أستاذة (خ) تأشر لي بيديها النحيلتين التي تحيط بمفاصل يديها تجاعيد كبر السن .. وفي إصبعها خاتم زواجها .. من زوجها المتوفي – كما يقولون الطلاب – وبفمهما الصغير تحاول أن تفهمني ما تقول بحركة بشفتها و أيديها, كنت أفهم ما كانت تقول, ولكنها واصلت بحركاتها قائلة بصوت خافت :" أسرعي! إبدأي بالإذاعة ".
غروري لم يسمح لي ببدء الإذاعة, بسبب الطلاب! لأنهم لم يصمتوا ولم ينتبهوا! ولا ينصتون لما سأقوله!
فأحسست أن كلامي سيكون بلا فائدة, مالم يكن هناك مستمع! فنزلت من المنصة و لم أتعذر كعادتي.. فقلت لأستاذتي :" لو سمحتي يا أستاذة, لا أريد أن أكون الطالبة التي تتحدث بإسم الإذاعة! من الآن فصاعداً ..". فنظرت إلي بنظرة غريبة, نظرة قائد جيشً خذله أحد جنوده.
فذهبت مبتعدة و أخذت معي حقيبتي التي حملتها باستهتار على كتفي و أخذت قبعتي و وضعتها على رأسي محاولة إخفاء وجهي وخرجت من القاعة متوجهة إلى فصلي, دخلت الفصل .. جلست على كرسيي الذي يقع في الزاوية اليسرى من الفصل .. وضعت رأسي على الطاولة مخفية جوانب وجهي بكفي وكان يحيط بمعصمي سوار قديم ابتعته من 5 سنوات و لم أنزعه من معصمي من ذاك الحين .. فدخلت المعلمة مندفعة من باب فصلي.. شعرت بهبة هواء .. و سمعت أصوات البنات في خارج القاعة, عندما أغلقت الباب عم الهدوء في الفصل, أغلقت الباب بقوة فرفعت رأسي والرؤية لم تكن واضحة فأعدت نظارتي الطبية في مكانها على عيني !! فاتضحت لي الرؤية .. رأيتها واقفة .. ونظراتها الغاضبة مركزة عيناها علي!! فقبضت على يديها كاتمة غيضها. تقدمت ببطء نحو طاولتي .. عندما وصلت كنت موجهه نظري نحو سواري القديم ألعب بخرزة المتبقي! فأمسكتني مع يدي و آلمتني قليلا لكي أنتبه إلى ما تقول, فوجهتُ نظري إليها .. فقالت لي :" تفضلي في مكتبي بعد نهاية اليوم المدرسي!".. أبعدت يديها أخيراً عن معصمي الذي ظهرت عليه علامات أصابعها.
دق جرس الحصة الأولى, الوقت يمر ببطء شديد, وكأن أحد يمسك عقرب الساعة بيديه ولا يفلته, وكثرت نظراتي الموجهه إلى ساعتي.. أخيراً مر الوقت و إنتهت الحصة الأخيرة بقول من أستاذة الرياضيات :" حاولي أن تنتبهي في الحصة! يا طالبتي العزيزة! فأنا لا أحب الخمول كما تعلمين ..".
بعد أن توجهت خارج الفصل و تبعها الطلاب فرحين بانتهاء اليوم الدراسي قلت بصوت خافت أكلم نفسي:" ولا أنا أيضاً أحب الخمول, ولكني لم أكن في حالة خمول يا معلمتي!" .. نعم لم أكن في حالة خمول .. كنت في حالة انتظار فقط!
وضعت قبعتي في حقيبتي ومشيت في المرر الذي كان خالي من الطلاب .. دخلت مكتب الاستاذة (خ) بهدوء وأغلقت الباب بصوت خافت, بالكاد يُسمع, وضعت حقيبتي على الأريكة ذات اللون البني الموجودة بجانبي و جلست, أخذت راحتي بمكتبها, عالمةً أن الأستاذة (خ) غارقة في العمل فانتظرتها حالما انتهت من وضع الأوراق في الدرج و إغلاقه بإحكام.. كم هي حريصة! حالما انتهت من وضع الأوراق في الدرج,وأبعدت نظاراتها الثقيلة عن وجهها, ورفعت رأسها واقفة .. فرأتني جالسة على أريكتها! فابتسمت إبتسامة رضاء, ليس بسبب ما فعلت في صباح اليوم, إنما بسبب قدومي كما أرادت .. قالت : "أتمنى أن أباك أو من جاء لإصطحابك ليس بالخارج بإنتظارك", ففهمت من كلامها أنها تريدني لوقت طويل, فقلت : "اطمئني أبي لا يأتي لاصطحابي إلا الساعة واحدةً بعد الظهر!" .. فلمحت ساعتها و قالت :" جيد .. هذا سيمنحنا 30 دقيقة! لا بد أنك تستغربين لماذا أردتك في مكتبي؟!" .. قلت : "لا على الإطلاق .. أنا أعلم لماذا أردتي رؤيتي!!"!
- بسبب ما فعلتيه هذا الصباح يا طالبتي! أنا غاضبة من هذا التصرف!
- لم يكن بيدي حيلة يا أستاذة (خ), أنتِ تعلمين أنني لا أحب التحدث مالم يكن هناك مستمعين!
- إذن .. هل تقولين لي كيف تحدثتي باسم الاذاعة طوال السنة الماضية؟!!!
- حسناَ .. تعلمين .. جربي إحضار بالونة و نفخها حتى لا يبقى هناك مساحة بداخلها لهواء إضافي! ماذا يحدث لها!!؟ هذا ما حدث لي هذا الصباح ...
- هل تقولين إنك لم تستمعي بالتحدث في الإذاعة!؟
- لا ...!
فابتسمت لي قائلة :" لماذا لم تقولي هذا من قبل؟!", فأجبتها :" خفت أن يخيب ظنك بي يا أستاذة!", فردت علي وهي ضاحكة " على الإطلاق!! هل تتكلمين بجدية؟!! أم تمزحين؟!! على ما أعتقد أنك خيبتي ظني بك عندما لم تخبرني الحقيقة!", فقلت لها شاكرة و ممنونة :" شكراً لك يا أستاذة على تقبلك لقراري هذا .. كما تعلمين لا أحب أن هذا الكلام الذي أتعب في قوله يذهب سداء! لطلاب لا يستفيدون! و إني أيضاً لا أحب أن أذيع!! .. حتى لو كان يستمعوا إلي!! أظن أن هذا العمل يتطلب طالبة تستطيع أن تستحمل إزعاج الطلاب و تستطيع أن تتجاهل كلامهم الجانبي!"
- يا عزيزتي ستظلين طالبة مجتهدة بالنسبة لي.
- حسناً .. يا إلهي!! يجب أن أسرع بالذهاب لا أحب أن أبقي والدي ينتظر طويلا!
- إذهبي! و آنا آسفة لمضيعة وقتك .. أعلم أنك تفضلين المحادثة مع صديقاتك! وزميلات فصلك!!
- لا يا أستاذة ... كلامك هو الأهم و أنا لا أحب المحادثة مع صديقاتي أو زميلات فصلي! أشكرك على إنقاذي من التحدث معهن!
فذهبت مسرعة إلى الخارج و ركبت سيارة أبي! .. فسألني عن سبب تأخري, قلت: "هل تعلم شيئا يا أبي! لقد استفدت في الخمسة دقائق التي جعلتك تنتظرني فيها! لقد أقنعت معلمتي بشيء لا أظن أن أي طالبة سوف تحدثها عنه! لو كانت تعاني مثلي!"
فقال ضاحكاً وعالما بما أتكلم عنه :" حسنا يا إبنتي!! أسامحك هذه المرة فقط!".
فكانت هذه نهاية وقوفي على منصة الاذاعة!