ابتعد عن طفلك قليلاً .. إذا غضبت
ابتعد عن طفلك قليلاً .. إذا غضبت، لكي تسترجع هدوء أعصابك .. فتتفادى تجريحه وإهانته، وتستطيع توصيل رسالتك له بطريقة إيجابية...
ولنضرب مثالاً عملياً .. لنتعرف على كيفية استخدام هذا الأسلوب التربوي. حياة فتاة في العاشرة من عمرها .. نهضت من النوم .. ولم ترتب سريرها، ثم أخرجت بعض ملابسها وتركتها مرمية على الكرسي .. تضايقت أمها من فوضويتها .. وأرادت أن تعودها على ترتيب غرفتها فقالت لها:
ـ حياة .. لماذا تتركين غرفتك فوضى هكذا؟ .. هيا رتبي سريرك .. وعلقي ملابسك.
ردت الابنة: هذا عمل الخادمة .. نحن ندفع لها راتباً لتقوم به.
أجابت الأم وقد أخذت تشعر بالثورة تسري إلى نفسها:
ـ الخادمة تقوم بترتيب البيت مرة واحدة في اليوم .. أما بقية اليوم، فإن هذه غرفتك .. وأنت مسؤولة عن ترتيبها.
وخرجت من الغرفة لكي لا تفقد أعصابها وتبدأ في تجريح ابنتها .. وعندما هدأت عادت إليها، وقالت:
ـ الآن أستطيع أن أناقش معك هذا الأمر، أريدك أن تعلمي أمراً وتطبقيه مستقبلاً، ما دمنا نعيش في هذا البيت .. فإن لكل واحد منا واجباً يقوم به لكي نتعاون على أن يكون منزلنا مرتباً، إذا كنت لا تريدين ترتيب غرفتك .. فسأختار لك عملاً آخر تقومين به .. ماذا تختارين؟.
تراجعت الابنة قائلة:
ـ أختار ترتيب فراشي وغرفتي، حتى تبدو مرتبة وجميلة.
أحياناً يتعب الآباء من تكرار هذه المواقف الغاضبة مع أبنائهم عندما يقومون بتذكيرهم يومياً بواجباتهم، فماذا يفعلون؟
قال أحد الآباء: تعودت أن أبتعد عن ابني عندما أغضب عليه، أدخل إلى الحمام لأستحم، أو أفتح الراديو على أي موسيقى كلاسيكية .. أفعل أي شيء يبعدني عن جو الغضب .. ثم أعود له لأناقشه، وأخرج معه دائماً بنتيجة إيجابية .. تحسن سلوكه.
تقول إحدى الأمهات: عندما يزداد الضغط على نفسيتي .. أدخل إلى غرفتي وأبكي وحدي، فأشعر بالراحة .. وأعود مرة أخرى إلى أبنائي لمتابعة أداء واجباتهم اليومية حسب المطلوب. أم أخرى قالت: إنها تدخل غرفة المكتب .. وتكتب عدة ملاحظات عن ابنها .. تعبر من خلالها عن كل ثورتها .. ثم تعود إليه لتناقشه بهدوء حول العمل الذي طلبت منه أن يقوم به وعاندها في أدائه، وتقول: إنها كانت في كل مرة تخرج بطريقة إيجابية تساعدها على توطيد علاقتها بابنها، بدل المشاحنات والكلام الجارح الذي كانت تنهال به عليه عندما يعاندها ويغضبها فتزداد ثورته، ولا تصل معه إلى طريقة تساهم بها في تطوير سلوكه.
إذن، الابتعاد عن أطفالنا وقت الغضب يمنحنا فرصة لنعبر عن غضبنا بطرق لا نندم عليها فيما بعد.