صندوق الذكريات ....
تعود بى ذاكرتى من جديد الى ذلك الرصيف عند تلك الشجرة العجوز فقط حط الجفاء على أغصانها واكتسبت أوراقها بالجفاف تتساقط على قارعة الطريق هناك سندت دراجتى الصغيرة على ذلك الحائط الذى بانت عليه أثار الزمن . . .
هناك ترعرعت طفولتى وشقاوتى . . . وعبثى حيث عشقى للتراب والطين كنت أوهم نفسى ببناء بيت من طين وسور لم يتحمل الوقوف . . . ! تكاد أن تتساقط اجزاؤه .....
كنت أخذ الماء بوعائى الصغير . . وأسكبه تحت هذه الشجرة كى أسقيها
حلمى بأنها .. سوف تكبر أكثر وأكثر ,,,,,
أعشق الالوان بأنواعها والكراسات .. كنت أرسم السماء بألوان الطيف
والبحر باللون الأزرق والشاطىء باللون البنى والشمس باللون الأصفر
كنت أفضل اللون الوردى . . هذا اللون الذى يبعث البهجه فى قلبى الصغير
ها أنا أجول فى حديقة ذكرياتي .. أقتطف منها زهور لحظاتى الجميلة
كنت أعشق الطيران .. لذلك كنت أحلم بأن لى جناحين وأطير مثل الطيور
او عندي مركبه تطير بى فى الفضاء أحب السماء حيث تمتلى بالنجوم
كنت أتمنى قطف واحدة منها عشقت الفضاء وم زال هذا العشق يسرى فى دمى
أحببت دوران الكواكب وذلك السكون الذى يعم أجواءها كنت أحلم بأننى
أمشى على سطح القمر وهو يبتسم لى .. ربما !!!!!!
طفولتى كانت كلها أحلام صغيرة تكونت فى عقلى الصغير حتى كبرت وكبرت
اهتماماتى وأهملت العابى والوانى وكراساتى .. .. .. .. ..
دخلت ذلك الهدوء .. والاماكن الهادئة عشقت الالحان كبرت وكأننى كبرت أربعين عاماً .. ..
زاد اهتمامى بالبحر ولألأة النجوم وضوء القمر بدأت بوصف المشاعر وبوحها
على سطور الورق لجأت الى القصص والروايات ... عشقت قصص الخيال وتخيلتها حورية أو ملاك يتحدث لغة البشر ...
عشقت تلك الروايات الاسطورية .. قصة الملك الذى يتزوج الحسناء الفقيرة
أو قصة السندريلا أو رواية سنو وايت الجميلة ... جميلة خواطرى حيث أكتب
ما بداخلى من شعور رقيق .. عندما كتبت أول خاطرة وأنا الثانية عشرة
من عمرى ... كنت خربشات لكنها جميلة لأنها صادقة نابعة من قلبي
أشتقت لتلك الزاوية التى كنت أختبىء فيها عندما نلعب بشقاوة الطفولة البريئة
أتذكر تلك الايام لا أنساها .. أتذكرها بصحبة أوراقى كلما جلست لوحدي وكأنها
لحظات حدثت ومرت للتــــو .. .. .. ..
يأبى الزمن على الوقوف ساكناً يتحرك باستمرار ويأخذ معه كل الأيام واللحظات
الجميلة التى قضيناها نلتقى بأحباب ونفارق أحباباً ونصادق أصدقاء ونفارق مثلهم ليمر الزمن هكذا وأمامنا ما زال المشوار طويلاً ... حتى نهاية
الذكريات وتمضى بنا الأيام ... ...